مسرح سيد درويش هو مسرح الاحتفالات الرئيسي حاليا في مدينة الإسكندرية المصرية على ساحل البحر المتوسط ولقد بني مسرح سيد درويش أو دار أوبرا الإسكندرية العام1918 وافتتح العام 1921 في مدينة الإسكندرية في مصر وكان يطلق عليها تياترو محمد علي وما زال الاسم القديم مدونا على اللوحة التأسيسية للدار علي واجهتها الرئيسية وتسمى دار أوبرا الإسكندرية حاليا باسم فنان مدينة الإسكندرية الكبير سيد درويش وذلك اعتبارا من عام1962م تقديرا له علي تحديثه في مجال الموسيقي في مصر وتعتبر حاليا أوبرا الإسكندرية مسرح سيد درويش هي دار الأوبرا الثانية في مصر من حيث تاريخ الإنشاء بعد دار الأوبرا الخديوية القديمة التي إحترقت في حريق كبير العام1971م بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عاما وأعيد بناؤها وافتتاحها عام1988م في مكان أخر ولقد تم تسجيل المبني في عداد الآثار بالمدينة في العام 1999 استغرق اعادة تطوير وصيانة الدار وفقا لأسلوب بنائه المتميز نحو عام ونصف العام بقرار من وزير الثقافة المصري فاروق حسني وأعيد افتتاحها بحضور الرئيس مبارك في 27 يناير العام2004 م ولقد صمم المبني على الطراز المعماري الأيوني المهندس الفرنسي الشهير جورج بارك لآل قرداحي في المدينة الذي استوحى تصميمه المعماري من تصميم دار أوبرا فيينا بالنمسا ومسرح أوديون في باريس كما قام بتزيينه بزخارف أوروبية كلاسيكية الطابع كما كان سائدا في مصر بداية القرن العشرين وقدمت عليه عروض مسرحية وموسيقية عديدة مصرية وأوروبية وقد كان أول عرض مسرحي قدم عليه هو عرض شهرزاد في 30 من يونيو 1921 م يسع مسرحه الكبير 1000 مقعد وتبلغ مساحته الكلية 4200 متر مربع ويقع المسرح في طريق الحرية شارع فؤاد بمنطقة محطة الرمل وتعرض في الدار عدة فرق مصرية وعالمية كأوركسترا القاهرة السيمفوني وأوركسترا الحجرة لأوبرا الإسكندرية وفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقي والغناء العربي والفرقة القومية العربية للموسيقي أيضا تعرض علي خشبة مسرح الدار فرق الباليه والأوركسترا الفيلهارموني والبيانو والرقص الحديث وفرق فولكلورية مصرية وعالمية والدخول الي الأوبرا شأنه شأن دور الأوبرا العالمية يكون بالملابس الرسمية ولقد تم تأسيس عدد من الفرق الفنية في أوبرا الإسكندرية وذلك حتى ينهض المسرح برسالته الأساسية وهي تكوين كوادر في الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى العربية والباليه من أبناء الإسكندرية ومن الفرق التي تم تأسيسها فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي تأسست الفرقة في يونية 2004م وتولى قيادتها المايسترو جورج بشرى وتتكون من 45 فنانا مابين كورال وعازفين وصوليسات تم اختيارهم بعناية شديدة وقدمت الفرقة أولى حفلاتها بمسرح الجمهورية بالقاهرة وشاركت الفرقة في مهرجان الموسيقى العربية عام 2004م والمركز التعليمي لتنمية المواهب تم تأسيس مركز تنمية المواهب بأوبرا الإسكندرية على غرار المركز الذي تم تأسيسه بأوبرا القاهرة والهدف منه هو نشر الثقافة الفنية الرفيعة وتعليم وتدريب النشء من فناني المستقبل بدأ المركز نشاطه في سبتمبر 2004م ويضم 6 فصول وهي الباليه - البيانو - الكورال - الفيولينه - السوزوكي - الفلوت وهناك عدد من الفرق الموسيقية الأخرى وهي : مجموعة جهار وفرقة ( إبداع ) للموسيقى العربية وسداسي الإسكندرية للموسيقى العربية ورباعي الإسكندرية للوتريات وأوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية ومنذ 1918 عرف السكندريون هذا المبنى الضخم الفريد الإيطالي التصميم الذي تزينه الزخارف الفريدة ذات الطابع الكلاسيكي الاوربي والذي كان سائدا في مصر في بداية القرن العشرين ذلك هو تياترو محمد علي والذي أنشأه بدر الدين قرداحي وهو لبناني الجنسية على انقاض مسرح خشبي يدعى مسرح زيزينيا الشتوي ومنذ عام 1962 بدأ السكندريون يعرفون هذا المسرح على انه مسرح سيد درويش بعد ان اطلقت عليه الدولة هذا الاسم تكريما للدور العظيم الذي لعبه فنان الشعب سيد درويش في تاريخ الموسيقى العربية وهذا المسرح العريق منذ انشائه في الفترة الاولى من حكم السلطان فؤاد الاول وهو يقدم الاعمال المسرحية والاوبرالية ويتميز مسرح سيد درويش بمجموعة فريدة من الزخارف البنانية والهندسية التي تاخذ سمات أوروبية وهناك زخارف أوروبية متمثلة في الادوات الموسيقية المتداخلة التي تزين اعلى البهو مع باقة الورد التي تخرج منه كما توجد وجوه ادمية تمثل رمز المسرح وهي متمثلة في اربعة وجوه باسم وعابس وباسم وعابس بالترتيب وقد استطاع هذا المسرح العريق مند انشائه ان يجذب اليه عددا كبيرا من فرق الاوبرا العالمية التي كانت تحط رحالها في الاسكندرية عندما تمر بمصر ذهابا وعودة ولذلك قدمت عليه الكثير من العروض الاوبرالية في بدايات القرن العشرين ومسرح سيد درويش هذا المسرح الكلاسيكي التاريخي يحمل بين جدرانه العتيقة عبق الماضي وسحر الفنون وخصوصية الاسكندرية وحين تدخل الى هذا المسرح العريق تشم رائحة التاريخ وتسمع صوتا ياتيك من الماضي يحمل موسيقى سيد درويش التي طالما عزفت على خشبات هذا المسرح السكندري وحين تدخل الى هذا المسرح الفريد من نوعه في مصر تختلط في حواسك مناظر العمارة القديمة بطابعها الاغريقي والروماني والبطلمي مع رائحة العصور المختلفة التي تترامى فوق الجدران وستواجهك شرفاته المطلة على ساحته بالوانها المذهبة وزخارفها المتنوعة حيث تراص هذه الشرفات في طابقين متصلان يعلوان القاعة الرئيسية واما قبة المسرح فقد ازدان سقفها الداخلي بمجموعة من الزخارف وكتب عليها اسماء اشهر الموسيقين في العالم مثل فاجنر وفيردي وموزار وروسيني وجلوك ونظرا للقيمة التاريخية والفنية الكبيرة لهذا الصرح الذي يقبع في وسط مدينة الاسكندرية فقد قامت وزارة الثقافة بتسجيل مسرح سيد درويش كأثر إسلامي عام 1993 باعتباره جزء من منظومة التراث المعماري الجميل لمدينة الاسكندرية عروس المتوسط واستمرت العروض الغنائية والمسرحية تقدم على خشبة مسرح سيد درويش حتى بداية القرن الحادي والعشرين عندما قرر فاروق حسني وزير الثقافة المصري تحويل المسرح الى اوبرا وبالفعل بدات رحلة ترميم المسرح في عام 2002 م بالتعاون مع هيئة الاثار وتحت الاشراف الفني لدار الاوبرا المصرية واستمرت عمليات الترميم عاما ونصف العام تم بعدها تحويل مسرح سيد درويش ليصبح اوبرا الاسكندرية في يناير 2004 وربما تمر سنوات طوال قبل ان ينسى السكندريون ان هذا المسرح ظل لأكثر من أربعين عاما وهو يحمل اسم فنان الشعب سيد درويش ولكن مثلما محي من الذاكرة السكندرية اسم المسرح القديم وهو مسرح محمد علي واصبح الاسم مدونا في المراجع والكتب الفنية والتاريخية فقط فهل من الممكن أن تنسى الذاكرة السكندرية مع مرور الايام أن هذا المسرح كان يوماً ما يطلق عليه اسم سيد درويش ويبقى امامهم انه دار الأوبرا السكندرية أما اسم سيد درويش والذي مازال معلقاً فوق مدخل المسرح حتى الآن هل سيدخل إلى كتب التاريخ ليلحق بالاسم السابق عليه أم يظل باقياً فوق أبواب المسرح ولكن الشيء المؤكد أن سيد درويش بأعماله الموسيقية العظيمة سيظل باقياً في قلوب كل السكندريين للأبد ولكن يبدو أن على موسيقار الإسكندرية العبقري سيد درويش الذي ولد في كوم الدكة بالاسكندريةعام 1892 والذي امتلأ عقله بنسيم البحر وامتلأ وجدانه بسحر الإسكندرية واستطاع بعبقرية فذة ان يترك خلفه تاريخا طويلا وحافلا من الموسيقى التي عبرت عن البسطاء قبل ان تعبر عن الصفوة وعبرت عن العامة قبل ان تعبر عن الارستقراط واستحق أن يطلق عليه فنان الشعب لانه لم يعبر عما يجيش بصدور البسطاء من عامة الشعب من هموم وآلام و قضايا فقط وإنما لأنه أيضا ترجم حب المصريين لوطنهم من خلال مجموعة من اغنياته الوطنية التي تتصدرها اغنيته الشهيرة انا المصري كريم العنصرين وغيرها من اغنياته التي جاءت منفردة او تضمنتها اعماله المسرحية مثل اوبريت العشرة الطيبة و يبدو ان على هذا الفنان العبقري السكندري ان يتجول من جديد في مسقط رأسه وموقع صباه وشبابه الإسكندرية ليبحث لنفسه عن مسرح جديد يضع اسمه فوقه ليكون تكريما لابداعه وعبقريته الفريدة في مجال الموسيقى والمسرح الغنائي والأوبريت.