قصر طويق يقع في حي السفارات في الرياض ويمثل التناغم بين المكان والوظيفة والتراث ومصمم المشروع هو دار الدراسات العمرانية باسم الشهابي الرياض بالمشاركة مع المعماري فري اوتو Frei Otto - Buro Happold - OHO وقد تم اكمال تنفيذ المشروع عام 1985 وبلغت تكلفته 116 مليون ريال سعودي وحصل القصر على جائزة الاغا خان للعمارة عام 1998 علاقة حميمة تنشأ بين قصر طويق والبيئة الطبيعية المحيطة به حتى لكأنما هو جزء طبيعي من بيئة المنطقة وليس منشأة من عمل الانسان هذه العلاقة هي أبرز علامات نجاح تصميم المشروع في استيعاب متطلبات الموقع وتوظيفها في خدمة المبنى الذي قامت على إنشائه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حيث يصعب تصور مثل هذا التصميم في بيئة طبيعية تختلف بشكل جذري عن بيئة وادي حنيفة كما يصعب تصور نموذج أفضل يتلاءم مع هذه البيئة كما يشكل القصر قالباً جديداً لإظهار ملامح العمارة التراثية ضمن مبنى انشئ لاستيعاب وظائف حديثه تتسم بطبيعة ثقافية متنوعة ذات بعد دولي مما جعل المشروع يفور بعدد من الجوائز العالمية وفكرة المشروع يقع قصر طويق في حي السفارات على ضفاف إحدى الحواف الشمالية الغربية لوادي حنيفة على هضبة تطل على شعبين من الشعاب المغذية للوادي تنطلق فكرة التصميم من استيعاب العناصر الوظيفية ضمن جدار سميك ينطلق في انحناءآت رشيقة تشكل مساحة شبه مغلقة تحيط بحديقة كثيفة وتتفرع من هذا الجدار السميك مظلات حديثة فيجمع التصميم بين الشكل المتناقض لجدار القلعة الحصينة وبين الخيمة بتكويناتها الشفافة وبيئتها الرقيقة وقد جاءت فكرة التصميم استجابة لعدد من المتطلبات البيئية والتراثية والوظيفية هوية المكان يتميز موقع القصر بكونه منطقة شبه صحراوية يغلب عليها المناخ الجاف وتتكون ارضها من طبقات الحجارة الجيرية بلونها المميز المنتشر على ضفاف وادي حنيفه ولاعتبار متطلبات هوية المكان أخذ المبنى شكل الكثبان الرملية المتعرجة بارتفاعها المنخفض نسبيا ونظراً لظروف المناخ القاسية كانت الحديقة ذات الكثافة الخضراء غير المعهودة في المنطقة محمية داخل المبنى في حين يحيط بالمبنى نمط مختلف من الستنه يستخدم البيئة الخضراء الطبيعية في الموقع وبنفس المواد وفي نفس نمط التكوين الطبوغرافي بحيث يبدو المبنى من بعيد أشبه بهضبة طبيعية تنهض من ارض الموقع وعلى الرغم من سماكة جدران القصر التي هي المبنى في الحقيقة الا انها تتداخل مع البيئة المحيطة بطريقة تجعل الحدود بين الفراغ الداخلي في وحدات القصر الوظيفية والفراغ الخارجي سواء في الحديقة الداخلية او المناطق المحيطة الخارجية غير محسوس فالتكوينات المائية والمداخل بشكلها الطبيعي تمثل امتداداً بصرياً مستمراً بين البيئة الداخلية والخارجية حيث أرضيات المبنى الداخلية المكسوة بالرخام تتخللها عروق من التكوينات الصخرية المنبسطة الممتدة من البيئة الخارجية الى الفراغ الوظيفي داخل القصر وتساهم المادة الاساسية التي كسيت بها جدران القصر من الاحجار الجيرية المطابقة لأحجار الموقع في إكمال التناسق البصري بين القصر وطبيعة الموقع الملامح التراثية يقدم قصر طويق قراءة حديثة لملامح العمارة التراثية المحلية فالقصر لا يعيد نسخ ملامح العمارة التارثية كما هي وإنما يستوعب معطياتها ومنطلقاتها في اطار الوظيفة الحديثة للمشروع يجسد القصر الجدران السميكة الطينية المتوسطة الارتفاع والتي كانت المعلم الأبرز للقصور وأسوار المدن ويعطي شكله المتعرج والمنحني والمائل الشعور بأن المبنى من الطين مع انه من الخرسانة الحديثة ومكسو بالحجارة الجيرية المحلية عنصر آخر من عناصر العمارة التراثية المحلية يتمثل في الخيام التي كانت المساكن الاساسية لمعظم سكان الجزيرة من البدو فالقصر يجمع بين مساكن الحضر وأهل البادية كما يخلو القصر في داخله وخارجه من العناصر الزخرفية الكثيفة ويكتفي بالنواحي الجمالية لخطوط التصميم العامة وجماليات مواد الانشاء الاساسية المتطلبات الوظيفية القصر منشأة معمارية حديثة تمثل أحد المباني العامة في الحي الدبلوماسي التي انشئت من اجل استيعاب الانشطة الثقافية والاجتماعية لسكان الحي ذوي الطبيعة الدولية حيث توجد في الحي أكثر من سبعين سفارة فضلاً عن المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية كما يخدم القصر النشاط الثقافي من ندوات ومؤتمرات ومعارض ودورات في المدينة عموماً حيث يستوعب القصر المناسبات الرسمية المحلية والدولية والاستقبالات الرسمية والوظائف الدبلوماسية المساندة للحي وتتكون العناصر الوظيفية الداخلية في القصر من بهو استقبال وقاعة مؤتمرات مجهزة بالوسائل السمعية والبصرية وصالات متعددة المستويات وغرف اجتماعات متنوعةالاحجام وقسم للضيافة يتكون من اربعة اجنحة و 24 غرفة بخدمات وتجهيزات فندقية راقية لها مدخل خاص مستقل ومكاتب للشئون الادارية وصالات مغلقة للألعاب الداخلية وتمثل الحديقة التي يحيط بها مبنى القصر أبرز العناصر الوظيفية الخارجية وتمتاز بكثافة التشجير وتعدد الممرات واختلاف المستويات وتوفر أنماط مختلفة من الارضيات وأماكن الجلوس كما تحيط بالقصر ملاعب للتنس الارضي وبرك السباحة ومواقف السيارات والقصر مبنى حديث عالي التجهيز استخدمت في بنائه المواد المحلية كالحجر الجيري الذي يكسو واجهات المباني من الداخل والخارج كما استخدمت المواد الحديثة كالالياف الزجاجية المغطاة والتفلون في الخيام والقصر مجهز بأجهزة تحكم مركزية في أنظمة الخدمات الكهربائية وغيرها.