11 - تاج محل


تاج محل - قصة حب أسطورية تتحدى الزمان
تاج محل هو من أجمل المباني الإسلامية في الهند من حيث الروعة والزخرفة والتصميم الهندسي وهو مبنى عملاق يشرف على مدينة أكرا بالهند والتي كانت عاصمة المغول في ذلك الحين إلى أن قام الإمبراطور شاه جهان الذي حكم الهند قبل أكثر من 300 سنة بنقل العاصمة من أكرا إلى مدينة دلهي والتي هي عاصمة الهند حتى اليوم وقد شيدَّ هذا البناء الضخم الإمبراطور شاه جهان تكريماً لزوجته وشريكة حياته والتي كان اسمها(ممتاز محل)حيث كان الإمبراطور يحب زوجته كثيراً لأنها كافحت معه وكانت مخلصة له وأنجبت له ستة أولاد ولما توفيت في عام 1630حزن عليها زوجها الإمبراطور حزناً شديداً وقرر أن يقيم لها أجمل مقبرة يمكن أن يشاهدها إنسان فاستدعى المهندسين المعماريين من كافة أنحاء العالم من الهند وتركيا وفارس والجزيرة العربية ليتعاونوا في وضع تصميم مميز لهذا البناء وبعد 18 عاماً أصبح البناء جاهزاً بعد أن اشترك في تنفيذه أكثر من 20 ألف عامل وقد جلبوا له الحجارة الجميلة والرخام الأبيض المصقول من الهند ومصر والجزيرة العربية والتبت ويبلغ ارتفاع المبنى حوالي 61م كله من الرخام الأبيض وكتبت عليه آيات من القرآن الكريم باللون الأسود وقد تم ترصيع وتزيين جدران المبنى بالأحجار الكريمة والعقيق وزهور عباد الشمس وأحجار الفيروز في تنسيق رائع يبهر الأبصار ويسلب العقول كما تحيط بالمبنى من كل جانب مجموعة من القباب الكبيرة والصغيرة غير المتصلة والتي يبلغ ارتفاع بعضها 41 متراًوكانت تحيط بالمبنى حديقة كبيرة تعتبر قمة في التخطيط والتنسيق الرائع حيث كانت تضم النافورات الجميلة والأشجار العالمية المشكلة بطريقة هندسية جميلة وبعد وفاة الإمبراطور دفن في نفس البناء إلى جانب زوجته ثلاثة قرون ونصف مرت على بنائه يزوره ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص سنوياً إنها حياة امرأة ضربت أروع الأمثلة على الوفاء والإخلاص فتفتحت لها أبواب التاريخ الواسعة وأصبحت سيرتها تتردد على الألسنة وصار ضريحها إحدى عجائب الدنيا السبع هي المرأة الهندية المسلمة التي رفعت من شأن نساء العالم في ذلك الوقت ونجحت في إثبات أن العقل والعاطفة والعمل خطوطاً متساوية لا تناقض فيها على الإطلاق ومن روعة وتفرد هذا المكان تغنى به العديد من الشعراء مثل طاغور فيما وصف الشاعر الإنجليزي السير ادوين ارنولد تاج محل بقوله الشهيرهي ليست قطعة معمارية كغيرها من الأبنية ولكنها رغبات إمبراطور تعكس حب إمبراطور كتبت بأحجار حية ويحمل هذا الصرح الرائع بين جدرانه قصة حب نادرة ومكائد ومؤامرات حاقدة من أقرب المقربين طمعاً في السلطة والجاه ويعتبر تاج محل من أعجب عجائب الدنيا بل ويعتبرها بعض الباحثين الغربيين تحفة معمارية لم يولد مثيل لها حتى الآن ولا عجب في ذلك فتاج محل أجمل صرح بناه المغول خلال فترة حكمهم للهند وتعني كلمة تاج محل(قصر التاج)بينما لا تعرف حتى الآن أصل تسمية القصر بتاج محل وذلك لأن المؤرخين في عهد الشاه كانوا يطلقون عليه(روزا)ممتاز محل أي ضريح ممتاز محل وبعدها شاع اسم تاج محل ويترجم على أنه قصر التاج أو تاج القصروتعود جذور قصة بناءه إلى زواج شاه جيهان الذي كان يعرف وقتها باسم الأمير حزام وصار فيما بعد الإمبراطور المغولي الخامس واسمه شهاب الدين من تاج محل واسمه الحقيقي هو ارجمند نانو بيجام ووالدها كان شقيقاً لنور جيهان زوجة السلطان وكان في تقليد المغول النساء المهمات في العائلة المالكة يمنحن أسماء أخرى عند الزواج وفي بعض الأحداث الهامة في حياتهن وبعد ذلك يشيع الاسم الجديد ويصير مستخدماً من قبل الناس عامةوعلى الرغم من أن هذا الزواج كان الثاني للشاه إلا إنه كان نابعاً من قصة حب حقيقية وتجربة عاطفية سامية وكانت ممتاز رفيقة دائمة لزوجها لا تتركه في كل رحلاته وسفرياته وجولاته وزياراته ومهماته العسكرية بل ومستشارته وصديقته وكانت الدافع القوي لقيامه بالكثير من أعمال الخير والبر وخاصة مع الضعفاء والفقراء والمحتاجين وقد أنجبت ممتاز من شاه أربعة عشر ولداً وماتت على فراش الولادة في العام 1630 بعد ثلاث سنوات من خلعه من العرش عندما كانت ترافقه في حملة عسكرية وعندما عاد إلى السلطة اعتزم شاه أن يخلد ذكرى زوجته فأبدع تاج محل وكان للظروف الحزينة التي أعقبت موت الإمبراطورة أعمق الوقع وأبلغ الأثر في إلهام الإمبراطور لتشييد هذا القصر الكبير الذي أقامه في اجرا عاصمة حكم المغول ولم يكن غريباً بناءه في مثل هذه المدينة الجميلة حيث تنتشر فيها القلاع الجميلة ذات الأحجار الحمراء التي قام ببنائها الأباطرة المغول وعندما اعتقل لمدة ثماني سنوات توفى في آخرها في القلعة الحمراء الكبيرة التي تقع أمام تاج محل كان ينظر يومياً إلى هذا الصرح الخالد لا يبكى على زوال عرشه وخلعه من الحكم بقدر بكاءه على وفاة زوجته الغالية التي لم تستطع امرأة سواها أن تمنحه الحب الذي منحته إياه ولم يستطع أي شيء في العالم أن يعوضه الحنان الذي إفتقده بعد وفاتها وهي تضع له ابنه الرابع عشروتقول الروايات التي انطلقت على حياته إنه كان يعتزم بناء قصر مواجه لتاج محل ليكون ضريحاً له شخصياً عند ومقابلاً لضريح زوجته ولكن مع وجود فارق بينهما وهو أن الأول ضريح تاج محل من الرخام الأبيض أما ضريحه هو فسيكون باللون الأسود بحيث يربط بينهما جسر كبيرولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ولم يتحقق هذا الحلم حيث قام أحد أبنائه بالحجر عليه واعتقاله بعدما قاد انقلاباً ضده وسيطر على العرش الملكي وبالتالي قام بسجن والده في قصره المقابل لضريح تاج محل حتى توفي إلا أنه وبدوافع إنسانية اقترح بعض أعوان الإمبراطور الجديد دفنه بجوار زوجته ليروى هذا الصرح أروع قصص الحب والوفاء والغفران ويصبح بحق أحد عجائب الدنيا السبع وقامت منظة اليونسكو بإدراج المعلم في قائمة التراث الثقافي العالمي يبلغ ارتفاع الضريح(المبنى الرئيسي )73 م نقشت عليه آيات قرآنية وبعض الرسومات البارزة والتي تعتبر مرجعا للدراسية فن الرسم في الهند أثناء العهد المغولي ينتصب الضريح على منصة مربعة وعلى كل جانب منها منارة دائرية إلى يمينه شيّد مسجد صغير وإلى اليسار ينتصب مبنى يقال له"جواب"أوجد لإحداث توازن(مع المسجد )في الشكل العام للضريح ويتم الولوج إلى الضريح بعد العبور على الحدائق الواقعة داخل مساحة مطوقة تتخللها بوابة كبيرة جمعت المساجد والأضرحة الأخرى للزوجات الأقل حظا بالقرب من المكان يتواجد النصبين التذكاريين لكل من"ممتاز محل"و"شاه جهان"في قاعة ثمانية الأضلاع أنجزت النقوش التى تتواجد عليهما بطريقة متقنة وتمت إحاطتهما بستائر مخرومة ومطعمة بالمرمر والأحجار الكريمة لا يعرف بالضبط صاحب هذه العمل إلا أنه يرجح أن يكون المهندس المعماري"أستاذ عيسى"(من أصول تركية أو فارسية)إلى جانب خان رومي الذي أشرف على أعمل بناء القبة و"رانمال"الذي قام بتخطيط الحدائق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق