هرم هوارة احد اهرامات الفيوم أو الهرم الأسود لقد بنى الفرعون أمنمحات الثالث هرم هوارة وهو السادس بين فراعنة الأسرة الثانية عشرة وكان حكمه حوالى سنة 1850 ق.م ولأن هرم هوارة بنى أصلاً بالطوب اللبن المكسى بالحجر الجيرى بقرية هواره على بعد 9 كم جنوب شرق مدينة الفيوم يُطلق علي هرم هوارة أحياناً إسم الهرم الأسود وقد تمت كسوته بالحجر الجيرى وكان هرماً كبير الحجم و إرتفاعه 58 متر وطول كل ضلع 100 متر وكان يعلو القمة هرم صغير أما تخطيط بنيانه السفلى فكان غاية فى التعقيد وربما تأثر تصميم هذا الهرم بمجموعة زوسر الجنائزية فى سقارة وكان أول عمل خالف به أمنمحات الثالث من سبقه من ملوك الدولة القديمة هو أن جعل مدخل هرمه فى الجهة الجنوبية بدلاً من الجهة الشمالية التى اعتاد السابقون أن يجعلوا المدخل فيها حتى لا يهتدى اللصوص بسهولة إلى غرضهم ويصرفوا وقتاً طويلاً فى البحث عنه فى الجهة المعتادة وإمعاناً فى تضليل اللصوص صنع سلماً طويلاً ينحدر إلى حجرة تظهر كأنها مؤدية إلى حجرة الدفن أما الباب الحقيقى لغرفة الدفن فكانت تؤدى إليه فتحة أرضية من ممر قصير وكان هذا المدخل مسدوداً بحجر ضخم يزن خمسة وأربعين طناً أما حجرة الدفن فقد نحتت أولاً فى الصخر الأصم على شكل مستطيل وقد وضع فى تجويفها كتلة واحدة من حجر الكوارتسيت المصقول ثم أُفرغت هذه الكتلة بدقة فائقة حتى صارت تكوّن حجرة ذات جدران أربعة سمكها حوالى نصف متر وطولها أقل من سبعة أمتار قليلاً وعرضها حوالى مترين ونصف وكان وزنها بعد الفراغ من نحتها حوالى مائة وعشرة طناً ولكن اللصوص تمكنوا من الوصول الي حجرة الدفن عن طريق فتحة فى السقف ونهبوا اهم مافيها وفى وسط هذه الحجرة الجميلة المؤلفة من حجر واحد وُضِعَ التابوت المصنوع كذلك من حجر الكوارتسيت المصقول أما غطاء هذه الحجرة فكان مركباً من ثلاث كتل من الحجر نفسه تزن أكبرها حوالى 45 طناً وفوق هذه الحجرة أقيم بناء الهرم وقد بنوا الممرات الداخلية ونُحتوها بطريقة فنية رائعة لتضليل اللصوص الذين ينبشون ملوك الفراعنة لنهب الذهب والمجوهرات التى دُفنت مع الجثة وبنيت هذه الممرات من الحجر الصلب وحجرة الدفن تتكون من كتلة واحدة ضخمة من حجر الكوارتسيت ويصل وزنها الى 110 طن وليس لها باب لكن اللصوص تمكنوا من الوصول اليها عن طريق فتحة فى السقف ونهبوها وتقع قرية هوارة على بعد ستة أميال أو تسعة كيلومترات جنوب شرقى مدينة الفيوم وقد كان الإسم المصرى القديم لقرية هوارة هو حت وعرت والذى يعنى موقع القدم ثم عرفت بعد ذلك بإسم لابرنيس والذى يعتقد أنه مشتق من الإسم الأصلى لمعبد هوارة اللابرنت أو المعبد الواقع عند مصب البركة ويوجد بهوارة بقايا مجموعة الأهرام الخاصة بأمنمحات الثالث والهرم حالياً عبارة عن كومة من حطام الطوب اللبن والتى تبدو كتل طبيعى وقد قام بترى باكتشاف عدد 146 من أشهر تصاوير الفيوم الشخصية والتى يرجع تاريخها للقرن الأول وحتى الثالث الميلادى فى المقابر المحيطة بالأهرامات.