العماره في عمان


سلطنة عُمَان دولة تقع في جنوب غرب آسيا على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية تحدها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الشمال الغربي والمملكة العربية السعودية إلى الغرب واليمن في جنوب غرب البلاد يتكون ساحل بحر العرب في الجنوب الشرقي وبحر عمان في الشمال الشرقي وحاصرت مدحا والجيوب مسندم من الإمارات العربية المتحدة على حدودهما البرية مع مضيق هرمز وخليج عمان تشكيل لحدود محافظة مسندم والمناطق الساحلية وكانت عمان قوة إقليمية معتدلة وكان سابقا السلطنة تمتد عبر مضيق هرمز إلى إيران وباكستان الحديثة اليوم وأقصى الجنوب إلى زنجبار على معطف من جنوب شرق أفريقيا بمرور الوقت كما انخفضت قوتها وجاء في السلطنة تحت تأثير ثقيلة من المملكة المتحدة على الرغم من عمان لم تعد رسميا جزءا من الامبراطورية البريطانية أو محمية بريطانية وقالت العائلة المالكة العمانية الادعاء بأن سلطنة عمان قد استبعد من قبل سلالة آل منذ 1744 على الرغم من دون أدلة ملموسة عمان منذ فترة طويلة الأمد العلاقات العسكرية والسياسية مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة على الرغم من أنها تحافظ على سياسة خارجية مستقلة وعمان هو النظام الملكي المطلق الذي سلطان عمان تمارس السلطة في نهاية المطاف ولكن برلمانها لديه بعض الصلاحيات التشريعية والرقابية وعرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن أبرز أسمائها مجان ومزون وعمان حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد فاسم مجان ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية وبحرية عديدة وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم أرض مجان أما اسم مزون فإنه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها وكلمة مزون مشتقة من كلمة المزن وهي السحاب ذو الماء الغزير المتدفق ولعل هذا يفسر قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضا وبالنسبة لاسم عمان فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في اليمن كما قيل انها سميت بعمان نسبة إلى عمان بن إبراهيم الخليل وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم وكانت عمان في القديم موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول واشتغلت بالزراعة والصيد واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغلت بالرعي وتربية الماشية وتعود بداية حضارة الإنسان في عمان إلى الألف الثامنة ق.م، وفيها صنع الإنسان العماني ‏أدواته من الحجر العادي وهناك آثار ونقوش في عمان ترجع إلى ذلك العصر وتتعدد تلك ‏النقوش في عمان ما بين الحفر على الصخر في شمال عمان إلى استخدام الألوان في جنوبها في ‏ظفار وتبدو في تلك النقوش صور بشرية وحيوانات برية كما عثرت البعثات الأثرة في عمان ‏على أدوات عديدة تنتمي إلى هذا العصر مثل الفؤوس وأدوات الصيد وهياكل عظمية لحيوانات ‏برية وأدوات حجرية ونقوش في ظفار وسيوان (هيما) وفي عمان تم اكتشاف العديد من مواقع التجمعات البشرية والمستوطنات الكبيرة على السواحل ‏وفب الاودية وعلى سفوح الجبال وعثر على عظام الحيوانات مثل الابقار والظباء والجمال وتعد آثار رأس الحمراء بمسقط أهمها على الإطلاق كما تشير محتويات موقع حفيت وآثار بات ‏على الوضع الحضاري لتلك العصور في عمان ومن ابرز المواقع التي عثر فيها على شواهد ‏أثرية مستوطنة الوطية محافظة مسقط يرجع تاريخها إلى الألف العاشرة قبل الميلاد عثر بها على مخلفات أثرية أشتملت على ادوات ‏حجرية وقطع من الفخار كما عثر على مواقد للنار وبعض الادوات الصوانية الحادة والمسننة ‏على شكل مكاشط وانصال وسهام وبعض النقوش الصخرية التي تعبر عن أساليب الصيد وطرق ‏مقاومة الحيوانات المفترسة وعُرفت منطقة عمان في التاريخ باسم مجان وتدل الأواني الفخارية والأدوات الحجرية ونظم الري والأسلحة وغيرها من الآثار على وجود مظاهر حضارية تؤكد أن عمان كانت جزءًا من الحضارة القديمة التي شملت بلاد فارس وامتدادها إلى أفغانستان وشرقي الهند في القرن الثالث قبل الميلاد زحف الإسكندر الأكبر بعد احتلاله لمصر بجيشه شرقًا لمهاجمة إمبراطورية فارس لأنه شعر بأن مقامه بمصر محفوف بالمخاطر طالما بقي الفرس مسيطرين على السواحل الشرقية للبحر الأحمر وبذلك تخلصت عمان ومنطقة الخليج كافة من سيطرة الفرس في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد وشهدت القرون الميلادية الأولى محاولات عديدة من الفرس للزحف على الخليج العربي وعمان إلا أن العرب صمدوا أمام هجمات الفرس ولم تستقر هذه المنطقة إلا بمجيء الإسلام إليها وجاء العرب إلى منطقة عمان من خلال هجرتين إحداهما من قلب الجزيرة العربية نجد وما حولها بحثًا عن مواطن الكلأ والماء ويُعرف هؤلاء بالنزاريين والهجرة الأخرى من جنوب الجزيرة العربية فقد هاجرت بعض القبائل العربية إلى عمان إثر انهيار سد مأرب بعد أن جرفه سيل العرم في القصة المشهورة التي حكاها القرآن الكريم استغرقت هذه الرحلة ثمانية قرون ويُعْرف هؤلاء باليمنيين أو القحطانيين كما وفدت جماعات أخرى من خارج الجزيرة العربية وأصبحت عمانية عربية اللسان ودانت بالإسلام وأّهمها الجماعات التي وفدت من الساحل الشرقي لإفريقيا وزنجبار فضلاً عن الهنود والباكستانيين وعُمان في عهد الرسول في سنة 7 هـ 629م أرسل الرسول إلى الملوك والرؤساء يدعوهم للدخول في الدين الجديد ومن بين الملوك الذين أرسل لهم جيفر الجلندي الأزدي حاكم عمان وصل عمرو بن العاص إلى عمان يحمل رسالة من رسول الله إلى جيفر يدعوه فيها إلى الإسلام ولما قرأ جيفر الرسالة أعلن إسلامه وتبعه أخوه عبد وأحسن استقبال عمرو بن العاص ولم يكتف جيفر بذلك بل أرسل رسلاً من قبله إلى المناطق المجاورة لعمان يدعوهم فيها إلى الإسلام واستجاب أكثر العرب في هذه المناطق إلى الدعوة رفض الفرس المقيمون في عمان دعوة الإسلام فقاتلهم جيفر بمن معه من العرب وانتصر عليهم ثم عقد معهم صلحًا على أن يخرجوا إلى بلادهم تاركين عمان أقام عمرو بن العاص بعمان يعلم أهلها شعائر الدين الإسلامي وظل بها حتى جاءته رسالة من أبي بكر الصديق تحمل نبأ وفاة الرسول فعاد عمرو إلى المدينة ومعه عبد الله بن الجلندي وبعض قومه ليعرضوا الأمر على أبي بكر ليختار من يراه واليا على عمان وفي عهد الخلفاء الراشدين أكرم الخليفة أبو بكر الصديق وفادة أهل عمان وولَّى جيفر وأخاه على عمان وظلا يقومان بعملهما حتى وفاتهما في عهد عثمان ابن عفان وفي عهد أبي بكر ظهرت حركات الردة في بعض أجزاء الجزيرة العربية وظهرت في عمان بزعامة ذي التاج فأرسل أبو بكر جيشًا بقيادة حذيفة ابن محصن ولحق به عِكْرِمة بن أبي جهل بجيش آخر بعد أن قضى على مُسَيْلمة الكذاب وتمكن الجيش الإسلامي من الانتصار على المرتدين في موقعة دبا وفي عهد عمر بن الخطاب عيَّن عثمان بن أبي العاص على صدقات عُمان وهو الذي أشار عليه بعبور الخليج إلى بلاد فارس وفي العصر الأموي شهدت عمان نشاط الخوارج الذين جاءوا إليها عقب هزيمتهم أمام جيش علي بن أبي طالب في موقعة النهروان بعد أن آل أمر إلى الأمويين أعلن الخوارج عداءهم الحقيقي لمعاوية بن أبي سفيان وتجمع الخوارج وعدد كبير من السكان الأصليين لعُمان ضد الأمويين وأعلن أهل عمان استقلالهم عن الخلافة الأموية وظلت عُمان بعيدة عن السلطة المركزية في دمشق حتى عهد عبد الملك بن مروان وفي عهد عبد الملك بن مروان اتجه الحجاج بن يوسف بجيش كبير إلى عُمان تمكن من استعادة عُمان لسلطة الأمويين وفر آل الجلندي إلى زنجبار واستعمل الحجاج الخيار بن صبر المجاشعي واليًا على عُمان وتوالى عدد من ولاة الأمويين على عُمان وفي عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز عين عمر بن عبد الله الأنصاري واليًا على عمان فسار في الناس سيرة حسنة وظل بها حتى وفاة الخليفة عمر بعدها تنحى الوالي عن منصبه وأعاد السلطة إلى زياد بن المهلب قائلاً له هذه البلاد بلاد قومك فشأنك بها والمذهب الإباضي في عُمان عاش الإباضيون في عُمان وكان أكثرهم من أتباع عبد الله بن إباض وقام الإباضيون بدور كبير في الصراع العسكري ضد النشاط الأموي وفي العصر الحديث امتزجت الأماني الوطنية في الاستقلال بالفكر الإباضي وانبثق من هذا الامتزاج فكر يوجدفي عمان مع الفكر السني الاكثرانتشار منذ ذلك التاريخ حتى العهد الحاضر وجاء في كتاب سلطنة عمان كان المذهب الإباضي هو النبراس الذي أضاء قلوب العمانيين ووحد بينهم في كفاحهم لنيل استقلالهم وكان العمانيون في هذا الكفاح يستبسلون في الدفاع عن عقيدتهم واستقلالهم وفي العصر العباسي لم يطل ارتباط عُمان بالخلافة العباسية فسرعان ما استقل العمانيون بشؤونهم حيث أكدوا رغبتهم في أن يكون حاكمهم من بينهم وعُقدت الإمامة للجلندي بن مسعود بن جيفر بن جلندي عام 125هـ. أرسل أبو العباس السفاح جيشًا بقيادة حازم بن خزيمة لقتال العمانيين تمكن من الانتصار عليهم وقتل إمامهم في معركة رأس الخيمة ثم مات السفاح وتُركت عُمان بدون وال حتى عام 145هـ. وعادت الولاية للعمانيين مرة أخرى وفشلت محاولات العباسيين المتكررة لاستعادة عُمان إلى سيطرتهم وكانت الإمامة الإباضية بالانتخاب في أول الأمر ثم تحولت إلى النظام الوراثي ثلاث مرات في عهد بني نبهان واليعاربة والبوسعيديين واستمر حكم أئمة الإباضية حتى الاحتلال البرتغالي لعمان عام 1507م الذي استمر حتى عام 1624م وهي الفترة التي سُميت بالعصور المظلمة في عُمان ثم انتقل الحكم عام 1624م إلى اليعاربة بعد أن تم لهم طرد المستعمر البرتغالي وعادت عمان للمذهب الإباضي مرة أخرى تحت قيادة الإمام ناصر بن مرشد الذي وحَّد الصفوف واتجه لمقاومة البرتغاليين واستفاد من تعاون الإنجليز والفرس ضد البرتغاليين تميز حكم اليعاربة بامتلاك جيش قوي وأسطول ضخم كما شيدوا القلاع والحصون وأعادوا تعمير ما دمره المستعمر خلال فترات المقاومة وتولى آل بوسعيد حكم عمان عام 1154هـ- 1741م ويعود تاريخ بوسعيد إلى أحمد بن سعيد الذي عين مستشارًا لسيف بن سلطان آخر من حكم عمان من اليعاربة فلما رأى اضطراب الأمور في البلاد وضعف الحاكم سيف بن سلطان وتفتت البلاد في عهده عمل على توحيد الصفوف وقضى على القوات الفارسية الموجودة بالبلاد وعلى إثر ذلك بويع إمامًا للبلاد وتوالى الأئمة من آل بوسعيد حتى آل الأمر الآن للسلطان قابوس بن سعيد الذي شهدت عمان في عهدة نهضة عمرانية واسعة وكان استمرار آل بوسعيد في الحكم لمدة قرنين ونصف القرن قد قدم دفعة قوية لدعم الوحدة العمانية خاصة في مراحل محدودة بلغت ذروتها في عهد السيد سعيد بن سلطان (1804-1856م) ثم في عهد السلطان قابوس بن سعيد باني نهضة عمان الحديثة وتمتلك سلطنة عمان العديد من المواقع الأثرية الكبيرة ليس فقط بالنسبة للتاريخ والحضارة العمانية ولكن أيضا بالنسبة للتراث والحضارة الإنسانية وبالتالي تم تسجيل العديد من المواقع الأثرية العمانية ضمن قائمة التراث العالمي وتحرص سلطنة عمان على الحفاظ على المواقع الأثرية وصيانتها وتسيير سبل زيارتها وتوفير التسهيلات اللازمة لذلك عن طريق وزارة تعني بالتراث والثقافة ويجري قسم الاثار بجامعة السلطان قابوس العديد من المسوحات بالتعاون مع العديد من البعثات الأوروبية والامريكية المتخصصة في الآثار وتشغل سلطنة عمان عضوية لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو ولنجاح الجهود التي بذلتها الحكومة في صيانة حصن بهلاء فقد قررت لجنة التراث العالمي رفع اسم الحصن من قائمة المواقع المعرضة للخطر ضمن مجموعة التراث العالمي ولا تزال أعمال التنقيب مستمرة في موقع بات الأثري بولاية عبري من أجل التأهيل السياحي لمستوطنة بات الأثرية المدرجة في سجل التراث العالمي وكذلك في وادي العين ومن أهم المواقع الأثرية العمانية موقع رأس الحمراء وادي دوكة وموقع شصر وبار الأثري وموقع خور روري ،مدينة البليد التاريخية وموقع السويح وموقع رأس الجنز وموقع رأس الحد وموقع وادي شاب وموقع عين حمران كما تنتشر العديد من القلاع والحصون والابراج والاسوار والبيوت والمساجد الأثرية في مختلف مناطق وولايات عمان وهي تحكي قصة الحضارة والتاريخ العماني العريق حيث يتجاوز عدد القلاع والحصون في سلطنة عمان 500 قلعة وحصن وبيت أثري وأيضا من الأماكن الجميلة هي حديقة الحيوان الموجودة في المنطقة الداخلية في ولاية إزكي حيث تحوي العديد من الحيوانات المفترسة (كالصقر والنسر والذئب وغيرها) والأليفة (كالبط والقطط والكلاب وغيرها) ومن أهم القلاع والحصون في عمان قلعة السليف وقلعة بهلاء وقلعة نخل وقلعة الجلالي وقلعة الميراني وقلعة صحار وقلعة دماء وحصن مطرح وحصن الأسود وحصن البلاد وقلعة العوامر ومن المتاحف المتحف الوطني العماني وبيت الزبير وبيت البرندة.
الرمز الرسمي
الخريطه




العمله
نماذج من العماره في دوله عمان