المسجد النبوى
هو مسجد النبي محمد بن عبد الله رسول الإسلام وفيه دفن وثاني أقدس دور العبادة بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة ويقع في المدينة المنورة في غرب المملكة العربية السعودية والمسجد النبوي هو أحد ثلاث مساجد تشد لها الرحال في الدين الإسلامي فقد قال النبي محمد لا تُشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى في القدس ويعتقد المسلمون أن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما دونه من المساجد إلا المسجد الحرام فالصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة وعندما وصل النبى محمد إلى المدينة المنورة في ربيع الأول من العام الأول من هجرتهِ تحفه جموع المسلمين من المهاجرين والأنصار فبركت الناقة في أرض تقع في وسط المدينة فاشتراها النبي محمد من أهلها واختارها لتكون مسجداً يجتمع المسلمون فيه لأداء صلواتهم وعباداتهم وشرع مع أصحابه في بنائه وكان طوله سبعين ذراعاً وعرضه ستين ذراعاً أي ما يقارب 35 متراً طولاً و30 عرضاً وجعل أساسه من الحجارة والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار وجعل له ثلاثة أبواب وسقفه من الجريد وكان النبي محمد يبني معهم اللَّبِن والحجارة وروى البخاري قصة بنائه في حديث طويل عن أنس بن مالك وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاؤوا فقال يا بني النجار ثامِنوني بحائطكم هذا فقالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله قال فكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور المشركين وكانت فيه خِرَب وكان فيه نخل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل فقطع قال فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه خشبتان مثبتتان على جانبي الباب حجارة قال جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلّم معهم يقولون اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة ولما ازدحم المسجد وكثر المسلمون قام النبي محمد بتوسيعه وذلك في السنة السابعة من الهجرة بعد عودته من خيبر فزاد في طوله عشرين ذراعاً وفي عرضه كذلك وكانت أعداد المسلمين في المدينة تزداد يوما بعد يوم نتيجة الهجرة إليها فضاق المسجد النبوي بالمصلين وعندها قرر النبي محمد زيادة مساحته وبالفعل بدأ بعد فتح خيبر وذلك في السنة السابعة بتوسعة المسجد فزاده أربعين ذراعاً في العرض وثلاثين ذراعاً في الطول حتى أصبح المسجد مربع الشكل مائة ذراع في مائة ذراع ومع بقاء المسجد على حده الأول من جهة القبلة وكان عثمان بن عفان هو الذي اشترى هذه البقعة التي أضافها النبي محمد وتوالت التوسعات في عهد عمربن الخطاب وعثمان بن عفان وفي العهد الأموي والعباسي وفي عهد المماليك والعثمانيون وفي العصر الحديث أولت الحكومة السعودية المسجد النبوي عناية ورعاية منذ عهد مؤسس هذه الدولة الملك عبد العزيز وحتى وقتنا الحاضر فقد نال حظا وافرا من العناية والرعاية في هذه المرحلة لم يشهده في عصور سابقة وفيما يلي توضيح للتوسعات ومع تزايد أعداد المسلمين الذين يقصدون الديار المقدسة لأداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي بالمدينة أصبح المسجد النبوي يضيق بزواره وهذا ما جعل الملك عبد العزيز يذيع للعالم الإسلامي بيانا أعلن فيه اعتزامه تنفيذ مشروع توسعة الحرمين المكي والمدني بدءًا بالمسجد النبوي وهي تعتبر أكبر توسعة مرت على المسجد حتى ذلك الوقت حيث بلغ مساحتها 6024م والمساحة التي أزيلت في عمارة السلطان عبد المجيد هي 6247م فتكون مساحة العمارة السعودية 12271م وانتهى البناء عام1375هـ في عهد الملك سعود بن عبد العزيز وبعد هذه التوسعة أصبحت مساحة المسجد 16327م وأقيمت هذه العمارة من الخرسانة المسلحة من أعمدة تحمل عقود مدببة وقُسِّم السقف إلى مسطحات مربعة شُكِّلت على أنماط الأسقف الخشبية وعمل للأعمدة المستديرة تيجان من البرونز زخرفت بزخارف نباتية وكسيت الأعمدة بالموزايكو وغطيت قواعدها بالرخام وأقيم مئذنتان في الجهة الشمالية ارتفاع الواحدة 70 متراً وطول الجدار الشرقي الغربي 128 متراً والشمالي 91 متراً ولم يمض وقت طويل على هذه التوسعة حتى ضاق المسجد بالمصلين فتم هدم البيوت الواقعة شمال وغرب الحرم عام 1393هـ في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز وجعل عليها مظلات لحماية المصلين عن الشمس محاطة بسور وتم تبليطها بالرخام وأنارتها وتهويتها وتبلغ مساحتها 30406م وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز هدم جزاء آخر من البيوت غرب المضلات بمساحة قدرها 32401م وذلك عامي 1398/1399هـ وأضيفت إلى المظلات على نفس التصميم فبلغت المساحة الإجمالية للمظلات62807م وفي شهر صفر من عام 1405 للهجرة قام الملك فهد بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس لأكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي وفي شهر محرم من عام 1406 للهجرة بدأ العمل فعليا في مشروع توسعة وعمارة المسجد النبوي وكان من الضروري تأمين المساحة اللازمة لهذا المشروع الكبير فتم نزع ملكية ما يزيد عن 100.000 متر مربع من ملكيات الأراضي المجاورة للمسجد النبوي والتي كان يشغلها بعض المباني العالية وغيرها من المباني العادية والشعبية إضافة إلى بعض من المساحات الخالية وقد تم تعويض أصحاب هذه الملكيات تعويضا كاملا ويشتمل مشروع توسعة وعمارة المسجد النبوي على إضافة مبنىً جديدًا بمساحة 82.000 متر مربع يحيط ويتصل بمبنى التوسعة السعودية الأولى من المسجد النبوي من النواحي الثلاث الشمالية والشرقية والغربية وبإضافة تلك المساحة الجديدة تصبح المساحة الإجمالية للدور الأرضي الرئيسي للمسجد النبوي بما في ذلك مساحة مبنى التوسعة السعودية الأولى وما قبلها من توسعات حوالي 98.500 مترا مربعا