مدائن صالح - مساكن قوم ثمود
مدائن صالح كما وصفها القرآن الكريم تقع في واد واسع يمتد من الشمال إلى الجنوب و يبلغ أقصى عرض له ما يقرب من خمسة عشر كيلومتر ثم يضيق وهو يتجه إلى الجنوب إلى أن يصل إلى أقل من كيلومتر ويحيط بهذا الواد سلاسل جبلية شاهقة فالسلسلة الغربية الشمالية من الواد يصل إرتفاعها إلى ألف وخمسمائة متر عن سطح البحر بينما يصل ارتفاع السلسلة الجنوبية الشرقية إلى ألف متر أما ارتفاع أرض الواد المنبسطة فيبلغ ثمانمائة متر عن سطح البحرإن الشخص الذي يقف في مدائن صالح لا يمكن له أن يطلق على هذا السهل الواسع واديا بسبب عرضه البالغ ولكن الذي ينظر إليه من الجو ومن ارتفاع كاف يوقن بأن هذا المكان واديا كما ذكر في القران الكريم وتظهر الصور بعض البيوت والقبور التي نحتها قوم ثمود في هذه الصخور مما يدل على ما أتاهم الله من قوة ومهارة ولكن هذه البيوت المحصنة لم تحمهم من عذاب الله بعد أن كذبوا نبيهم صالح عليه السلام وقاموا بقتل الناقة التي خلقها الله من الصخر والتي هي معجزة باهرة وكافية لاقناعهم بصدق نبيهم وتقع مدائن صالح على بعد 22كم شمال شرق مدينة العلا الواقعة في شمال غربي المدينة المنورة وتبعد عنها 395 كم وتقع غرب مدينة حائل على بعد 411 كم ويطلق الحجر على هذا المكان منذ اقدم العصور ويستمد الحجر شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام ومن اصحابه المعروفين بقوم ثمود الذي جاء القرآن بذكرهم بأنهم رفضوا دعوة نبي الله صالح وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية وإن مقومات الاستقرار السكاني منذ قديم الزمان كانت متوفرة في موقع الحجر من حيث موقعها على طريق التجارة ووفرة الماء وخصوبة التربة والحماية الطبيعية المتمثلة في الكتل الصخرية الهائلة والمنتشرة في الموقع وعلى ذلك ليس من الغريب أن يكون تاريخ الاستقرار السكاني بالحجر أبعد من التاريخ الذي حدده العلماء وأفضل دليل على ذلك كتاب الله عز وجل الذي يؤكد أن الحجر كانت مقر لقوم ثمود رغم انه لم يعثر على تاريخ محدد لقوم ثمود بالحجر وقد سيطر اللحيانيون على الحجر بعد إن قضوا على السيادة الديدانية بالعلاواستمر حكمهم حتى تغلب الأنباط عليهم وقد أقام الأنباط مستوطناتهم الأولى في شمال الأردن وفلسطين وأٌقدم اثر لهم عثر عليه يعود القرن التاسع قبل الميلاد وبرز دورهم في المنطقة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني ميلادي وفي الحجر آثار ثمودية ونبطية ولحيانية قديمة ويبلغ عدد المدافن في مدائن صالح 131مدفناً منها 32 مدفناُ عرف تاريخها وتقع في الفترة من العام الأول قبل الميلاد وحتى العام 75ميلادي الحجر أو مدائن صالح من الأماكن الأثرية التي يمكن أن يطلق عليها المتحف المفتوح حيث يبلغ مساحة المنطقة الأثرية 13.39كم مربع وتضم هذه المساحة آثار قائمة وأخرى تنتظر الكشف عنها و الآثار القديمة وفي الحجر تتمثل في أماكن العبادة والنقوش الصخرية التي تركها الأقوام المتعاقبة وهي آثار ثمودية ولحيانية ونبطية ويبلغ عدد المدافن بمدائن صالح 131 مدفناً وتقع جميعها في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75ميلادية وهي تحمل ملامح فنية رائعة وغاية في الجمال فالمقبرة عند أصحاب الحجر لصاحبها وأسرته جيلاً بعد جيل كما نحت أعلاه لوحة سجل عليها وصيته وأن هذه المقبرة تخصه وتخص عائلته وأهل المنطقة المحليين يطلقون على هذه المدافن القصور لجمالها ومن هذه المدافن أو القصور إن شئت قصر الفريد وقصر العجوزوهو الاسم المعروف به عند أهل المنطقة ويحتل كتلة صخرية مستقلة وسط الرمال ذو واجهة شمالية تشبة واجهة الديوان والديوان وهو معبد نبطي عبارة عن مستطيل غير منظم نحت داخل الصخر وكان يستخدم لممارسة الطقوس الدينية ويصل طول تلك الغرفة 12.80 م و عرضها 9.80 م وارتفاعها 8م ومقابر الأسود وتعرف هذه المدافن بمقابر الأسود نسبة للمخلوقات المنحوتة على بعضها والتي تشبه الأسود وتضم هذه المدافن 21 قبراً وهي من الآثار الموجودة في العلا وهي مقابر لحيانية ومعينية تقع هذه المدينة التاريخية في منطقة العلا على بعد 400 كم شمال غرب المدينة المنورة ولقد سميت قديما باسم الهجرة وهي اكبر المواقع التي تحتوي آثارا لحضارة اﻷنباط جنوب البترآء الواقعة في اﻷردن و تضم مدائن صالح 131 مبنى متبقيا محفورا في الصخر و تعتبر شاهدا على العمارة النبطية و مهاراتهم في نقل و حفظ الماء عبر شق الصخور وعبر التاريخ كانت مدائن صالح محطة على طريق التجارة المتجه نحو بلآد الشام و في العصر الروماني تناقصت اهميتها بسبب تغير اتجاه التجارة نحو البحر اﻷحمر و في عهد الاسلام كانت محطة على طريق الحجاج الى مكة و وصفها الرحالة ابن بطوطة في رحلاته و ذكر وصف رمالها و مبانيها وتم اعتبارها موقعا اثريا منذ عام 1972 وفي عام 2008 أصبحت اول معلم تاريخي سعودي ضمن قائمة التراث العالمي التي تصنفها منظمة اليونيسكو .