العماره في دوله البيرو

بيرو أو البيرو أو رسمياً جمهورية بيرو هي دولة في غرب أمريكا الجنوبية يحدها من الشمال الإكوادور وكولومبيا ومن الشرق البرازيل ومن الجنوب الشرقي بوليفيا ومن الجنوب تشيلي أما من الغرب فتطل على المحيط الهادي وكانت منطقة البيرو موطناً لحضارة نورتي شيكو وهي إحدى أقدم الحضارات في العالم وتلتها إمبراطورية الإنكا أكبر دولة في أمريكا ما قبل كولومبوس ولقد احتلت الإمبراطورية الإسبانية المنطقة في القرن السادس عشر وأعلنت تابعة للتاج الإسباني وبعد الاستقلال في عام 1821 شهدت البيرو فترات من الاضطرابات السياسية والأزمات المالية وفترات من الاستقرار والازدهار الاقتصادي وبيرو جمهورية ديمقراطية تمثيلية مقسمة إلى 25 منطقة تتنوع جغرافية البلاد من السهول القاحلة عند ساحل المحيط الهادئ إلى قمم جبال الأنديز والغابات الاستوائية في حوض الأمازون ويبلغ تعداد سكان البيرو 29,500,000 متعددي الأعراق يضم المزيج العرقي الهنود الأمريكيين والأوروبيين والأفارقة والآسيويين واللغة الرئيسية المستخدمة هي الإسبانية على الرغم من أن عدداً كبيراً من مواطني بيرو يتحدث كيشوا أو اللغات المحلية الأخرى وهذا الخليط من التقاليد الثقافية أدى إلى تنوع واسع ويرجع أقدم دليل على الوجود البشري في الأراضي البيروفية إلى سنة 10,560 قبل الميلاد وازدهر أقدم مجتمع متحضر في الأمريكيتين حضارة نورتي شيكو على ساحل المحيط الهادي في سنوات ما بين 3000 و1800 قبل الميلاد وتبع ذلك حضارات تاريخية مثل الكابيسنيك والشافيين والباراكاس والموشيكا والنازكا الواري والشيمو وفي القرن الخامس عشر صعدت حضارة الإنكا كدولة قوية وخلال قرن من الزمن تمكنت من تشكيل أكبر إمبراطورية في الأمريكيتين في فترة ما قبل قدوم كولومبوس واعتمدت المجتمعات الأنديزية على الزراعة باستخدام أساليب زراعية مثل الري وسلاسل الدعم كما كانت رعاية الجمال وصيد الأسماك من الأنشطة الهامة التي يقومون بها كما اعتمدت هذه المجتمعات على تبادل وإعادة توزيع الثروات حيث أنها لم تكن تعرف المال أو الأسواق في ذلك الوقت وامبراطورية الإنكا كانت أكبر امبراطورية في مرحلة ما قبل اكتشاف كولومبوس أمريكا والمركز السياسي والعسكري والإداري يقع في بيرو وتحديداً في مدينة كوسكو وفي الفترة ما بين 1524 و1526 اكتسح مرض الجدري حضارة الإنكا بعد انتقاله من بنما عبر الغزاة الإسبانيين أدى ذلك إلى موت حاكم الإنكا واينا كاباك وأغلب أفراد عائلته بالإضافة إلى وريثه وهو ما أدى إلى انهيار نظام الإنكا السياسي واندلاع الحرب الأهلية بين الأخوين أتوالبا وواسكار وتمكنت مجموعة من السكان الأصليين والكونكويستادور بقيادة فرانسيسكو بيسارو من هزيمة وأسر إمبراطور الإنكا أتاوالبا وطلب فرانسيسكو فدية من الذهب والفضة مقابل الإفراج عن أتاوالبا ومع أنه تم تسليمه غرفة من الذهب وغرفتين من الفضة إلا أن فرانسيسكو نكث العهد وقام بإعدام أتاوالبا وهو ما مكنه من احتلال إمبراطورية الإنكا وفرض الحكم الإسباني وبعد مرور عشر سنوات قام التاج الإسباني بإنشاء ممثلية التاج الإسباني في بيرو التي تضمنت جميع مستعمرات إسبانيا في أمريكا الجنوبية وقام ممثل التاج الإسباني فرانسيسكو دي توليدو بإعادة تنظيم الدولة خلال السبعينيات من القرن السادس عشر فقد اعتمد على إجبار الأمريكيين الأصليين على العمل حيث كان استخراج الفضة النشاط الاقتصادي الرئيس في البلاد ووفر استخراج المعادن الثمينة عائدات للتاج الأسباني ما أدى إلى إنشاء شبكة معقدة لتجارتها امتدت إلى أوروبا والفلبين خلال القرن الثامن عشر أدى انخفاض إنتاج الفضة والتنوع الاقتصادي في بيرو إلى انخفاض عائدات إسبانيا بشكل كبير وهو ما دفع أسبانيا إلى سن إصلاحات بوربون التي تكونت من مجموعة من القوانين التي زادت من الضرائب وقسمت ممثلية التاج الإسباني في بيرو أدى ذلك إلى إشعال ثورة توباك أمارو الثاني وثورات أخرى إلا أن الإسبان تمكنوا من هزيمتهم وخلال أوائل القرن التاسع عشر ظلت بيرو موالية للحكم الإسباني مع أن حروب الاستقلال اكتسحت أمريكا الجنوبية نظرا لتردد النخبة البيروفية في الاختيار ما بين الاستقلال أو الولاء للملكية الإسبانية ولم يتحقق الاستقلال إلا بعد الحملات العسكرية التي شنها خوسيه دي سان مارتان وسيمون بوليفار وخلال السنوات الأولى للجمهورية أدت الصراعات المستمرة على السلطة بين القادة العسكريين إلى عدم الاستقرار السياسي وخلال هذه الفترة تشكلت الهوية الوطنية للبيرو التي شهدت فشل مشاريع بوليفار لإنشاء اتحاد جنوب أمريكي وانهيار الوحدة ما بين بوليفيا والبيرو بعد إنشائها بفترة قصيرة وتمتعت بيرو بفترة من الاستقرار في ظل رئاسة رامون كاستيلاما بين الأربعينيات والستينيات من القرن التاسع عشر نتيجة زيادة إيرادات الدولة من صادرات ذرق الطيور إلا أنه مع بداية السبعينيات من القرن التاسع عشر تم تبذير هذه الموارد وأصبحت الدولة مديونة بشكل كبير وتزايد الاقتتال السياسي الداخلي ويعتبر المركز التاريخي في أريكويبا ثاني أكبر مدينة في بيرو الذي تأسس في عام 1540 صنفته اليونيسكو على أنه أحد مواقع التراث العالمي في عام 2000 وتمكنت تشيلي من هزيمة البيرو خلال حرب المحيط الهادئ التي وقعت ما بين 1879-1883 وهو ما أدى إلى خسارة البيرو لمقاطعتي تاراباكا وأريكا وفقا لمعاهدة ليما ومعاهدة وأريكا خلال احتلال تشيلي للبيرو قامت السلطات التشيلية بتحويل جامعة سان ماركوس الوطنية وقصر المعارض إلى ثكنات عسكرية كما داهمت كليات الطب والمؤسسات التعليمية الأخرى وعبثت بمحتويات المكتبة الوطنية البيروفية وقامت بنقل الآلاف من الكتب بما في ذلك العديد من المجلدات والكتب التي ترجع إلى قرون مضت بالإضافة إلى رأس المال إلى سانتياغو كما نقلت مجموعة من الآثار والأعمال الفنية التي كانت تزين المدينة وبعد انتهاء الحرب حدثت نزاعات داخلية تبعتها فترة من الاستقرار استمرت حتى بداية نظام أوغوستو ليجويا الاستبدادي وتسبب الكساد الكبير بسقوط ليجويا وتجدد الاضطراب السياسي وظهور التحالف الشعبي الثوري الأميركي أبرا حيث تمحورت السياسية البيروفية على مدى العقود الثلاثة التالية حول التنافس بين أبرا وتحالف من النخبة العسكرية والسياسية في البيرو وفي عام 1968 قامت القوات المسلحة بقيادة الجنرال هوان فيلاسكو ألفارادو بالانقلاب ضد الرئيس فرناندو بيلوندي وقام النظام الجديد بإصلاحات جذرية تهدف إلى تعزيز التنمية ولكنه فشل في كسب تأييد واسع النطاق وفي عام 1975 تم استبدال فيلاسكو بالقوة من قبل الجنرال فرانسيسكو موراليس بيرمودز الذي قام بإيقاف الإصلاحات وأشرف على إعادة الديمقراطية وخلال الثمانينيات من القرن العشرين واجهت البيرو ديونا خارجية كبيرة وتزايدا في معدلات التضخم وطفرة في تهريب المخدرات وعنفا سياسيا هائلا وقد لقي 70,000 شخصا مصرعهم خلال الصراع بين قوى الدولة وعصابات الشيوعيين الماوية وأثناء رئاسة ألبرتو فوجيموري (1990-2000) بدأت الدولة بالتعافي ولكن الاتهامات بالاستبداد والفساد وانتهاك حقوق الإنسان اضطرت فوجيموري إلى تقديم استقالته بعد انتخابات عام 2000 المثيرة للجدل ومنذ نهاية نظام فوجيموري وبيرو تحاول محاربة الفساد مع الحفاظ على النمو الاقتصادي وقد تولى الرئيس آلان غارسيا رئاسة الدولة منذ عام 2006.
الرمز الرسمي
الخريطه



العمله