أهم ما يميز هذا المشروع المعماري الرائد هو أن المعماري حسن فتحي قدم حلول معمارية لبيئة فقيرة مستخدما أساليب العمارة المحلية وأدواتها وخاماتها فجاء المشروع متكاملا ناجحا وجذب انتباه الكثير من الجامعات العالميه والخبراء الدوليين وصنفه مؤلف كتاب معماريون معاصرون علي أنه واحد من كباء معماريي العالم الي دراسة هذه المدرسة التي يمكن أن نسميها بمدرسة السهل الممتنع والتي كان يهدف من خلالها الي تقديم عمارة ذات مواصفة تقنية صحيحة ورخيصة التكاليف أو كما سماها عمارة الفقراء في أحد مؤلفاته لاقت عمارة حسن فتحي وفلسفته نجاحا منقطع النظير خارج بلده مصر وكذلك خارج الدول العربية بسبب تواجد الامكانات والعقول الواعية التي تحترم الفكر الابداعي وأخفقت في مصر والدول العربية حيث البيروقراطية منظومه من الابداع خطها المهندس المعماري حسن فتحي منظومة تفاعل فيها ذكاؤه مع البيئة لتضعه في مصاف المعماريين الفنانين شغل حياته دائما بالفقراء وبني لهم قصورا من طين وأستغل بيئته المحلية ليصل بها الي العالمية حتي حصل علي جائزة أحسن معماري في القرن العشرين وحصد عدد من الجوائز والأوسمه المحليه والعالمية وقريه القرنة الجديدة أنشأها المعماري حسن فتحي في أربعينيات القرن الماضي للمهجرين من المقابر الفرعونية بالبر الغربي بالأقص من المدخل الغربي لمدينة الأقصر وذلك من اجل انقاذ المقابر الفرعونيةمن السرقات والتعديات التي كانت تتم فيها ولتوطين 7 الاف أسرة صدر قرار بتهجيرهم من المقابر واقامة مساكن بديلة لهم ولما كان حسن فتحي مختلفا عن أقرانه من المهندسين الذين يكتفون برص الاحجار لرفع الأبنية ونظرا لعشقه للتراث القديم فقد حرص علي أن يتفاعل مع الأهالي المتضرريين والمهجرين من القرنه القديمه واستمع الي مطالبهم واحتياجاتهم في مساكنهم الجديدة ودرس الميول النسبية والحضارية للأهالي لكي تتوائم البيوت الجديدة مع أذواقهم وأحتياجاتهم ولقد بدأ حسن فتحي المرحله الأولي من مشروع بناء القرية ببناء 70 منزلا حمل كل منزل منها سمة مميزة عن المنزل المجاور له حتي لا يخلتط الامر علي سكان القرية مما وقر عليه استخدام لافتات للبيوت واعتمد حسن فتحي في تصميم المنازل علي الخامات والمواد المحلية وظهر تأثير العمارة العربية واضحا علي طبيعة منازل القرية ومن تلك العناصر مراعاة الخصوصية حيث الأبواب التي تنفتح علي اتجاهات لا تكشف الرؤيا علي ما بداخل المنزل ولكن أبرز العناصر كانت القباب الرائعه التي تعلو المنازل بدلا من الأسقف التي تعتمد علي الألواح الخشبية أو القضبان الحديدية المعتادة وأظهرت تلك القباب بوضوح أن روح الفنان لم تتخل للحظه واحدة عن حسن فتحي أو تتواري خلف صلف الحسابات الهندسية الدقيقة اذ ان معايير الدقه لم تطغ علي اهتمامه باللمسة الجمالية أو التناغم مع البيئة ومع ساكني البيوت وظهر ذلك الاهتمام ايضا في تخصيص فتحي باب اضافيا بالمنازل للحيوانات والماشية التي يقتنيها سكان المنظقة كنوع من أنواع العزل الصحي حفاظا علي سلامة الأفراد وعلي الجانب التعليمي قام فتحي بتشييد 3 مدارس بالقرية الأولي للذكور والثانيه للبنات أما الثالثة فكانت مدرسة لتعليم الحرف اليدوية التي أشتهرت بها منطقة القرنة مثل الألباستر والغزل والنسيج وصناعات منتجات النخيل كما حاول من خلال هذه المدرسة الحفاظ علي روح الابداع الفرعونيه في الأجيال الجديدة ومثلما أهتم حسن فتحي بالجانب التعليمي عن منازلهم التي تم تهجيرهم منها عنوة فعمل فتحي علي انشاء مسجد كبير في مدخل القرية حمل أجمل الطرز المعمارية في تصميمه فقد تأثر فيه بالفن المعماري الطولوني ممتزجا مع الفن الفاطمي وعن الجانب الترفيهي قام فتحي بانشاء قصر ثقافة حمل أسمه ومسرح مبني علي الطراز الروماني الي جانب حمام سباحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق