668 – فيلا بدران أو فيلا عبد الحليم حافظ أو مطعم الطابية المهندسين بالقاهرة مصر

فيلا بدران للمعماري جمال بكري والتي تعتبر من نماذج العمارة العضوية الفريدة بمصر والفيلا التي تم تصميمها في نهاية السبعينات لعائلة من الطبقة المتوسطة هي عائلة بدران وتحولت الان لمطعم ومقهى بما يصحب ذلك من تعديلات للواجهات والكتل والفرق كبير بين الصور زمان سنة 1984 والصور الان سنة 2017 وتقع هذه الفيلا في شارع السودان حسين خلاف واليمن سابقا  بالمهندسين بالقاهرة وقد بدأ التفكير في تصميمها كمسكن خاص عام 1968 حيث أصر المصمم أن يكون تصميمه صرخة احتجاج تقول للناس أن الشكل يعبر عن المضمون والكتلة تعبر عن فراغ ايجابي تحتويه وان النسيج المعماري لا يتشكل من خطوط ولا من كتل صماء بل من فراغ نظيف متالف مع منطق إنشائي وعلي مدي سنة ونصف من التفرغ الكامل خرج المصمم بهذا التصميم ومن الملاحظ أن المصمم استعمل الخطوط المنحنية بدلا من المعتدلة في تصميم هذا المسكن رجوعا منه للمنطق الطبيعي للأشياء ولأن من رأيه أن الخطوط المستقيمة في المنشأت الحضارية تجهد الجهاز العصبي ولذلك نهرب منها الي الطبيعة والتصميم هنا يحاكي المساكن التي يبنيها الفلاح بفطرته والتي تعبر عن صدقه مع نفسه والفكرة المعمارية لهذا المسكن هي أن تم تشكيل الفراغ الداخلي بطريقة تميل الي محاكاة الطبيعة بحيث ابتعد المصمم تماما عن الزوايا الحادة وتلاقي الخطوط المستقيمة لتكوين الفراغات والفيلا مكونة من دورين الدور الأرضي يحتوي علي حديقة مفتوحة وجزء اخر واسع ومبلط أسغله المصمم لتوفير مقاعد للجلوس والترويح ويشتمل الدور الأرضي أيضا علي جراج خاص وحجرة للحارس أما الدور الأول فقد صمم بحيث يكون هناك استغلال للمناسيب بين حجرات المسكن المختلفة ليحقق لكل منها خصوصيتها ويشتمل الدور الاول علي صالة مدخل وصالة للمعيشة والصالون والطعام فضلا عن جزء أخر يحتوي علي غرف النوم وغرفة المكتب وخدماتها ودور السطح الذي استغل في عمل تراس واسع بنيت في جانب منه دروة مرتفعة لتحقيق الخصوصية الوجز الأخر مفتوح ويستعمل أحد جوانب السطح صيفا لتوجيهه الي الشمال والجزء الأخر يستعمل شتاءا لتوافر الشمس فيه طوال النهار وهذا ما أمكن تحقيقه من استغلال موقع الفيلا ولقد كانت الفكرة الانشائية في البداية تقوم علي فكرة البناء بالطين ولكنها كانت فكرة بعيدة عن الإمكانيات المتاحة فكان اللجوء إلي استخدام الخرسانة المسلحة وكان الاتجاه هو ان تظل الخرسانة ظاهرة ولكن نظرا لضعف المهارات والامكانيات في العمالة لم يستطع المصمم أن ينفذ الفكرة فاستبدل البياض الذي هو من نفس عائلة الخرسانة وبنفس اللون والجدير بالذكر أن الفيلا تم بيعها الي كبابجي و كافيه الطابيه و قد وضع لافتة "مطعم للعائلات و لا يقدم الخمور" وطبعا مالك الكافيه لم يكتفي بتشويه الفيلا ب ملمسها الخرساني القديم المميز فقد وضع مصفوفات من الطوب لكي يُضفي شياكة تسُر الناظرين و قد اضاف في الدور الاول خطوط مستقيمة بعد انا ازال غرف النوم و اكتفى بترك التراس واصبح ليس لها محل من الإعراب فيلا كانت فى وقتها نتاج لتمرد على كل تقليدى سائد سواء من المالك أو المعمارى ويمكن حتى الصنايعية اللى اشتركوا فى بناؤها وقيل بأن حسن فتحى لما شاف الفيلا دى فى السبيعينات قال إن جمال بكرى ظاهرة معمارية لا تتكرر إلا كل ١٠٠ عام يا ترى لو جمال بكرى كان عايش دلوقتى وشاف اللى وصل له شغله ليت المعماري يبدأ دراسته من التكوينات الطبيعية الخلايا كيف تتشكل من وحدات نمطية والمنشأ العضوي كيف يتماسك بالهياكل العظمية والقنوات والشرايين والرئات كيف تعمل وتغذي المحتوي العضوي وتمتد سنون طويلة من إبداعات أخري مستلهمة من منابع ومؤثرات مختلفة تماماً منها ما ينفصل كلية عن محيطه ويرتبط أكثر بتلقائية المبدع الفنية تلقائية تتحكم في ابداعه فتصيغ الكتلة البنائية كما لو كانت أزميل بين أصابع نحات محترف يستنبط به أبعادا جمالية جديدة مجردة وعميقة خالية من أية تفاصيل زخرفية مباشرة وليت هذا الإنفصام بين العمارة والتخطيط أن ينتهي لنبدأ في تدريب العمراني من الواقع إلي الفكره الي الواقع الي الفكرة ومن المجسد الي المجرد وليس من تجريدات هندسية الي زخرفة حسية وفيلا بدران تعد درة هذا النمط الإبداعي فرغم بساطة المشروع وصغر حجمه وبعيداً عن الرؤية النمطية للمسكن كوظيفة يكتسب المبني شخصية وقيمة جمالية مميزة وسط محيطه العمراني حيث تلين خطوط وزوايا الكتلة تماما لتقترب في حساسيتها من كتل حجرية صقلت بحساسية يد نحات متمكن بينما تقف في بنية صلبة وحانية في آن واحد لتوائم وظيفتها كبيت ومسكن يأوي حتي انها تظهر من بعض زواياها كما لو كانت اول بناء حجري عرفه الانسان ونحته من الصخور ليكون مأواه من الطبيعة وهناك بعد أخر في اقامة المباني هو العنصر الجمالي وهو الذي يفرق بين ما يطلق عليه مبني وما يسمي عمارة فالعمارة اضافة الي تأديتها للوظائف الاجتماعية واحترامها الكامل لكل قوانين الانشاء واعتبارها لراحة الانسان وصحته فالعمارة تعتبر الصورة المرئية للمجتمع بكل زمان ومكان وذلك بالتعبير الجمالي للواقع الاقتصادي الاجتماعي بكل عقائده وأعرافه وما يحب وما يكره والجدير بالذكر أنها أشتهرت بفيلا عبد الحليم حافظ ولا أعرف ما سر هذه التسمية كما أن الفيلا ذكرت في العدد رقم 51 من مجلة عالم البناء الذاعة الصيت في التسعينيات للدكتور عبد الباقي ابراهيم والعدد تجده في الرابط التالي :
http://www.cpas-egypt.com/AR/benaa_Download_ar.htm




















هناك 12 تعليقًا:

  1. سعر الاكسنت في السودان

    اذا كنت ترغب فى معرفة سعر الاكسنت في السودان عليك زيارة موقعنا حيث اننا نمتلك الكفاءة والخبرة الطويلة فى هذا المجال العديد من السنوات فمعنا سوف تستطيع الحصول على هذه الخدمة على اعلى مستوى من التميز والاتقان وفى اسرع وقت ممكن حتى لا تنتظر الكثير من الوقت للحصول على الخدمة التى تريدها لذا يمكنك الان ان تتواصل معنا اذا اردت الحصول على معرفة سعر الاكسنت في السودان و غرف نوم للبيع في السودان و عصافير للبيع و انواع سيارة هوندا

    https://www.alsoug.com/

    ردحذف
  2. سعر الاكسنت في السودان


    اذا كنت تبحث عن اجهزة رياضية في السودان عليك زيارة موقعنا حيث اننا نمتلك الكفاءةوالخبرة الطويلة فى هذا المجال العديد من السنوات كما اننا لدينا افضل فريق من العمال المتخصصين والمدربين على أعلى مستوى والمتواجدون فى مختلف الأوقات لخدمة عملائنا لذا يمكنك الان ان تتواصل معنا اذا اجهزة رياضية في السودان و اسعار شاشات التلفزيون و سعر الاكسنت و مكيفات شباك رخيصة في السودان
    مكيفات شباك رخيصة في السودان


    https://www.alsoug.com/

    ردحذف