متحف مركب الشمس والتى تعرف باسم متحف مركب خوفو وقد عثر عليه عالم الاثار الراحل كمال الملاخ فى عام 1954 فى الجهة الجنوبية لهرم خوفو أثناء تنظيف هذه المنطقة من الرمال المحيطة بها كان المركب راقدا فى حفرة منحوته فى الصخر تبعد حوالى 18 مترا عن قاعدة الهرم كما تم أكتشاف مركبا آخر يقطن بحفرة تقع غربى حفرة هذا المركب ومازالت مغلقة حتى يحين الوقت لإخراج المركب الذى بداخلها وهناك ثلاث حفرات أخرى نستطيع أ ن نراها فى الجانب الشرقى لهرم خوفو كانت مخصصة لدفن مثل هذه المراكب ولم يعثر فيها على شىء يذكر وبذلك يصل عدد الحفرات المكتشفة حول الهرم الأكبر حتى الأن خمسة حفرات وكلها تخص الملك خوفو أما المراكب الوحيدة التى عثر عليها قبل ذلك فقد كانت فى منطقة دهشور ويرجع تاريخها الى الأسرة الثانية عشرة تم عرض مركبان منها فى المتحف المصرى والثالثة فى متحف التاريخ الطبيعى فى الولايات المتحدة الأمريكية واستخدم المصريون القدماء المراكب فى أغراض شتى دنيوية كالصيد والحروب والانتقال بها على صفحة النيل وغيرها كما استخدموها فى أغراض دينية أيضا إما كمراكب للإله توصع فى قدس أقداس المعبد حيث ينتقل بها تمثال الإله على أكتاف الكهنة أثناء الإحتفالات الدينية أو مراكب شمس فقد كان إعتقادهم أن الإله رع المتمثل فى قرص الشمس ينتقل عبر صفحة السماء أثناء النهار من الشرق إلى الغرب فوق مركب إلهى وأثناء الليل من الغرب الى الشرق فوق ظهر مركب إلهى آخر وأطلقوا على هذه المراكب مراكب الشمس ولذا فقد صنع ملوك الدولة القديمة مثل هذه المراكب ودفنوها معهم حتى يستطيعوا بعد رحيلهم من الحياة الدنيا ان ينطلقوا ويعبروا بها إلى الأبدية مع الإله رع أما مركب خوفو هذا فقد أطلق عليه مكتشفة مركب الشمس ولكنه حتى الآن لم يتم التحديد بعد اذا كان مركب شمس أم مركب جنائزى من مجموعة مراكب الملك خوفو التى استخدمها فى رحلته من مقره الدنيوى إلى مكان دفنه ومهما كانت النتائج فإنه قد ألقى الضوء على صناعة المراكب فى مصر القديمة وقد تم عرض المركب داخل المتحف الخاص به والذى أنشىء من أجلة وفى المكان الذى اكتشف فيه حول منطقة الحفرة التى كان مدفونا فيها وقد تم تصميم هذا المتحف على شكل مركب ضخم ليتلاءم مع طبيعة الأثر المعروض به وأحيط بالمركب ثلاث ممرات بمستويات مختلفة وبذلك يمكن رؤيته من أسفل ومن أعلى ومن الجوانب أيضا وكذل أرضية وتكون الزيارة في اتجاه واحد وتم تغطية جميع الواجهات بالزجاج الشفاف حتى إعطاء فرصة للزائر من داخل المتحف برؤية الهرم ويعيطة إحساسا أنه داخل المنطقة الأثرية وهذا الزجاج من النوع الذى يساعد على العزل الحراري والصوتي كما تم تكييف المتحف تحت درجة حرارة ورطوبة مناسبة لتساعد على حفظ الأثر وينتقل الزائر من صالة المدخل إلى صالة أخرى للاستراحة وبعد أن يعبرها يرى فى الجهة الجنوبية الحفرة التى عثر فيها على المركب وقد أصبحت هذه الحفرة من المعروضات بالمتحف ويبلغ طولها حوالى 31 مترا وعرضها 2.60 مترا وعمقها 3.5 مترا وعدد الكتل الحجرية التى كانت تغطى هذه الحفرة 41 كتلة من الحجر الجيري متوسط وزن الكتلة حوالى 18 طنا وطولها 4.5 مترا وارتفاعها 1.80 مترا ومازالت بعض الكتل تغطى جزء منها والباقي معروض خارج المتحف ولقد ظلت الأجزاء الخشبية للمركب محفوظة داخل هذه الحفرة ما يقرب من 4700 عام وعندما عثر عليه كان مفكك ا إلى 650 جزء وكانت هذه الأجزاء مرتبة بدقة وعناية شديدة وقد قامت هيئة الآثار بتجميعه وترميم أجزاءه حتى وصل إلى الشكل الذى كان عليه قبل دفنه أما الجهة الشماليه فنجد بها خمسة قاعات معروض بها صور فوتوغرافية مكبرة تبين مراحل العثور على المركب وعن حالته وهو مفكك قبل رفعه من داخل الحفرة كما يعرض ايضا بعض الحبال الأصلية وجزء من الحصير الذى عثر عليه فى حفرة المركب كان مستخدما لتغطية المقصورة الملكية لحمايتها من حرارة الشمس وكذلم تم عرض نموذجا خشبيا بنسبة 10:1 من الحجم الطبيعى للمركب وتم تحميل المركب على قاعدة من الأعمدة والقوائم الحديدية وبذلك ارتفع عن مستوى الأرض بحوالى ثمانية أمتار ونصل إليه بسلم يؤدى بنا إلى مستوى المركب لنراه بأكمله ويبلغ طول المركب 43.4 مترا وأقصى عرضه 5.9 مترا وأقصى أرتفاع لقدمته ستة أمتار وترتفع مؤخرته إلى سبعة أمتار ويتكون من معصورة ملكية مقسمة إلى حجرتين متداخلتين إحداهما صغيرة فى اتجاه المقدمة والثانية كبيرة يفصلها عن الحجرة الأولى باب يمكن غلقة اما سقف المقصورة فهو مزدوج ومحمول من الداخل على ثلاثة من الأعمدة النخيلية ومحاطة من الخارج بـ 36 عمود وفى مقدمة المركب مقصورة أخرى صغيرة كانت مخصصة لقائد المركب ويوجد على جانبى المركب عشرة مجاديف خمسة منها لكل جانب تتراوح أطوالها بين 6.5 مترا 8.5 مترا بالإضافة الى مجدافين آخرين فى مؤخرة المركب كانا يقومان مقام الدفة والمركب مصنوع من خشب الأرز المجلوب من لبنان وتم بناؤه بطريقة إستخدام الربط بالحبال التى تتخلل ثقوب طولية وعرضية بالإضافة الى تعشيق الألسنة الخشبية وبهذا نستطيع القول بأن مركب خوفو قد كشف اللثام لنا عن صناعة المراكب فى الدولة القديمة وأعظم مركب عثر عليه حتى الآن فى مصر الفرعونية.