السودان يقع في شمال أفريقيا ويعتبر جزء من الشرق الأوسط جغرافيا وسياسيا وهو عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي والسمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى ومن الجنوب دولة جنوب السودان يقسم نهر النيل أراضي السودان إلى شطرين شرقي وغربي وينساب نحوه رافديه النيل الأزرق والنيل الأبيض ليلتقيا في الخرطوم ويتوسط السودان حوض وادي النيل الذي يلعب دوراً حيوياً في حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي علاقاته الخارجية والخرطوم أو العاصمة المثلثة كما تُعرف هي عاصمة السودان وسميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري ويعتبر السودان مهداً لحضارات قديمة استوطن فيه الإنسان منذ 5000 سنة قبل الميلاد ويتداخل تاريخ السودان القديم مع تاريخ مصر الفرعونية والتي كان السودان متداخلاً معها سياسياً على مدى فترات طويلة لاسيما في عهد الأسرة الخامسة والعشرين الفراعنة السود التي حكمت مصر ومن أشهر ملوكها طهراقة وبعنخي ويقع السودان بين خطي عرض 8.45 درجة و 23.8 درجة شمالاً وخطي طول 21.49 درجة إلى 38.24 درجة شرقاً وفي موقع جيوبولوتيكي مهم بين عدة مناطق استراتيجية فهو يشكل بوابة أو مفترق طرق وجسر بين أفريقيا خاصة منطقة القرن الإفريقي شرقاً ومنطقة الساحل غربا وحتى حوض السنغال وافريقيا شمال الصحراء الكبرى ومنطقة البحيرات الكبرى في الوسط وبينها وبين العالم العربي الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط وهو بذلك أحد معابر التفاعلات والهجرات والمؤثرات العربية الإسلامية جنوب الغابات الاستوائية في أفريقيا كما أنه ظل وحتى منتصف القرن الماضي الممر الرئيسي لقوافل الحجيج والتجارة من غرب أفريقيا إلى الأرضى المقدسة وشرق أفريقيا وشهد السودان حرباً أهلية استمرت منذ قبيل إعلان الاستقلال في عام 1956م حتى 2005 عدا فترات سلام متقطعة نتيجة صراعات عميقة بين الحكومة المركزية في شمال السودان الذي تقطنه أغلبية مسلمة وحركات متمردة في جنوبه الذي تسوده الديانة المسيحية والمعتقدات المحلية وانتهت الحرب الأهلية بالتوقيع اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً للحرب الأهلية بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان وأصبح إقليم جنوب السودان يتمتع بحكم ذاتي أعقبه استفتاء عام في عام 2011 حول البقاء موحداً مع السودان أو الانفصال وجاءت نتيجة الاستفتاء لهذا الخيار الأخير وفي عام 1989 م قاد العميد عمر البشير انقلاباً عسكرياً أطاح بحكومة مدنية برئاسة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وأصبح هو رئيساً لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ ثم رئيساً للجمهورية وإقترن ذكر بلاد السودان منذ قرون بعيدة بذلك النطاق الواسع من الأرض الذي يقع مباشرة جنوب مصر وكان قدماء المصريين يطلقون اسم تانهسو على المنطقة التي تقع جنوب مصر ويعنون بهذا اللفظ بلاد السود في حين ورد الاسم اثيوبيا في كتاب الإلياذة مرتين وفي الأوديسا ثلاث مرات للدلالة على المنطقة ذاتها وهو اسم مركب من لفظين باللغة الإغريقية وهما ايثو بمعنى المحروق وأوبسيس أي الوجه وبذلك يصبح اللفظ اثيوبيا مرادفاً لبلاد الوجوه المحروقة أو البشرة البنيّة أو السوداء اللون وجاء في موسوعة حضارة العالم إن المؤرخ اليوناني الشهير هوميروس قد ذكر بأن الألهة كانوا يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي كما ذكر عاصمتها مروي ووفقاَ لديودورس فإن السودانيين هم من أوائل الخلق علي وجه البسيطة وأنهم أول من عبد الآلهة وقدم لها الـقرابين وأنهم من علّم الكتابة للمصريين وفي العهد المروي كانت العلاقات وُدية بين البطالسة والسودانيين لاسيما في عهد بطليموس الثاني كما كانت العلاقـة وثيقة بين كوش واليونان وكذلك ورد اللفظ اثيوبيا في كثير من تراجم الكتاب المقدس العهد القديم بالمعنى ذاته وللدلالة على المنطقة جنوب مصر وتحدثت الترجمة اليونانية للكتاب المقدس العهد الجديد عما وصفته بخادم اثيوبي للملكة النوبية الكنداكة لكن النصوص العبرية في التوراة ذكرت اسم بلاد كوش مرات عديدة 37 مرة للإشارة إلى بلاد النوبة جنوب مصر وعُرّف كوش بأنه هو ابن حام ابن نوح وقد أطلق الأباطرة الأحباش على بلادهم اسم أثيوبيا بدلا عن الحبشة تماشياً مع الملك الحبشي إيزانا الذي احتل مروي عاصمة مملكة اثيوبيا الواقعة في شمال السودان حالياً والذي أطلق على نفسه ملك ملوك أثيوبيا وكان قدماء المؤرخين العرب قد ترجموا اللفظ الاغريقي إثيوبيا إلى بلاد السودان وتحت اسم السودان جمع قدماء المؤرخين العرب جميع الشعوب القاطنة جنوب الصحراء الكبرى مثل تكرور وغانة وصنهاجة وغيرهم يقول اليعقوبي في كتابه تاريخ اليعقوبي عن ممالك الحبشة والسودان إن أبناء نوح تفرقوا من أرض بابل وقصدوا المغرب فجازوا من عبر الفرات إلى مسقط الشمس وانقسم أولاد كوش بن حام وهم الحبشة والسودان عند عبورهم نيل مصر إلى فرقتين فرقة منهم قصدت البين بين المشرق والمغرب وهم النوبة والبجة والحبشة والزنج والأخرى قصدت الغرب وهم زغاوه والحسن والقاقو والمرويون ومرندة والكوكو وغانه وواضح إن سودان اليعقوبي يشمل منطقة الساحل في أفريقيا كذلك تعني بلاد السودان بلاد الشجعان وكان يستخدم بصفة عامة لكل بلاد الزنوج جاء في مقدمة ابن خلدون بأن كلمة السودان كلمة مرادفة للزنوج وقد أعتمدت الإدارة الاستعمارية البريطانية رسمياَ اسم السودان المصري الإنجليزي في اتفاقية الحكم الثنائي في عام 1899 والتي وقعها اللورد كرومر ممثلاَ لـبريطانيا العظمى وبطرس غالي وزير خارجية مصر آنذاك وكان الملك فاروق ملك مصر السابق يلقب بملك مصر والسودان وباستقلال البلاد في أول يناير 1956 أصبح اسمها جمهورية السودان أضيفت اداة التعريف باللغة الإنجليزية إلى النص الإنجليزي لتمييز الاسم الرسمي للبلاد عن السودان الجغرافي الذي يشمل منطقة الساحل الأفريقي لا سيما وأن تلك المنطقة كانت تعرف ابان حقبة الاستعمار الغربي لأفريقيا بـالسودان الفرنسي الذي شمل كلاً من تشاد والنيجر ومالي وكانت هذه الأخيرة تعرف باسم الجمهورية السودانية في عام 1959 ولكنها غيرت اسمها في عام 1960 إلى اسم مالي تيمناً بـ إمبراطورية مالي التي تأسست في القرن الثامن الميلادي واستمرت حتى احتلها المغاربة الموحدين سنة 1078 م وبعد انفصال جنوب السودان في استفتاء عام أجري في عام 2011 تنفيذا لـ اتفاقية السلام الشامل التي وقعت في بلدة نيفاشا بكينيا بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005 حافظ الجنوبيون على اسم السودان واطلقوا على دولتهم الوليدة اسم جمهورية جنوب السودان و السودان أيضاً اسم لبلدة في مقاطعة لامب بغرب ولاية تكساس في الولايات المتحدة يبلغ عدد سكانها 1039.
الرمز الرسمي
الخريطه
العمله