العمارة في نيوزيلندا

نيوزيلندا هي دولة جزيرة في جنوب غرب المحيط الهادئ وتتألّف من جزيرتين الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية وعدد من الجزر الصغيرة أبرزها جزيرة ستيوارت راكيورا وجزر تشاتام والاسم الأصلي لنيوزيلندا بلغة الماوري هو أوتياروا والتي تعني أرض السحابة البيضاء الطويلة وتضم نيوزيلندا أيضاً جزر كوك ونييوي ذاتية الحكم ولكن بارتباط حر وتوكلو وتابعية روس مطالب نيوزيلندا الإقليمية في القارة القطبية الجنوبية وتبرز نيوزيلندا بعزلتها الجغرافية حيث تقع حوالي 2000 كيلومتر 1200 ميل إلى الجنوب الشرقي من أستراليا عبر البحر التاسماني وجيرانها الأقرب هم إلى الشمال كاليدونيا الجديدة وفيجي وتونغا وخلال عزلتها الطويلة تطورت في نيوزيلندا حيوانات مميزة تهيمن عليها الطيور والتي انقرض العديد منها بعد وصول البشر والثدييات التي أدخلوها وغالبية سكان نيوزيلندا من أصل أوروبي بينما الماوري الأصليون هم أكبر أقلية يشكل الآسيويون وغير الماوري البولينيزيون أيضاً مجموعات أقلية كبيرة ولا سيما في المناطق الحضرية واللغة الأكثر شيوعاً هي الإنكليزية وتعد نيوزيلندا من البلدان المتقدمة حيث تصنف عالياً في التصنيفات الدولية في العديد من المواضيع بما في ذلك التعليم والحرية الاقتصادية وانعدام الفساد كما تصنف مدنها أيضاً باستمرار بين الأكثر ملاءمة للعيش في العالم وإليزابيث الثانية هي ملكة نيوزيلندا وقائدة الدولة ويمثلها الحاكم العام بينما يمارس السلطة السياسية التنفيذية مجلس الوزراء النيوزيلندي ونيوزيلندا واحدة من أواخر الأراضي استيطاناً في العالم أول من استوطن الجزيرة كانوا البولينيزيين الشرقيين الذين وفقاً لمعظم الباحثين وصلوا البلاد بالزوارق في حوالي 1250-1300 م واقترح بعض الباحثين موجات أبكر من الوافدين تعود إلى 50-150م وهؤلاء الشعوب إما ماتوا في الجزر أو تركوها وعلى مر القرون التالية طور هؤلاء المستوطنون ثقافة متميزة تعرف الآن باسم الماوري تم تقسيم السكان إلى إيوي قبائل وهابو بطون والتي قد تتعاون أو تتنافس أو تتحارب في بعض الأحيان مع بعضها البعض في مرحلة ما هاجر الماوري إلى جزر تشاتام حيث طوروا ثقافة الموريوري المتميزة وأول من وصل نيوزيلندا من الأوروبيين المستكشف الهولندي أبل تسمان يانسزونفي 1642 وقتل أربعة من أفراد الطاقم الأوروبيين ولم يزر الجزر أي من الأوروبيين حتى رحلة المستكشف البريطاني جيمس كوك بين 1768-1771 وصل كوك نيوزيلندا في عام 1769 ورسم خريطة الساحل بأكمله تقريباً زار نيوزيلندا بعد كوك العديد من الأوروبيين والأمريكيين بغرض صيد الحيتان والفقم والتجارة تاجروا الأغذية والبضائع الأوروبية وخاصة الأدوات المعدنية والأسلحة مقابل الخشب والغذاء والماء والتحف الماورية وعدلت البطاطا والبنادق من وجه الزراعة والحرب الماورية على الرغم من أن حروب البنادق الناجمة توقفت بعد تعديل الخلل في تسلح القبائل بدأ المبشرون المسيحيون بالاستقرار في نيوزيلندا منذ أوائل القرن التاسع عشر وفي نهاية المطاف تحول معظم السكان الماوري على الرغم من أن نجاحاتهم الأولية كانت أساساً بين العناصر الساخطة في المجتمع وبسبب انعدام القانون في المستوطنات الأوروبية وتزايد الاهتمام الفرنسي في المنطقة قامت الحكومة البريطانية بتعيين جيمس باسبي كمقيم بريطاني إلى نيوزيلندا في عام 1832 فشل باسبي في فرض القانون والنظام في الاستيطان الأوروبي لكنه أشرف على تشكيل العلم الوطني الأول في 20 مارس 1834 بعد أن تم إيقاف سفينة نيوزيلندية غير مسجلة في أستراليا في أكتوبر 1835 بعث القبائل المتحدة الغامضة في نيوزيلندا إعلان الاستقلال إلى الملك وليام الرابع ملك المملكة المتحدة وطالبين منه الحماية دفعت الاضطرابات المستمرة والوضع القانوني لإعلان الاستقلال بوزارة المستعمرات لإرسال الكابتن وليام هوبسون من البحرية الملكية إلى نيوزيلندا لفرض سيادة التاج البريطاني والتفاوض على معاهدة مع الماوري وقعت معاهدة وايتانغي في خليج الجزر في 6 فبراير 1840جرت صياغة الوثيقة بطريقة ضعيفة واستمر الارتباك والاختلاف حول ترجمة الوثيقة رغم ذلك تعد المعاهدة كوثيقة ميلاد نيوزيلندا كأمة ويعتبرها الماوري كضمانة لحقوقهم رداً على محاولات شركة نيوزيلندا الساعية لإقامة مستعمرة منفصلة في ويلينغتون والمطالب الفرنسية في أكاروا وهوبسون أعلن الجنرال الحاكم السيادة البريطانية على كامل نيوزيلندا يوم 21 مايو 1840 نشر إعلانان في جريدتي أدفرتايزر نيوزيلندا وإصدار غازيت خليج الجزر في 19 يونيو 1840 مؤكداً على أساس الاكتشاف الحقوق السيادية لجلالتها على الجزر الجنوبية لنيوزيلندا والتي تعرف باسم الجزيرة الوسطى الجزيرة الجنوبية وجزيرة ستيوارت والجزيرة التي تسمى الجزيرة الشمالية والتنازل عن السيادة لصاحبة الجلالة توسع الإعلان الثاني حول كيفية السيادة على الجزيرة الشمالية بموجب المعاهدة في فبراير وتحت الحكم البريطاني كانت نيوزيلندا في البداية جزءاً من مستعمرة نيوساوث ويلز لكنها أصبحت مستعمرة تاج منفصلة في 1841 في البداية اختار هوبسون مدينة أوكياتو عاصمة في عام 1840 قبل نقل مقر الحكومة إلى أوكلاند في 1841 وصلت أعداد متزايدة من المستوطنين الأوروبيين إلى نيوزيلندا وخاصة من الجزر البريطانية كانت الماوري في البداية حريصين على التجارة مع باكها الأوروبيون بلغة الماوري حيث أصبحت العديد من القبائل غنية مع ازدياد أعداد المستوطنين بدأت الصراعات على الأرض وأدت إلى حروب أرض نيوزيلندا في الستينيات والسبعينيات من القرن التاسع عشر مما أدى إلى فقدان ومصادرة الكثير من أراضي الماوري لا تزال تفاصيل الاستيطان الأوروبي والاستيلاء على أراضي الماوري مثيرة للجدل وتشكلت حكومة ممثلة لتلك المستعمرة في عام 1852 بعدما مرر في المملكة المتحدة قانون نيوزيلندا 1852 اجتمع البرلمان النيوزيلندي الأول في عام 1854 في عام 1856 أصبحت نيوزيلندا مستعمرة ذاتية الحكم مع منح الحكومة المسؤولية على جميع المسائل المحلية الأخرى عدا سياسة الأصليين ستنقل السلطة في هذا الصدد إلى الإدارة الاستعمارية في ستينيات القرن التاسع عشر وفي 1863 مرر رئيس الوزراء ألفريد دوميت قراراً بنقل العاصمة إلى مكان في مضيق كوك وذلك بسبب القلق على ما يبدو أن الجزيرة الجنوبية قد تشكل مستعمرة منفصلة نصح المفوضون من أستراليا الذي اختيروا لوضعهم المحايد بويلينغتون كعاصمة مناسبة بسبب مينائها وموقعها المركزي ونقل البرلمان إلى تلك المدينة رسمياً للمرة الأولى في عام 1865 في عام 1893 أصبحت نيوزيلندا البلد الأول في العالم الذي يمنح جميع النساء الحق في التصويت وفي عام 1907 أعلنت نيوزيلندا نفسها دومينيون داخل الإمبراطورية البريطانية في عام 1947 اعتمدت البلاد النظام الأساسي لوستمنستر مما جعل من نيوزيلندا عضواً في عالم الكومنولث على الرغم من أن بريطانيا عملياً لم تعد تلعب دوراً هاماً في إدارة نيوزيلندا منذ فترة طويلة أصبحت البلاد أكثر استقلالية من الناحية السياسية ومع ذلك أصبحت أكثر اعتماداً اقتصادياً في تسعينيات القرن التاسع عشر سمح الشحن المبرد بتصدير اللحوم ومنتجات الألبان إلى بريطانيا وهي تجارة وفرت الأساس للنمو الاقتصادي القوي في نيوزيلندا وكانت نيوزيلندا عضواً متحمساً في الإمبراطورية البريطانية حيث شاركت في القتال في حرب البوير والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ولا سيما في معركة بريطانيا ودعمت بريطانيا في أزمة قناة السويس كانت البلاد جزءاً من الاقتصاد العالمي وعانت كما عانى آخرون في الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي أدى الكساد إلى انتخاب الحكومة العمالية الأولى التي أنشأت دولة الرفاهية الاجتماعية الشاملة ووظفت مفهوم الحمائية في الاقتصاد وشهدت نيوزيلندا رخاء متزايداً بعد الحرب العالمية الثانية بيد أن بعض المشاكل الاجتماعية طفت على السطح بدأ الماوري في مغادرة الحياة الريفية التقليدية والانتقال إلى المدن بحثاً عن العمل تطورت في النهاية حركة احتجاج ماورية انتقدت المركزية الأوروبية وعملت لمزيد من الاعتراف بثقافة الماوري ومعاهدة وايتانغي التي شعروا بأنه لم يتم الوفاء بها بالكامل وفي عام 1975 تشكلت محكمة وايتانغي للتحقيق في الانتهاكات المزعومة للمعاهدة ومكنت من التحقيق في المظالم التاريخية في عام 1985 كما هو الحال في غيرها من الدول المتقدمة تغير تسارع التطورات الاجتماعية في السبعينات وتبدلت الأعراف الاجتماعية والسياسية وأدت عضوية بريطانيا في السوق الأوروبية المشتركة في 1973 إلى تراجع كبير في قدرة نيوزيلندا على الوصول إلى أكبر أسواقها السابقة وفي عام 1953 ذهب ثلثا صادرات نيوزيلندا إلى بريطانيا لكن بحلول عام 2003 انخفضت هذه النسبة إلى 4.65 ٪ أدى هذا والصدمات النفطية في السبعينات إلى تغييرات هامة اقتصادية واجتماعية خلال الثمانينيات في ظل حكومة حزب العمل الرابعة والتي قادها روجر دوغلاس وزير المالية والذي يشار إلى سياساته عادة باسم روجرنوميكس.
الرمز الرسمي
الخريطة
العملة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق