قصة نبي الله شعيب عليه السلام مع قومه أصحاب مدين
من القصص التي بها الكثير من العبر والعظات ومدين اسم قبيلة عربية سكنت في شمال غرب
جزيرة العرب في منطقة يقال لها الآن محافظة البدع تبعد غربا عن مدينة تبوك 220 كيلو
متر تسكنها قبيلة المساعيد ومن اراد زيارة مقنا يجب عليه المرور على البدع اولا من
ثم الى مقنا حيث المسافة بينهما تقريبا 30كلم والبدع مدينه انصفها التاريخ وظلمها الحاضر
البدع بشعابها وجبالها وواحاتها ترسم لوحه استثنائيه من الفسيفساء اما البيوت والمقابر
المنحوت في الجبال فتفتح لك عوالم اخرى تضعك مباشره في وجه ازمنه تعاقبت على هذا المكان
مليئة بالحكايات يرويها لك الحاضر على استحياء البدع واحة التاريخ التي لم تكشف عن
وجهها بعد فقد تعاقب على هذه البلده عده مستوطنات منذ فجر التاريخ وربما السبب في ذلك
هي وفره مياهها والتي قال البعض عنها انها تحاكي مياه نهر النيل وما تزال المواقع الاثرية
في البدع قابعة تنتظر من يزيل الستار عنها وكانت تعرف البدع بمدين نسبه الي قبيلة مدين
العربية وهم من نسل مدين بن مديان بن إبراهيم الخليل وهم المقصودين بأصحاب الايكه وكان
قوم مدين كفارا يعبدون شجر الايكه و يقطعون الطريق وكانوا يطففون المكيال والموازين
وقد أفسدوا في الارض فبعث الله فيهم شعيبا عليه السلام وهو منهم فدعاهم الي عباده الله
وحده لا شريك له ونهاهم عن بخص الناس اشيائهم ولكنهم لم يستجيبوا له بل هددوا النبي
شعيب ان لم يكف عن دعوته سيطرد من ارضهم و اخذوا يستهزئون به ويطلبون منه تعجيل العذاب
ان كان ما يقوله صدقا فعذبهم الله بالرجفة والصيحة وعذاب يوم الظله يقول ابن كثير في
ذلك ذكر اللّه صفة إهلاكهم في ثلاثة مواطن كلّ موطن بصفةٍ تناسب ذلك السياق ففي الأعراف
ذكر أنَّهُم أخذتهم الرّجفة وذلك لأنَّهم أوعدوا شعيبًا وأصحابه بإخراجهم من قريتهم
فقابل الإرجاف بالإرجاف وذكر أنَّهُم رجفت بهم الأرض الَّتي أرادوا إخراج نبيّهم منها
وفي سورة هود ذكر عذابهم باسم الصيحة لأنَّهُ ذكره عقب ذكر تهكّمهم واستهزائهم بنبيّهم
فناسب أن يذكر الصيحة الَّتي أسكتتهم عن كلامهم القبيح وفي سورة الشعراء ذكر عذابهم
باسم عذاب يوم الظلّة لأنَّهُ ذكره في سياق ما كانوا يسألونه نبيّهم تعنّتًا وعنادًا
من أن ينزل عليهم قطعًا وعذابًا من السماء فذكر عذابهم بما يناسب سؤله وظهور الانباط
كان في أواخر القرن السادس قبل الميلاد وكانوا موغلين بالبداوة حيث يصفهم المؤرخ ديودور
الصقلي لقد آلو على انفسهم الا يبذروا حبا
ولا يغرسوا شجرا يؤتي ثمرا ولا يعاقروا الخمر ولا يشيدوا بيوتا ومن فعل ذلك كان عقابه
الموت واستمروا حتى اواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد على هذه الحال حتى ان انغمسوا
بالتجارة وقد حدث تغير رهيب على حياتهم من البداوة الي قمة الحضارة والثراء ولاشك انهم
قد استفادوا من موقعهم على طريق التجاره الاتية من جنوب الجزيرة العربية والذاهبة شمالا
الي بصره والسواحل الفينيقيه والبدع بلا شك في هذه الفترة حالها حال المدن النبطيه
الاخرى فقد شهده حركه تجاريه وازدهار اقتصادي ومارس اهلها التعدين والزراعة وبناء السدود
والقنوات فقد كانت فتره استقرار ورفاهية وفي بداية القرن الرابع الميلادي حل جفاف جعل
الانباط يتركون ديارهم في البدع ولوكي كومه ويتوجهون نحو الشمال معلنين الرحيل لتشهد
البدع بداية مرحله جديدة وفي نهاية القرن الخامس الميلادي او قبل
ذلك بقليل سكنت قبيلة جذام البدع وأجزاء من شمال الحجاز قادمه من اليمن ولكن طابع البداوه
كان غالب على كثير من قبائل شمال الحجاز بما فيها قبيله جذام وكانت الحياه القبليه
هي السائده فلم يكن هناك استقرار لذا لم تخلف تلك الاقوام حضاره معماريه تذكروكانت
البدع في العهد العثماني منزل هام للحجاج وقامت الحكومة العثمانيه ببناء صهريج وقلعه
لتوفير المياه والحماية للحجيج وقد وصفهما فيلبي ويعد صهريج البرج أروع مثال على ما
قام به الاتراك من أعمال حفظ المياه وقد شيد بطريقه ممتازه من الالواح الحجريه المشذبه
وله سبع درجات نازله على الحوض في اثنين من اركانه ووصف فيلبي القلعه وتقوم هذه القلعه
على ارض مرتفعه قليلا على بعد حوالي عشرين يارده شمال البئر ومقاسها ثماني عشرة يارده
من الشمال للجنوب وخمس عشرة من الشرق للغرب وتتجه جدرانها جميعا نحو الجهات الاصليه
الاربع في البوصلة وإنها الان في حاله يرثى لها من عدم الحفظ والصيانة على الرغم من
انها مشيده كما هو واضح بعناية فائقة من حجارة البناء الصغيره المشذبه تشذيبا جيدا
ومغاير نبي الله شعيب هي بيوت نحتت في الجبال من صنع قوم مدين وكانوا مثل ثمود ينحتون
بيوتا في الجبال للتباهي فقط ويوجد بأعلى الجبل الحاضن للمغائر مصلى شعيب والذي ربما
كان النبي شعيب يوجه خطابه لقومه من عليه وعندما سكن الانباط المنطقه استخدموا المغائر
لدفن موتاهم ولاقامه بعض الطقوس الدينيه ويبدوا انهم زادوا عليها وقاموا بتحسينها ونحتو
القبور بها وخصصوا بعضها لملوكهم وليس كما قال بعض الرحاله الغربيين بأن الانباط هم
من نحتوا الجبال ويوجد بئر شرق المغائر ويروى انها هي التي سقى عليها موسى عليه السلام
غنم بنتا شعيب عليه السلام وكانت بئر عظيمه وفيرة المياه ويبدوا انه في القرن العاشر
استغنت القوافل عن هذه البئر لانه تم استحداث حفائر في وسط الوادي وقد اشار الجزيري
لذلك ويصف الاندلسي البئر وهذا الماء مورد معين جداً في مغارة منقورة في حجر ينزل اليها
بأدراج متسعة بحيث يتلاقى فيها الصاعد والنازل وهي شبه صهريج مملؤة ماء عذباً طيباً
والمالحه يوجد بها بقايا انقاض المدينه النبطيه والتي ذكر فيلبي انه يوجد بها انقاض
بناء يبدوا انه قصر او معبد وكذلك يوجد بها عدد من الاساسات يوجد بها كثير من القنوات
وتوجد ايضا بعض اثار لمستوطنه اسلاميه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق