432 - قصر أنطونيادس بالأسكندريه مصر

حدائق وقصر أنطونيادس هي حدائق يرجع بعض المؤرخون تاريخ إنشائها إلي الفترة البطلمية في مصر وهي أقدم حدائق مدينة الإسكندرية في مصر وتعتبر من بين أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان علي مستوي العالم وكانت تقع ضمن ضاحية إيلوزيس أو جنات النعيم ولقد عاصرت هذه الضاحية أحداثاً تاريخية مهمة لملوك البطالمة وفي القرن التاسع عشر كانت ملكا لأحد الأثرياء اليونانين وكانت تعرف باسمه حدائق باستيريه حتي تملكها محمد علي باشا وأقام قصرا له بها وفي عام 1860 م عهد من قبل الخديوي إسماعيل إلى الفنان الفرنسي بول ريشار بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس التي أقام بها الخديوي إسماعيل أثناء زيارته لفرنسا وكانت مساحة الحدائق آنذاك نحو 50 فداناً بل وصلت مساحة الحدائق نتيجة التوسعات التي أمر بها الخديوي إسماعيل الي محل نادي سموحة حاليا وأضيفت وقتها عدد كبير من الأشجار والنباتات النادرة الي الحديقة حيث عرف عن الخديوي إسماعيل ولعه بصيد الطيور بها انتقلت ملكية القصر والحدائق الي أحد الأثرياء وهو البارون اليوناني جون أنطونيادس العام1860 م والذي سميت الحدائق باسمه لاحقا وقد ظل جون أنطونيادس زمناً بالقصر وعندما توفي عام 1895 م آلت الحدائق والقصر بالميراث لابنه أنطوني الذي نفذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية العام 1918 م وتوجد بالحديقة مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة الكاملة الحجم لشخصيات أسطورية وتاريخية منها تماثيل فينوس آلهة الجمال وهي تحمل مرآة كبيرة تعكس أشعة الشمس في الصباح تجاه نوافذ القصر الجنوبية أيضا تماثيل تمثل الفصول الأربعة إضافة لأسود مصنوعة من المرمر ومن حدائق أنطونياديس حديقة المشاهير والتي تضم تماثيل لفاسكو دي جاما وكريستوفر كولومبس وماجلان وكذلك حديقة النزهة ومسرح أنطونيادس و حديقة الورد التي صممها المهندس الفرنسي ديشون ومساحتها 5 أفدنة ويوجد بها نافورة مياه يتوسطها تمثال رخامي كما يوجد بها أصناف كثيرة من الورود والأزهار النادرة وقعت اتفاقية الجلاء عام 1936 م بين الحكومة المصرية برئاسة حزب الوفد والحكومة البريطانية للانسحاب من مصر إلى منطقة القناة وتم غرس شجرة بمدخل القصر تخليدا لهذه المناسبة واستضاف القصر ملوكا أثناء اقامتهم في الأسكندرية منهم ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا واسبانيا وألبانيا حيث أقام في قصر أنطونيادس لفترة الملك زوغ الأول ملك ألبانيا وزوجته الملكة جيرالدين بعد خروجهم من البلد عقب اجتياح مملكة إيطاليا الفاشية في فترة حكم رئيس الوزراء بينيتو موسيليني وأقامت ابنة الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية امبراطورة إيران وزوجها الامبراطور محمد رضا بهلوي شاه إيران السابق بالقصر في الشهور الأولى من الزواج ولقد شهد القصر الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية العام 1944 م وشهدت الحدائق تطويرا ملحوظا في عهد فوزى معاذ عندما كان يديرها المهندس سعيد صبره وكانت تستضيف في المسرح حفلات ليالى التليفزيون وحفلات العيد القومى للإسكندرية وقد عاني القصر وجزء من الحدائق لبعض الاهمال لكن محافظة الأسكندرية في فترة اللواء عبد السلام المحجوب سلمت ملكية الحديقة الي مكتبة الأسكندرية وذلك لجعلها مركزا ثقافيا عالميا لحوض البحر المتوسط ويخدم دول حوض البحر المتوسط وليكون مقراً لحوار الحضارات والثقافات لحوض المتوسط وحلقة للاتصال بين الشمال والجنوب وتولي مركز دراسات الإسكندرية ودراسات حوض البحر المتوسط التابع لمكتبة الإسكندرية بالاتفاق مع مجموعة أوناسيس العالمية اليونانية لكي تضم الحديقة متحفا لحضارات البحر المتوسط وقاعة للمؤتمرات ومكتبات وموقعا للحفلات مستويات مختلفة وما زالت الحدائق انطونيادس والنزهة والورد تابعة لوزارة الزراعة حيث يشرف عليها ويديرها معهد بحوث البساتين أحد معاهد مركز البحوث الزراعية وذلك تبعا للقرار الجمهورى عام 1986 وفي حين أن القصر فقط تم منحه لمكتبة الإسكندرية مع الحديقة الامامية للقصر في حدود مساحة 2 فدان ليكون مركز ثقافى متميز وما زال منذ منح القصر لمكتبة الإسكندرية في عام 2004 وحتى الآن في مراحل الترميم ولم يقم به أي نشاط أو يفتح للزيارة وحديقة انطونيادس والبالغ مساحتها في حدود 45 فدان هي حديقة نباتية عالمية تحتوى على طرز ونظم التصميمات للحدائق بكل أنواعها من طرز عربية إسلامية وطرز يونانية وإيطالية وفرنسية وأيضا بها الطرز الهندسية والحرة لتصميم الحدائق كما أنها تحتوى على مجموعات نباتية نادرة ومعمرة ويقوم باحثون من قسم بحوث الحدائق النباتية بمعهد بحوث البساتين بالعمل على تطوير الحدائق بصفة مستمرة والتبادل النباتى بين الحدائق النباتية العالمية.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق