العماره في دوله لبنان


الجمهوريّة اللبنانيّة هي إحدى الدول العربية الواقعة في الشرق الأوسط في جنوب غرب القارة الآسيوية تحدها سوريا من الشمال والشرق وفلسطين المحتلة (إسرائيل) من الجنوب وتطل من جهة الغرب على البحر الأبيض المتوسط. هو بلد ديمقراطي جمهوري طوائفي غني بتعدد ثقافاته وتنوع حضاراته ومعظم سكانه من العرب المسلمين والمسيحيين وبخلاف بقية الدول العربية هناك وجود فعال للمسيحيين في الحياة العامة والسياسية هاجر وإنتشر أبناؤه حول العالم منذ أيام الفينيقيين وحالياً فإن عدد اللبنانيين المهاجرين يقدر بضعف عدد اللبنانيين المقيمين واجه لبنان منذ القدم تعدد الحضارات التي مرت أو احتلت أراضيه وذلك لموقعه الوسطي بين الشمال الأوروبي والجنوب العربي والشرق الآسيوي والغرب الأفريقي وكانت هذه الوسطية سبباً لتنوعه وفرادته مع محيطه وبنفس الوقت سبباً للحروب والنزاعات على مر العصور تجلت بحروب أهلية ونزاع مصيري مع إسرائيل ويعود أقدم دليل على استيطان الإنسان في لبنان ونشوء حضارة على أرضه إلى أكثر من 7000 سنة في القدم سكن الفينيقيون أرض لبنان الحالية مع جزء من أرض سوريا وفلسطين وهؤلاء قوم ساميون اتخذوا من الملاحة والتجارة مهنة لهم وازدهرت حضارتهم طيلة 2500 سنة تقريبًا من حوالي سنة 3000 حتى سنة 539 ق.م وقد مرّت على لبنان عدّة حضارات وشعوب استقرت فيه منذ عهد الفينيقين مثل المصريون القدماء والآشوريين والفرس والإغريق والرومان والروم البيزنطيين والعرب والصليبيين الأوروبيين والأتراك العثمانيين فالفرنسيين وطبيعة أرض لبنان الجبلية الممانعة كمعظم جبال بلاد الشام كانت ملاذًا للمضطهدين في المنطقة منذ القدم وبنفس الوقت صبغت جمال طبيعته ومناخه التي تجذب السياح من البلاد المحيطة به مما أنعش اقتصاده حتى في أحلك الأزمات فاقتصاده يعتمد على الخدمات السياحية والمصرفية التي تشكلان معاً أكثر من 65% من مجموع الناتج المحلي ويعتبر لبنان أحد أكثر المراكز المصرفية أهمية في آسيا الغربية وفي الفترة التي بلغ فيها البلد ذروة ازدهاره أصبح يُعرف بسويسرا الشرق لقوة وثبات مركزه المالي آنذاك وتنوعه كما استقطب أعدادا هائلة من السياح لدرجة أصبحت معها بيروت تعرف بباريس الشرق بعد نهاية الحرب الأهلية جرت محاولات عديدة ولا تزال لإعادة بناء الاقتصاد الوطني والنهوض به من جديد وتطوير جميع البنى التحتية وقد نجح البعض منها فقد تفادت معظم المصارف اللبنانية الوقوع في متاهة الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 2007 التي أثرت في معظم الشركات والمصارف حول العالم وفي سنة 2009 شهد لبنان نموًا اقتصاديًا بنسبة 9% على الرغم من الركود الاقتصادي العالمي واستقبل أكبر عدد من السياح العرب والأوروبيين في تاريخه ويشتهر لبنان بنظامه التربوي الرائد والعريق في القدم الذي يسمح بإنشاء مؤسسات تعليمية من مختلف الثقافات ويشجع التعليم بلغات مختلفة بالإضافة للعربية وكان لأبنائه دور كبير في إثراء الثقافات العربية والعالمية في مجالات العلوم والفنون والآداب وكانوا من رواد الصحافة الإعلام في الوطن العربي ويعود تاريخ لبنان إلى ما قبل بداية الحضارة البشرية حيث تُظهر بعض الأثار وجود مجمعات بشرية بدائية تعيش على الصيد استوطنت الساحل اللبناني أطلق على الأفراد منها اسم إنسان أنطلياس وفي الفترة التي بدأت فيها المدنية والتأريخ ازدهرت الحضارة على الساحل الذي يعتبر اليوم ساحل لبنان فكان هذا الساحل موطن الشعب الفينيقي الذي انتشر حول البحر الأبيض المتوسط وخلال عهد الفينيقين توالى على حكم لبنان عدد من الإمبراطوريات مثل المصريون والآشوريون والكلدانيون وبعد قرنين من حكم الفرس احتل الإسكندر الأكبر الساحل الفينيقي ودمر مدينة صور وتوالى على حكم لبنان العديد من الحضارات المختلفة بعد ذلك وهي الرومان والبيزنطيين والعرب والصليبيين والعثمانيين وتمتعت مناطق جبل لبنان بنوع من الاستقلال الجزئي تحت حكم العثمانيين بفترات الإمارة المعنية في القرن السادس عشر والسابع عشر والإمارة الشهابية في القرن السابع عشر حتى منتصف الثامن عشر وعهد القائممقاميتين 1842-1860 والمتصرفية 1860-1920 أثبتت الأثار أن البشر استوطنوا لبنان قبل عام 5000 ق.م. ومدينة جبيل هي أحد المدن المرشحة لتكون أقدم مدينة مأهولة باستمرار وبعض البقايا المتحجرة تشير إلى وجود من سكن سواحل المتوسط منذ عام 7000 ق.م. في العصرين الحجري الحديث والنحاسي أما أقدم ذكر مدون للبنان فيعود إلى منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد فقد ذُكر اسم لبنان في آثار إبلا وكان سكان هذا الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من الكنعانيين الساميين من صلب سام بن نوح. دعا الإغريق سكان هذه المناطق بالفوينيكوس والتي تعني البنفسجيين وذلك نسبة للون البنفسجي الذي طغى على ألبستهم وللصباغ الأرجواني الذي اشتهروا به وهكذا عرفوا بالفينيقيون في الأثار القديمة كما سمي أهل مناطق البقاع بالأمورو نسبة إلى الشعوب الأمورية التي أتت من جزيرة العرب واستوطنت بادية الشام وخلال هذه الفترة كانت كل مدينة تشكل جمهورية أو مملكة مستقلة وخلال الفترة الفينيقية كانت شعوب غربي آسيا مؤلفة من ممالك مستقلة كل في مدينة ساحلية وكانت تشتهر كل مدينة بحسب صنعة أبناءها فمدينتي صيدا وصور اشتهرتا بتجارتيهما البحرية أما مدينة جبلا التي اشتهرت ببييلوس فاشتهرت بمراكزها الدينية وتجارتها مع مصر الفرعونية ما بين عامي 2686 ق.م و 2181 ق.م بحيث صدّرت خشب شجر الأرز وزيت الزيتون والنبيذ واستوردت الذهب من وادي النيل واشتهرت مدينة بيريتوس بتجارتها ومراكز العبادة احتل الفرعون تحتمس الثالث الساحل الشرقي للبحر المتوسط وضم المدن الفينيقية لحكمه بعد أن طرد الهكسوس من مصر وبنهاية القرن الرابع عشر قبل الميلاد ضعفت الدولة الفرعونية مما أعطى لبنان الفرصة ليستقل عنهم في بداية القرن الثاني عشر ق.م. وبقي استقلال الفنيقيين للعقود الثلاث التي تلت فازدهرت المنطقة وفرضت وجودها التجاري على حوض المتوسط، وبعد ذلك استولى الآشوريون على الساحل الشرقي للمتوسط وقضوا على ازدهار الفنيقيين ثم تلاهم كل من البابليون والفرس وبعد انتصارات الملك الإغريقي الاسكندر المقدوني على الفرس في عام 333 ق.م، رحب الفنيقيون به فاتحا لبلادهم. إلا أن أهل صور رفضوا طلبه لتقديم ذبائح في معبد ملقارت مما دفعه لتدمير القسم البحري من المدينة الذي كان جزيرة آنذاك بعد 8 أشهر من الحصار تأثر الفينقيون كثيرا بالثقافة الإغريقية مما أعطاهم طابعا مختلفا عن بقية شعوب المنطقة بعد موت الإسكندر تبع الفنيقيون الدولة السلوقية وفي القرن الثالث قبل الميلاد وقعت حادثة سيل العرم وانهيار سد مأرب وضياع مملكة سبأ المعروفة في التاريخ وبسبب هذه الكارثة هاجرت قبيلة عاملة بن سبأ بن يشجب بن قحطان من اليمن إلى أطراف الشام فيما عرف بجبل عامل وهي منطقة الهضاب في جنوب لبنان المشرفه على البحر المتوسط وفلسطين وعُرف سكانها باسم أهل جبل عامل وفي سنة 64 ق.م أنهى القائد بومبي حكم السلوقيون وضم المدن الفينيقية لحكم الرومان ونعمت المدن الفنيقية بالازدهار الاقتصادي والفكري والثقافي عند ذلك حيث أنشأت أكبر مدرسة لتدريس الحقوق في الإمبراطورية في بيروت التي عُرفت بأم الشرائع آنذاك وسنة 395 ميلادي تبعت منطقة لبنان الإمبراطورية البيزنطية مما تابع ازدهارها لقرن كامل وفي القرن السادس الميلادي ضرب البلاد سلسلة من الزلازل التي دمرت العديد من معالمها كهيكل بعلبك ومدرسة الحقوق في بيروت وقتلت 30,000 من سكانها وخلال هذه الفترة هاجر الموارنة المسيحيون إلى لبنان من سوريا في نفس فترة انتقال الموارنة إلى لبنان تواجد في لبنان قوم سموا بالمردة اختلف على نسبهم فمن قال أنهم من الجراجمة ومنهم من نسبهم إلى الموارنة الذين نزحوا إلى تلك الجبال إلا أن ما اتفق عليه أن المردة كانوا مقاتلين شديدو البأس مرهوبو الجانب عاشوا في لبنان وجعلوه حصينا قامت الفوضى في منطقة لبنان بسبب الزلازل، الجزية القاسية والاختلافات الدينية في القرن السادس الميلادي مما أضعف الإمبراطورية البيزنطية وفتح البلاد أمام المسلمون القادمون من شبه الجزيرة العربية أرسل أبو بكر الصديق قواته لفتح بلاد الشام وفي سنة 636م دحر القائد الإسلامي خالد بن الوليد القوات البيزنطية في معركة اليرموك وفتح بلاد الشام ومنها لبنان وأدخلها ضمن الدولة الإسلامية بعد انتصار معركة اليرموك عين معاوية بن أبي سفيان الأموي حاكما على بلاد الشام وطلب من أهل لبنان بناء السفن من أجل مواجهة آلة الحرب البحرية البيزنطية كما أوقف غزوات المردة الأقوياء في جبال لبنان الذين ناصروا الروم وخلال عهد الأمويين نعمت السواحل اللبنانية بفترات من الأمان والازدهار وقدم العديد من القبائل العربية التي استوطنت ساحل لبنان للحد من التدخل البيزنطي مثل اللمعيون تذكر بعض المصادر الشيعية أنه في عهد الأمويين تشيع أهل جبل عامل على يد أبي ذر الغفاري الذي نفاه معاوية إلى جبل عامل ومنذ ذلك الحين سمي أهل جبل عامل بالمتاولة واستولى العباسيون على الحكم من الأمويين سنة 750م وضموا لبنان لحكمهم في بداية هذا العهد استوطن الإرسلانيون لبنان عام 756م. فرض العباسيون ضرائب قاسية على لبنان مما دفع اللبنانيين للقيام بالعديد من الانتفاضات وفي القرن العاشر أعلن الأمير الصوري علاقة استقلاله عن العباسيين إلا أن حكمه انتهى مع استيلاء الفاطميين على الحكم والممالك والإمارات الصليبية في الشرق عام 1140م، كانت الأراضي التي تُشكل لبنان المعاصر تتبع مملكة بيت المقدس وإمارة طرابلس وبعد أن هزم الصليبيون السلاجقة الأتراك وتقدموا عبر سوريا قاموا باحتلال مدن ساحل لبنان وسيطروا عليها تدريجياً خلال هذه الحملات تجاوب الموارنة مع ثقافة الصليبيين وتحولوا إلى مرجعية البابا في روما وبما أن الفرنسيين كانو يشكلون عصب الحملات الصليبية بدأت العلاقات المارونية-الفرنسية تتوطد منذ ذلك الحين ولا سيما بعد مجيء ملك فرنسا القديس لويس التاسع إلى الشرق خلَف الصليبيون العديد من القِلاع في لبنان مثل قلعة طرابلس وقلعة الشقيف وفي سنة 1175م أسس صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية التي وحدت مصر وسوريا والحجاز فأحاط بالممالك والإمارات الصليبية وهزم الجيش الصليبي في معركة حطين ثم فتح معظم مدن الساحل اللبناني ولم يصمد في وجهه غير مدينتيّ صور وطرابلس وخلال العصر المملوكي بعد انهزام الصليبيون أنتعشت تجارة مدينة بيروت وأصبحت من أهم موانئ التجارة بين أوروبا والعالم العربي. وفي هذه الفترة قدم عدد من القبائل العربية واستوطن مناطق وادي التيم وساحل بيروت والشوف ومن هؤلاء الشهابيون والتلحوقيون والمعنيون وآل نكد في عام 1516 سيطرت جيوش السلطان سليم الأول على جبل لبنان وعلى المناطق الجبلية من سوريا وفلسطين وعهد بإدارة هذه المناطق لفخر الدين الأول وهو أمير من الأسرة المعنية الذي قدم الولاء للباب العالي ولقد أزعجت الأتراك محاولاته التي كانت ترمي إلى التملص من دفع الجزية فقرروا بسط النفوذ المباشر على البلاد ولكن ملاك الأراضي والفلاحيين في جبل لبنان على السواء قاوموا ذلك، وفي عام 1544 توفي فخر الدين في بلاط باشا دمشق مسموما وكذلك استشهد ابنه قرقماز في عام 1585 أثناء قتاله للأتراك بقيت المناطق التي تشكل لبنان المعاصر مقسمة وفق التقسيم الإداري الذي وضعه العثمانيون فاتبعت بعض المناطق ولاية دمشق وبعضها الآخر ولايتيّ طرابلس وصيدا واستمر الأمر على هذا المنوال حتى عهد فخر الدين الثاني بن قرقماز الذي كان سياسيا ماهرا حتى وصف بأنه تلميذ لميكافيلي فقام بدفع الجزية للسلطان وتقاسم معه الغنائم الحربية، فعينه السلطان والياً على جبل لبنان ثم وسّع نطاق سلطانه حتى شمل سوريا وفلسطين وشرق الأردن فاعتبر من أعظم الشخصيات اللبنانية والشرقية التي برزت أثناء العهد العثماني ولكن أعدائه أثاروا غضب السلطان والولاة عليه، فتم إرسال حملة كبيرة ألقت القبض عليه حيث سيق إلى الآستانة وأعدم شنقا وبعد ذلك بفترة زالت الإمارة المعنية من جبل لبنان بعد أن دامت أكثر من خمسمائة سنة وحلت بدلا منها الإمارة الشهابية وحكم جبل لبنان 8 أمراء من آل شهاب خلال الفترة الممتدة بين عامي 1697 و1841 وكان أبرزهم بشير الثاني الذي اعتبر خليفة لفخر الدين الثاني وخلال عهده حصلت بضعة أحداث هامة في لبنان منها ثورتين من الشعب على الأمير بسبب الزيادة الباهظة في الضرائب مجيئ الجيش الفرنسي إلى سوريا بقيادة نابليون بونابرت أثناء محاولته احتلال عكا، والحملة المصرية على بلاد الشام التي اخرجت لبنان لمدة تسع سنوات من تحت الحكم العثماني واخضعته للحكم المصري قبل أن يعود العثمانيون لاستعادة البلاد بمساعدة الإنكليز والروس وهرب بشير الثاني إلى خارج لبنان بعد الانتفاضة الشعبية ضد الحكم المصري فعيّن العثمانيون أميرًا خلفًا له هو بشير الثالث لكن الإقطاعيون الدروز رفضوا الخضوع له فانتفضوا ضده وقاوموه بينما دعمه المسيحيون فحصلت مجازر متبادلة كانت الغلبة فيها للدروز انقضت الإمارة في جبل لبنان بعد هذه الأحداث حيث نقل العثمانيون الأمير بشير الثالث إلى الآستانة وعينوا حاكما عثمانيا مباشرا للجبل وبعدها اتبعوا ولاية جبل لبنان إلى ولاية دمشق وفي فترة ضعف الدولة العثمانية أخذت الدول الأوروبيّة الكبرى تتصل بالقوى المحليّة في لبنان وبدأت تحرضهم ضدها لتنال من ضعفها كما أن بعض القوى المحليّة أخذت تتصل بالدول الأوروبيّة لتدعم مكانتها المحليّة ضد القوى المحليّة الأخرى المنافسة لها وقد شعر العثمانيون أن وضع جبل لبنان الداخليّ لا يبعث على الاطمئنان فرأوا أن يعملوا على تنظيمه إداريًا بشكل يتناسب مع ظروفه الحاضرة فقسموا لبنان إلى قسمين القسم الشمالي وعينوا عليه قائمقامًا مارونيًا والقسم الجنوبيّ وعينوا عليه قائمقامًا درزيًا ومع هذا لم يصبح وضع القائمقاميتين أفضل ممّا كانتا عليه في السابق ولم تستقر الأمور الداخلية فيهما فقد وقعت في جبل لبنان خلافات طائفيّة حادة خاصة بين الدروز والموارنة عام 1841م وكذلك عام 1845م وبلغت ذروتها عام 1860م ألغى العثمانيون نظام القائمقاميتين وأنشأوا بالاتفاق مع الدول الأوروبية الكبرى نظام متصرفية جبل لبنان بسبب فشل النظام القديم في حل النزاعات القديمة وتسببه بالفتن وفي عهد المتصرفية اقتصرت حدود لبنان على سلسلة جبال لبنان الغربية وبعض المناطق المجاورة في البقاع فأصبح لبنان يُعرف بلبنان الصغير انتشر التعليم في ظل متصرفية جبل لبنان وتغيّرت البنية الاجتماعية للمجتمع اللبناني بسبب ازدياد انفتاحه على أوروبا كذلك برزت الهجرة اللبنانية على نطاق واسع إلى دول أمريكا اللاتينية وفرنسا ومصر والولايات المتحدة وأصيب لبنان بأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الأولى لعدد من الأسباب فقد قام العثمانيون بفرض التجنيد الإجباري على سكان إقليم الشام بكامله كما أدى تجنيد الشباب والرجال وهرب البعض منهم إلى تراجع الإنتاج الزراعي كما فرض العثمانيون حصارا برّيا على الجبل بحجة الأعمال الحربية وقام الحلفاء بفرض حصارا بحريا على البلاد باعتبار أنها تابعة لدولة معادية من دول المحور كان من تأثير ذلك منع وصول أموال المغتربين إلى ذويهم بالإضافة لانقطاع الإمدادات الغذائية مما أدى لانتشار المجاعة والأمراض ساءت علاقة الدولة العثمانية بأهالي لبنان خاصة بعد نمو فكرة العروبة وتأسيس الجمعيات والهيئات العربيّة المناهضة للحكم العثماني وقد بلغ سوؤ العلاقات ذروته عندما أسس جمال باشا ناظر البحرية العثمانية والحاكم العسكري لبلاد الشام ديوانًا للأحكام العرفية في دمشق وآخر شبيه له في عاليه ثم أخذ ينفي وجهاء سوريا ولبنان إلى الأناضول ويبعد الفرق العربية في بلاد الشام وإحلال فرق تركية محلها تحاشيًا لانقلابها ضده في حال قيام ثورة وأخيرًا أخذ ديوان الأحكام العرفية يصدر أحكام الإعدام بحق وجهاء الأحزاب والمنظمات الوطنية وقد بلغ عدد أحكام الإعدام ثمانية وخمسين حكمًا إلى جانب أحكام أخرى بالنفي أو السجن مدى الحياة وقد كانت كبرى قوافل الإعدام يوم 6 مايو 1916 حين أقدم جمال باشا على إعدام أربع عشرة شخصًا من وجهاء بيروت وسبعة من وجهاء دمشق انسحب الأتراك من بلاد الشام بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على دول المحور ودخل الأمير فيصل بن الحسين دمشق وأقام في بلاد الشام حكومة عربيّة منهيًا الوجود العثماني فيها وأعلن المؤتمر السوري العام بمشاركة ممثلين عن بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع إضافة إلى بقية مناطق سوريا العثمانية إقامة المملكة السورية العربية أرسل فيصل اللواء شكري باشا الأيوبيّ حاكمًا عامًا على لبنان ومقره بيروت التي أصبحت تشكل مركز الثقل بالنسبة للبنان كله وعين عمر الداعوق حاكمًا على بيروت وحبيب باشا السعد حاكمًا على جبل لبنان وهكذا رفع علم الحكومة العربية في بيروت وذلك في 6 أكتوبر 1918 ودام الحكم العربي في لبنان فعلياً ثلاثة أيام فقط، فسرعان ما دخلت القوات البريطانية بيروت واعترضت على رفع العلم العربي وبعد أن قام الفرنسيون بإنزال بحري في المدينة أزالوا العلم العربي ورفعوا العلم الفرنسي بدلًا عنه معلنين أن البلاد تعتبر من أراضي العدو المحتلة وفي 1 سبتمبر 1920 أعلن الجنرال هنري غورو تقسيم سوريا إلى عدة دول وفق ما جاء في اتفاقية سايكس بيكو ومنها دولة لبنان الكبير معلناً بيروت عاصمة لها وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس إضافة مدن الساحل والبقاع وطرابلس والجنوب وسهل عكار إلى المنطقة التي عرفت تاريخيا بمتصرفية جبل لبنان ذاتية الحكم وفي 23 مايو 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية فكانت بذلك أول جمهورية في الوطن العربي وخضع لبنان لفترة وجيزة أثناء الحرب العالمية الثانية للحكومة الفرنسية الفيشية التي أعلنت ولاءها لألمانيا النازية قبل أن يسترجعه الحلفاء في شهر يوليو من عام 1941 في حملة عسكرية كبيرة 1943 انتزع اللبنانيون حقهم بالاستقلال من فرنسا بدعم من حكومة تشرتشل البريطانية وتم جلاء كل الجيوش الأجنبية في عام 1946 وأخذت الحكومة اللبنانية بعد الاستقلال تدعم موقفها في داخل البلاد وخارجها فقد شارك لبنان في المشاورات العربية التي تمخض عنها إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945 وانضم إلى عضويتها وإلى عضوية هيئة الأمم المتحدة في نفس السنة بعد خمسة أعوام من الاستقلال شارك لبنان مع بقية الدول العربية في محاربة إنشاء دولة يهودية في فلسطين عام 1948 وكان دوره يتلخص في تقديم دعم لوجيستي مساند للقوات العربية وبعد انتصار الجيش الإسرائيلي وقّع لبنان مع إسرائيل معاهدة وقف إطلاق النار التي عرفت بهدنة 1949 واستعاد لبنان بموجبها كل الأراضي التي احتلها الجيش الإسرائيلي ونتيجة للحرب نزح حوالي 100 ألف فلسطيني إلى لبنان وسكنوا في مخيمات للاجئين ومنذ الاستقلال شهد لبنان حربًا أهلية واحدة ونزاعًا كاد أن يتطور لفتنة طائفية وكان هذا النزاع قد وقع في عام 1958 وكان سببه الداخلي هو رفض تمديد ولاية الرئيس كميل شمعون أما السبب الإقليمي فكان الصراع الدولي بين الشرق والغرب المتمثل بمعارضة إنشاء حلف بغداد ومطالبة المسلمين بالانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة بيما كانت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 نتيجة صراع داخلي بين المسيحيين من جهة والفلسطينيين والمسلمين واليساريين من جهة أخرى وتطور النزاع بأشكال مختلفة خلال 15 سنة منها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 ومحاصرة بيروت والتي أدت إلى خروج القوات الفلسطينية والسورية وفرض الإسرائيليون اتفاقًا مع لبنان عرف باتفاق 17 أيار الذي رفضه مجلس النواب وأدى إلى انتفاضة 6 شباط عام 1984 التي أعادت السوريين إلى لبنان بعد العديد من المعارك الداخلية بين الحلفاء مثل حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي ومسلحي المخيمات الفلسطينية وانتهت الحرب باتفاق الطائف الذي كرّس التوزيع الطائفي للحكم وقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني وتخللت هذه الفترة احتلال العراق للكويت مما سهل لسوريا وضع اليد على لبنان كمقابل لمشاركتها في الحرب ضد العراق بعد غزو الكويت وانتهى الصراع العسكري بشكل نهائي بعد دخول الجيش السوري إلى القصر الجمهوري وطرد قائد الجيش ميشال عون منه في أكتوبر 1991 وبقي الصراع السياسي وفي عام 2000 انسحبت إسرائيل وجيش لبنان الجنوبي العميل لها من المناطق اللبنانية المحتلة بسبب أعمال المقاومة اللبنانية إلا أن الحكومة اللبنانية والمقاومة المتمثلة بحزب الله ما زالت تطالب بمنطقة مزارع شبعا المتنازع عليها بين لبنان وسوريا وإسرائيل وبانتهاء الحرب بدأت إعادة إعمار بيروت المتهدمة من قبل رئيس الوزراء آنذاك رفيق الحريري لتعود مركز جذب سياحي لكل المشرق العربي والجزيرة العربية واستمرت الساحة اللبنانية هادئة حتى سنة 2005 وبالتحديد بعيد إعادة انتخاب الرئيس إميل لحود متحدياً القوانين الدولية مثل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 فعند ذلك اغتيل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري واتُهمت سوريا بالعملية فانقسم اللبنانيون إلى فريقين أساسيين فريق سمي تحالف 14 آذار ويطالب باستقلال لبنان وفك ارتباطه عن أي علاقة بأزمات الشرق الأوسط والفريق الثاني سمي تحالف 8 آذار الذي يعتبر لبنان في صلب الأزمات الإقليمية والدولية وأدى هذا الانشقاق إلى حصول العديد من المواجهات منها اغتيال شخصيات لبنانية مناوئة لسوريا ثم الحرب التي شنتها إسرائيل في 12يوليو 2006 وما تلاها من اعتصام المعارضة ضد الحكومة في كانون الأول/ديسمبر 2006 وأخيرًا ما عرف باسم غزوة بيروت في 7 مايو 2008 عندما سيطرت قوات حزب الله المسلحة على العاصمة لإرغام حكومة فؤاد السنيورة على الاستقالة واستمر الأمر على هذا المنوال لبضعة أيام عندما قبلت جميع الأطراف السياسية توسّط دولة قطر لحل الإشكال فأبرموا تسوية في عاصمة الأخيرة عرفت باتفاق الدوحة وحصل نوع من الهدوء بعد اتفاق الدوحة الذي سهل انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا للجمهورية وتأليف حكومة وحدة وطنية كما وضع الاتفاق أسس لإجراء الانتخابات النيابية في عام 2009 وقد أجريت الانتخابات حسب اتفاق الدوحة في 7 يونيو 2009 وكانت هذه المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات النيابية بيوم واحد استمرت هذه الحكومة حتى خريف 2010 حيث بدأت تظهر الخلافات من جديد بين أعضاء الحكومة المنتمين إلى المحور الغربي العربي وبين الأعضاء المنتمين إلى المحور الإيراني  السوري بقيادة حزب الله بعد انسحاب ما يسمى بالثلث المعطل وسقوط الحكومة دخل البلد في فراغ سياسي نتيجة الصراع على السلطة بين فريق حزب الله وفريق 14 آذار إلى أن ظهر فجأة السياسي الطرابلسي نجيب ميقاتي الذي إنتخب على اللوائح النيابية لتيار المستقبل وأعلن ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء في وجه سعد الحريري رئيس الوزراء المقالة حكومته وبعد التصويت نال الرئيس ميقاتي الأكثرية النيابية نتيجةً لانقلاب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على حلفائه في 14 آذار وذلك في 25 يناير 2011.
الرمز الرسمي
الخريطه





العمله
نماذج من العماره في دوله لبنان