قلعة دونان أكثر القلاع الأسكتلندية رومانسية تقع على جزيرة صغيرة وسط المرتفعات الرائعة التي يتميز بها الجزء الغربي من اسكتلندا وفي جزيرة دونان توجد قلعة تاريخية حصينة يزيد عمرها عن 800 سنة وهي واحدة من أكثر القلاع الاسكتلندية ظهوراً في الأفلام السينمائية والصور حتى صارت بمثابة أيقونة مميزة وبُنيت القلعه على هذه الجزيرة بغرض حماية اسكتلندا وحملت نفس اسم الجزيرة وأطلق عليها هذا الإسم بعد وفاة دونان الذي يعتبر من الشخصيات الدينية العامة في التاريخ الأسكتلندي وشُيدت قلعة دونان للمرة الأولى في القرن الثالث عشر الميلادي وتهدمت بشكل كامل في القرن الثامن عشر أي بعد 500 سنة من بنائها أما المبنى الموجود الآن يعود عمره لأوائل القرن العشرين حينما تم ترميم القلعة في نفس مكانها الأصلي بأمر من الكولونيل جون ماكراي وتم ذلك في عام 1912م ومعنى ذلك أنه بحلول العام الجاري 2012م يكون مر على ترميمها مائة سنة كاملة واستمر العمل فيها عشرين سنة حتى افتتحت في 1932م وفي عام 1983م أنشأت عائلة ماكراي صندوقاً خيرياً يتهم بالقلعة وأهم ما يميزها الآن هو ذلك النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية تم وضعه خارجها وهو عبارة عن مدفع قديم يعود لتاريخ الحرب بالإضافة لنافورة رائعة مخصصة لجنود من عائلة ماكراي قتلوا في الحرب وترتبط القلعة باليابسة عن طريق جسر مشاة وتحيط بها مناظر طبيعية ساحرة وهذا هو سبب كونها أكثر الأماكن زيارة في الجزء الغربي الأسكتلندي ودائماً يجد السائح العديد من المفاجآت من بداية دخوله وحتى انتهاء زيارته أول هذه المفاجآت هو أن حجم القلعة من الداخل كبير جداً على غير ما يعكسه مظهرها من الخارج وبمجرد زيارة غرف القلعة يشعر وكأن الزمن عاد به إلى الوراء مئات السنوات من حيث التصميم والألوان والأثاث العريق ويدخل السياح فناء القلعة عن طريق درجات عديدة من الحجر السميك تأخذهم إلى بوابة حديدية ضخمة موجود في جدار القلعة الجنوبي وهي البوابة الأصلية التي بنيت منذ إنشاء القلعة والفناء مُحاط بجدران تصل سماكتها أربعة أمتار لحمايتها وأول ما يلفت انتباه السياح فور دخولهم هو مولد الكهرباء الضخم الذي وضع سنة 1928م ليزوّد القلعة بالكهرباء كما يوجد به بئر عميق لضمان إمداد القلعة بالماء الصالح للشرب ويفتح الفناء على ممر طويل وضيق يقود الزائرين إلى غرف عديدة وإلى مطبخ القلعة وتحتوي الغرفة الرئيسية في قلعة دونان على أدوات وأثاث قديم مثل عجلة لف الصوف ومكتب كبير وهدايا وتذكارات قديمة بالإضافة لمعروضات أخرى مثيرة للإنتباه مثل بعض الألعاب البريطانية المصنوعة من الخشب وصور معلقة على الجدران تصف بعض المعارك التي دارت أحداثها حول القلعة بعد هذه الغرفة يزور السياح غرفة الطعام أو المأدبة وتتميز بسقفها المبني من خشب البلوط الثقيل وتتدلى منه ثريا كبيرة دائرية مصنوعة من الحديد وفي وسط الغرفة طاولة بيضاوية كبيرة عليها أدوات طعام نادرة وفي زوايا الغرفة صناديق وساعات وأختام وصناديق تحتوي على رسائل يعود تاريخها إلى عام 1745م وتفتح قلعة دونان أبوابها يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى السادسة مساءً مقابل 6 جنيه استرليني للكبار وتبدأ الزيارة بالمشي على جسر المشاة الذي يعبر المياه نحو القلعة وبانتهاء الجسر يجد السائح بوابة القلعة التي تحميها أسنان حديدية عملاقة تقود هذه البوابة إلى فناء كبير ترى منه طوابق القلعة بشكل واضح وهي ثلاثة طوابق تتوزع عليها غرف وقاعات عديدة كما أن هناك عدة معارض داخلها مثل يوضح للسياح كيف كانت الحياة داخلها مثل المطبخ المليء بكافة الأغراض والطعام الذي يبدو حقيقياً.