316 - مقبره ايزادورا بمصر


تعود هذه المقبرة الفريدة في طرازها لحوالي عام 120 م لعصر الإمبراطور هادريان 117م-138م والمعروف عنه انه كان يشجع الفن وبخاصة الهندسة والعمارة لكن هذه المقبرة والتي تحمل الرقم 1 بين مقابر منطقة تونا الجبل تفردت بكونها تظهر طراز جديد من العمارة الجنائزية لم نألفه في مصر من قبل المقبرة مكونه من حجرتين بحيث أن الباب الخلفي المؤدي من الصالة الأمامية إلى حجرة الدفن نقش الفنان على جانبيها الأماميين مرثيتين طويلتين باللغة الإغريقية لم نألف مثلهما من قبل في أي من المباني الجنائزية والمقبرة مبنية من الطوب اللبن المحروق ولونه قاتم وفي معظم الأجزاء مطلي باللون الأبيض من الخارج والداخل المدخل يفتح من الجهة الغربية ويمكننا الوصول إليه بدرج يكاد يكون رأسياً وينتصب إمام المدخل مذبح يعلوه تاج هرمي عند الأركان الأربعة من النوع الشائع إمام المعابد في منطقة توتا الجبل الجنائزية وجدت لها مومياء ممدده على سرير جنائزي فاخر والسرير عبارة عن بناء مرتفع من اللبن طوله 2 متر به عمودان ويعلوه نموذج على شكل قوقعة مغطاة بالجص أما عن قصة الجميلة التي تسكن روحها هذه المقبرة والملقبة بشهيدة الحب أو العاشقة ايزادورا و التي يعني اسمها هبة ايزيس فهي تؤكد على مقولة أن الحب الصادق لا يموت حتى لو انتهى هذا الحب بمأساوية ككل القصص التي سمعناها لكن جميلتنا ايزادورا كانت قصتها تسبق كل قصص الحب والعشق حتى إنني أتخيل أن كل القصص نسجت من نفس أحداث قصة ايزادورا فمن هي إذا؟ هي ابنه لأسرة إغريقية كانت تعيش في مصر في مدينة انتنيوبولس الشيخ عبادة حالياً على الجانب الشرقي للنيل وكان أبوها حاكم للإقليم المعروف حالياً بمحافظة المنيا وكان قصره الكبير موجود في مدينه انتنيوبولس حيث يطل على النيل والحقول الخضراء وكانت ايزادورا في تلك الفترة فتاة يانعة جميلة تبلغ من العمر 16 سنه حين التقت الحب لأول مرة وفي حياتها حين وقعت عينها على قدرها الضابط المصري حابي والذي كان يعيش على الجانب الغربي من النيل بمدينة خمنو أو الاشمونين حالياً حيث كان من قوات الحراسة الموجودة بالمدينة وكان شخص عادي من أبناء عامة الشعب المصري ولم يكن من عليه القوم فلا يوجد أي وجه للمقارنة بينهما من حيث المستوى ورغم ذلك قال الحب كلمته وساقها القدر لتقابل عشقها وخرجت من مدينتها عبر النهر لتحضر احد الاحتفالات الخاصة بتحوتي رمز الحكمة والقلم في مصر القديمة وهناك قابلته وتعلقت ايزادورا بالضابط حابي وافتتن هو بها حتى أنهما كانا يتقابلان كل يوم وكل ليلة فكانت تذهب إليه عند البحيرة وكان يأتي إليها بجوار قصر أبيها وبعد ثلاثة سنوات من الحب الصادق بين العاشقين علم أبوها بذلك وقرر أن يمنع هذا الحب من أن يستمر ففي عرفه لايجب أن ترتبط ابنته ذات الأصول الإغريقية بشاب مصري فأبلغ الحراس بتتبعها وان يمنعوا ذلك الشاب من مقابلتها وبالفعل كان تضيق الخناق عليها حتى قررت هي أن الحياة دون حبيبها لا معنى له فقررت الانتحار ولكن كان يجب أن تراه للمرة الأخيرة وبالفعل تمكنت من مغافلة حراستها وذهبت لمقابلته في ذات المكان عند البحيرة ولم تخبره بما همت أن تعمله وهو الانتحار وودعته وذهبت حتى إذا بلغت منتصف النهر ألقت بنفسها في أحضانه وندم أبوها اشد الندم عليها وعلى ما فعلة بابنته فبني لها مقبرة جميلة وكتب بها مرثيتين أما حبيبها فقرر أن لا يتركها وحيدة فكان يذهب لمقبرتها كل ليلة ليشعل لها شمعة تنير لها مقبرتها حتى لا تبيت وحيدة وهكذا وفى بحبه لها حقا صدق أفلاطون حينما قال كل علماً تعلمناه نبع من مصر بل قل يا أفلاطون كل شئ نبعه مصر حتى الحب قد علمناه العالم وتركنا له أثار باقية شاهدة علية قبل أن تعرف جوليت كيف تحب روميو وقبل أن يحب عطيل ديدمونه.