قبة الألفية أو كما يشار لها بالعامية باسم القبة فحسب هو الاسم الأصلي لبناء على هيئة قبة استخدم في الأصل للاحتفال بمعرض تجربة الألفية وهو معرض ضخم للاحتفال ببداية الألفية الثالثة ويقع هذا البناء في شبه جزيرة غرينيتش جنوب شرقي لندن بريطانيا وأفتتح المعرض للجمهور من الأول من كانون الثاني يناير حتى 31 كانون الأول عام 2000 وكان المشروع والمعرض محل جدل سياسي كبير بعد أن فشل في جذب عدد الزوار المتوقع إضافة للمشاكل المالية المتكررة والبناء معرض للهدم منذ ذلك الحين ويقطع خط غرينتش الحافة الغربية للقبة وتعتبر قبة الألفية الأكبر من نوعها في العالم ومن الخارج تبدو القبة كخيمة بيضاء كبيرة ذات 12 برجاً داعماً صفراء اللون يرمز كل برج لشهر من أشهر السنة أو يرمز إلى ساعة من ساعات النهار لتمثل بذلك الدور الذي يلعبه خط توقيت غرينيتش ومن حيث الشكل فهي دائرية ذات قطر قدره 365 متراً يمثل كل متر يوماً من أيام السنة وحوافها صدفية الشكل لقد أصبحت هذه القبة إحدى أهم معالم المملكة المتحدة ويمكن تمييزها بسهولة في الصور التي تلتقط لمدينة لندن من الجو وهي تذكّر بقبة ديسكفري التي بنيت عام 1951 بمناسبة مهرجان بريطانيا ولقد صمم القبة المعماري ريتشارد روجرز أما المقاول فكان شركة ماك ألباين\لينج للمشاريع المشتركة تم تصميم هيكل البناء من قبل بورو هابولد أما وزن هيكل السطح بأكمله فهو أقل من وزن الهواء الذي يحتويه البناء على الرغم من إطلاق تصنيف قبة عليها إلا أنها ليست بقبة بالمعنى الدقيق كما أنها غير مدعومة ذاتياً بل هي شبكة كوابل على هيئة قبة تدعمها الصواري لذا سميت بخيمة الألفية استخفافاً ولقد بنيت القبة من قماش مُصنّع من ألياف ضوئية مدعم بمادة البولي تيترافلوروإيثيلين (PTFE) والبلاستيك المتين المقاوم للعوامل الجوية يبلغ ارتفاعها من المنتصف 52 متراً بحيث يرمز كل متر لأسبوع من أسابيع السنة وأشار الناقد جوناثان ميديس إلى أن قبة الألفية هي عبارة عن متحف للنفايات السامة ولكن المشروع تضمن أيضاً استصلاحاً للأراضي في شبه جزيرة غرينيتش كاملة فقد كانت تلك الأراضي سابقاً مهجورة وتتضمن تراكمات من الحمأة السامة الناتجة عن أشغال غاز غرينتش الشرقي في الفترة ما بين عامي 1889 و 1985 رأى نائب رئيس الوزراء ميشيل هيسلتاين أن عملية التنظيف هي استثمار من شأنه إضافة مساحات شاسعة من الأراضي المفيدة إلى العاصمة المزدحمة وقد كان ذلك جزء من خطة أكبر لإعادة تأهيل مساحة كبيرة منخفضة الكثافة السكانية من شرقي لندن جنوب نهر التايمز وهي المنطقة التي سميت بممر التايمز وعرفت لاحقاً ببوابة التايمز وكان مشروع القبة قد صُمم على نطاق صغير في عهد حكومة رئيس الوزراء جون ميجر من حزب المحافظين كموقع لإستضافة مهرجان بريطانيا أو معرض العالم وذلك للاحتفال بالألفية الثالثة ثم تم توسيع المشروع في عهد حكومة رئيس الوزراء توني بلير المنتخبة عام 1997 وشملت التوسعة حجم الموقع ونطاق العمل والتمويل كما زادت التوقعات حول ما يمكن أن يقدمه المشروع فقد إدّعى توني بليز قبيل الافتتاح أن القبة ستكون انتصاراً للثقة بدلاً من السخرية وللجرأة بدلاً من المداهنة والامتياز بدلاً من التردي صرّح مراسل قناة BBC روبرت أورتشارد كان يجب إبراز القبة كأحد إنجازات حزب العمال الجديد في بيان الانتخابات القادمة كانت خطة ما بعد المعرض أن يتم تحويل القبة إلى ملعب لكرة القدم وكان من المقرر أن يستمر في العمل لمدة 25 عاماً وقد فكرت إدارة نادي تشارلتون أثليتيك بأخذ هذه الخطوة لكنهم تراجعوا واختاروا بدلاً من ذلك إعادة تطوير الملعب الخاص بهم كما فكرت إدارة نادي فيشر أثليتيك المحلي بالانتقال إلى القبة لكنها تعتبر صغيراً جداً من حيث استيعاب قاعدة جماهيرية كما كان مخططاً أن تنتقل المهام التي كانت تؤديها أرينا لندن بعد إغلاقها لكن تم النقل إلى ساحة O2 وكانت الصعوبات التي تواجهها الحكومة في بيع القبة وما زالت موضع اهتمام الصحافة كما طالت الانتقادات أيضاً المبلغ الذي أنفق على صيانة المبنى المغلق فبعد إغلاقه مباشرة صرّح اللورد فالكونير بأن تكاليف القبة فاقت مليون جنيه استرليني وبعد إغلاق القبة تم تفكيك بعض أجزائها من قبل التنظيمات الراعية وبيعت بعض محتوياتها في مزادات بما في ذلك عدد من الأعمال الفنية التي قدّمها عدد من الفنانين البريطانيين المعاصرين فقد بيعت قطعة للفنان غافين تورك بأقل من سعرها بكثير وقد أُخذت ساعة ضبط الوقت ووضعت في منتزه عالم تشيسنغتون للمغامرات وعلى الرغم من الجدل الدائر حول استغلال القبة مستقبلاً إلا أن القبة أفتتحت مرة أخرى في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2003 بمناسبة مهرجان أرض العجائب الشتوية 2003 حيث شهد هذا الحدث العديد من الفعاليات كالتزلج على الجليد وغيره من الفعاليات الجاذبة سياحياً كاستعراضات الليزر والألعاب النارية في ليلية رأس السنة الجديدة كما استخدمت كمكان لإقامة العديد من المهرجانات الموسيقية التي نظمها عمدة لندن ضمن شعار إحترام في فترة عيد الميلاد عام 2004 استخدم جزء من القبة كملجأ للمشردين وغيرهم من المحتاجين بدلاً من أرينا لندن وقد استضافت هذاالحدث جمعية خيرية لكن عادت أرينا واستضافت الحدث عام 2005 بسبب أعمال إعادة الإعمار في القبة وبحلول أواخر عام 2000 تم تقديم اقتراح لإنشاء مجمع أعمال ذو تقنية عالية تحت سقف القبة ما يصنع مدينة داخلية كاملة من شوارع وحدائق عامة ومبانٍ ويعود اقتراح إنشاء مجمع الأعمال الأصلي إلى عام 1996 أي قبل إعداد خطط قبة الألفية وفي كانون الأول ديسمبر عام 2001 أعلن أن الحكومة اختارت شركة ميريديان دلتا المحدودة لتطوير القبة باعتبارها مجمعاً رياضياً ومركز ترفيه بما في ذلك تطوير المساكن والمباني والمتاجر والمكاتب المحيطة بالأرض حتى مسافة 150 آكرs (0.61 كم2) أعلن عن تغيير اسم القبة رسمياً إلى O2 في 31 أيار (مايو) 2005 ضمن صفقة مع شركة O2 للاتصالات تبلغ 6 ملايين جنيه استرليني سنوياً وهي الآن شركة تابعة لشركة تليفونيكا أوروبا وقد كان هذا الإعلان بمثابة إعلان عن إعادة تطوير كبيرة للموقع كما هدف إلى تحويل القبة إلى منطقة ترفيهية بما في ذلك ساحة داخلية مغطاة وصالة ساونا وقاعة موسيقى وسينما ومساحة معارض ومطاعم وحانات وبلغت تكلفة إعادة التطوير التي قام بها المالك الجديد مجموعة أنتشتز للترفيه حوالي 600 مليون جنيه استرليني وافتتح الموقع للجمهور في 34 حزيران (يونيو) 2007 بحفل موسيقي أحيته فرقة بون جوفي وفي الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 أقيمت فعاليات مسابقات الجمباز الفني وفعاليات توزيع ميداليات مسابقات كرة السلة في قاعة O2.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق