معهد العالم العربي تميز جان نوفيل بتاريخ مهني رائع ساعده في كسب العديد من الجوائز مثل جائزة أغاخان للعمارة وجائزة بريتزكر وغالبا ما يرتبط اسمه بمبنى معهد العالم العربي بباريس وبرج Torre Agbar ببرشلونة ومن أعماله الأخرى المميزة مبنى Dentsu بطوكيو ومسرح Guthrie بمينابوليس معهد العالم العربي برج Torre Agbar ببرشلونة وعندما نتحدث عن مشروع كان يمثل نقطة إنطلاق لشخص بحجم المعمارى الفرنسى العالمى جون نوفال نحو العالمية فإننا نتحدث عن عمل معمارى فريد ليس فقط أشكال وعناصر معمارية فنية هى ما ميزته ولكن كل شيئ حوله ويتعلق به ودائماً ما يعتبره العرب مصدر فخر لهم وهو المبنى الذى تم بناءه فى عاصمة أوروبية بواسطة معمارى فرنسى فى موقع من أهم المواقع فى باريس القديمة وفى مسابقة مغلقة تم إختيار التصميم المقدم من فريق جون نوفيل بواسطة الرئيس الفرنسى فرنسوا ميتران بشخصه فهذا المشروع يكتسب أهمية قصوى للساسة فى هذا الوقت المؤسسين كانوا الجزائر والإمارت والعراق والأردن والكويت ولبنان وموريتانيا والمغرب وعمان وقطر والصومال والسودان وسوريا وتونس واليمن (الجمهورية والديمقراطيه) بالإضافة إلى فرنسا ولم تكن مصر منضمة وقتها لأسباب سياسية حينها كان الإتفاق أن توفر فرنسا الأرض اللازمة للمشروع على أن تمول باقى الدول إنشاءات المبنى نفسه وكانت التصميمات والأفكار الأخرى المقدمة دائماً ما تتمحور حول أشكال مختلفة من العمارة الإسلامية وخاصة الأندلسية أو طراز الموريش الموجود بالمغرب العربى وهى الصورة الأقرب للعقلية الفرنسية عند ذكر العالم العربى للروابط القوية بينها وبين دول المغرب العربى الأقبية والأقواس والأشكال الإسلامية المعتادة والمباشرة أما جون نوفيل ( Jean Nouvel ) فقد قرر أن لا يأخذ مدخله التصميمى بطريقة مباشرة فهذا ضد الهدف من هذا المبنى فى توفير نقطة إلتقاء ما بين حضارتين قديمتين جمعهم الكثير والكثير عبر التاريخ ولكن مع نمو الإسلاموفوبيا والعنصرية وخاصة داخل المجتمع الفرنسى الذى يجمع كثيراً بين إناساً جاءوا من هذين الحضاراتين والمبنى بشكله الإسلامى وليس العربى حيث إشكالية تعريف ما هى العمارة العربية سيمثل تضاد شديد فى محيطه وخاصة أنه ينتمى لباريس القديمة وما بها من مبانى قديمة وكنائس سيصبح شكل تصادمى يبعث على الإستعداء أكثر من التألف والمشربية والفناء الداخلى عنصران موجودان فى أغلب أشكال وطرز العمارة العربية المختلفة "يطعّمان" مبنى زجاجى يعكس ما حوله فى محيطه ويكاد يذوب فيه كان ذلك توجه نوفيل ورؤيته لهذا المبنى بالإضافة إلى قبة على الأرض كانت فى تصميمه الأولى ولكنها لم تنفذ والمشربية والتى غطت واجهة كاملة للمشروع لم تكن تلك المشربية التقليدية التى نعرفها فلقد طبق مبدأ نحن لا نقتبس فقط ونسرق ولكننا نبتدى من حيث أنتهى الآخرون فكانت الصورة التى بهرت العلم وأنتشرت بين أوساط المعماريين فى كل مكان صانعة أسم جون نوفيل فلقد جاءت هذه المشربية من المعدن وكانت فى واقع الأمر مميكنة لتفتح وتغلق حسب الحاجة من الضوء المطلوبة فى المكان للإنارة والتدفئة فحولها لآلة إستدامة غير مسبوقة ولكن يجب أن لا ننسى أن المشربية فى الثقافة العربية كانت للخصوصية وللتظليل وتلطيف الجو بينما لا تحتاج ذلك فى باريس الباردة ولكنها كانت إستعارة مقبولة للغرض الثقافى وراء فكرة المشروع ولم تكن المشربية عنصر جمالى للواجهة فقط ولكنها وفرت الظلال التى أعطت الطابع الشرقى بداخل المبنى أيضاً أما بالداخل فنجد نوفيل يتوجه توجه فريد تصميمياً أيضاً لتحقيق الهدف من هذا المبنى فدائماً عندما يلتقى غريبان يكون مصدر مخاوفهم من بعضهم البعض هو ما يجهلوه عن بعضهم البعض أنه خوف كل طرف من الآخر فيما يمكن أن يكون يخفيه ويضمره نحوه فكان قراره أن يكون الفراغات بالداخل بدون حوائط وإنما فواصل زجاجية تجعلك ترى أى جزء من المبنى من أى مكان به أنها رسالة فحواها إننا لا نخفى شيئاً.