575-محلات تيرنج بالقاهره مصر

محلات تيرنج روعة المعمار المصرى وكنوزة الدفينة وعلى الرغم من الواقع السئ الذى يظهر داخل وخارج مبنى تيرنج والذى يعكس إهمال المناطق الحضرية التي ميزت اوائل القرن الماضى فمبنى تيرنج في هندسته المعمارية ينافس في ذروة ايام امجاده التحفة الباريسية المعاصرة منتدى ومعرض لافاييت والذي لا يزال قائما بكل فخر على شارع بوليفارد هاوسمان ويعتبر مزار المشاريع الرأسمالية هناك وكان المهندس لمبنى تيرنج فى القاهرة أوسكار هورويتز واحد من الذين بنوا العديد من التحف المعمارية التجارية في أوروبا وكان المالك الأصلي لمبنى تيرنج هو فيكتور تيرنج من مواليد مدينة القسطنطينية وقد اراد ان يحاكى متاجر سيزار ريتز فى اوروبا وقف عند الساحة الشهيرة لميدان العتبة في عام 1910 وقال انه اختار موقع العتبة فى القاهرة لبناء مركزا تجاريا له فى هذا الموقع الرابط بين القاهرة القديمة والقاهرة الجديدة ففى شرق المبنى حي الموسكى المزدحم و المكتظ بالسكان والمليئ بالشوارع والحوارى بعطوره الشرقية واصواته الغريبة وإلى الغرب منه أفخم الحدائق الفرنسية فى القاهرة حديقة الازبكية المبانى المزينة الأوروبية الفخمة التى انشأها الخديوى اسماعيل مع ميادينها الجميلة والفنادق الفخمة وأوبرا القاهرة والكثير من المشاهد للقاهرة البرجوازية المتنامية ومبنى تيرنج غلب على هذا المشهد بأكمله بواسطة الكرة الارضية اعلى قبته التى كانت تظهر لامعة براقة فى الليل وقد تم الانتهاء من بناء مبنى التيرنج في 1912-1913 مما جعله من اكبر متاجر البيع متعددة الطوابق في القاهرة وما تبقى من صور فى الذهن عن افتتاحه الانيق جميلة جدا ولكنها كانت اقل من منافسه فروع ريفئيل شتاين الشرقية التي تقع على الجانب الاخر من ميدان العتبة الخضراء ويتكون مبنى تيرنج من أربعة طوابق فخمة تقدم كل شيء من حيث الأزياء والعطور الباريسية والقماش الإنجليزي والمنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية وكان فيكتور تيرنج واخوته غوستاف وكونراد وانضموا لقادة تجارتهم في عام 1882 عندما افتتح مكتبهم الرئيسى في الحى الثانى فى مدينة فيينا وبعد فترة وجيزة اصبحت منتجات شركة فيكتور تيرنج وإخوانه لخياطة الملابس في كل أنحاء المدينة ثم عبر الامبراطورية النمساوية الهنغارية كلها كما أنها حددت لفتح فروع لها في الخارج ولكن لسوء حظهم الحرب العالمية الأولى أوقفت أنشطتهم في التوسع وكان لديهم رغبة فى نقل امبراطوريتهم للتسوق الى لندن بدلا من فيينا وكان يمكن أن يكون هناك محلات تيرنج في شارع أكسفورد اليوم وفي عام 1915 تيرنج القاهرة كان تحت إدارة كارلو ميناسس وادرج مؤقتا تحت مسمى ممتلكات العدو وكان الجيش البريطاني الذي حكم مصر في ذلك الوقت فرض الاحكام العرفية على جميع ممتلكات التى تعود للأجانب من بلد العدو وقد تم عزلها وفي نهاية المطاف تم منح مبنى التيرنج ترخيص مشروط للتجارة في مصر مع الامبراطورية البريطانية ومع الحلفاء من بريطانيا العظمى ولكن نظرا لفقدانها لمصادر الامداد لمخزنها بسبب العزل عن الامبرطورية النمساوية الهانغارية تم تصفية نشاطها في عام 1920 وتم تجريد مبنى التيرنج من أصحابها الأصليين في وقت كانت تجاوز منافسيها بكثير فى أحدث المعروضات مثل شيكوريل وصيدناوي وأرورزديباك أو عمرأفندي وبعد ذلك تنقل ملكية المكان بين عدد من المالكين وظل على قيد الحياة بمحبة من قبل أصحابه المتعاقبين عليه وظل محتفظ بعملائه القدامى واستمر التسوق به حيث كان لا يزال شكلا من أشكال الترفيه وبعد قيام ثورة يوليو استولى مجموعة من واضعى اليد عليه وتحول الى ورش ومحلات صغيرة مهملة لا تجذب احدا الى الان ولكن ما يمنح الامل هو انضمام هذا المبنى الى حملة تطوير القاهرة الخديوية واعادتها الى سابق عهدها ورفع عنه كل اشكال التعديات وتحويله الى مكان تجارى يصلح زيارته هذه الحملة التى بدأت تظهر معالمها على الكثير من العمران فى مصر يعتبر هذا المبنى من طراز النيوباروك بنقوشه وقبته الجميلة واكثر ما يميزه هو الاربع ملائكة الذين يحملون الكرة الارضية واما بنسبة للمهندس المعمارى أوسكار هورويتز فهو معماري يهودي نمساوي ولد فى 3اكتوبر 1881 فى مدينة جاجندورف فى النمسا والتى هى الان كرانوف فى جمهورية التشيك  ولقد درس العمارة في النمسا وجاء إلي القاهرة في الفترة 1913-1915م بني خلالها المبني التجاري تيرنج بميدان العتبة الخضراء وكان المقاول للمشروع هو ليون رولين فيلز.
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق