أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

39 - ضريح موسولوس

ضريح موسولوس في هاليكارناسوس من عجائب الدنيا السبع
اتخذ الملك اليوناني القديم موزول عام 337 قبل الميلاد من مدينة هليكارناسوس عاصمة لمملكته كاريا التي تقع غرب الأناضول تركيا حاليا تمتع هذا الملك بشهرة واسعة في عصره حيث كان ميالا لحياة البذخ و الترف مما دفعه لأن يشيد لنفسه و هو على قيد الحياة ضريحا فخمًا يتناسب مع مكانته والذي سرعان مااعتبر من عجائب الدنيا السبع القديمة لضخامته ونقوشه الباهظة التكاليف وزخارفها التي تتسم بالبذخ و العظمة وأطلق على هذا البناء في ذلك الوقت الموزوليوم وفي العصر الروماني أصبحت كلمة موزوول لفظا عاما يعني أي مقبرة ضخمة حتى أن تلك الكلمة أيضا أصبحت ترجمتها بالعربية في العصر الحالي ضريح حيث يطلق على أي مقبرة ذات تصميمات معمارية ضخمة ويذهب بعض الباحثين إلى الإعتقاد بأن زوجة الملك موزول التي كانت تدعى آرتميس هي التي شيدت لزوجها الضريح بعد وفاته وكان الضريح الذي لم يتبق منه شيء اليوم عبارة عن بناء مستطيل الشكل ارتفاعه الكلي يبلغ حوالي 45 مترا يتكون من ثلاثة أجزاء المستوى السفلي منه عبارة عن قاعة ضخمة من الرخام الأبيض يليه المستوى الثاني الذي يوجد به 36 عمودًا موزعة على جميع أجزاء البناء تحمل تلك الأعمدة سقفا على شكل هرم مدرج تعلوه عربة فاخرة ذات أربعة جياد وما يميز الضريح الأعجوبة هو النقوش البارزة والزخارف المنحوتة والتماثيل المتفاوتة الأحجام على الأعمدة وعلى جميع أركان الضريح التي كانت تحكي قصصا مصورة لبعض المعارك الأسطورية كما يوجد بقاعدته دهليز يؤدي إلى غرفة بها الكثير من الكنوز والتحف الذهبية كذلك كانت رفاة و عظام موزول التي تم حرقها طبقا للطقوس اليونانية ملفوفة في قماش مطرز بالذهب موضوعة داخل تابوت من الرخام الأبيض الفاخر ويوجد الآن مسجد في نفس المنطقة التي كان يوجد بها الضريح علوه 42 مترا ويحتفظ المتحف البريطاني ومدينة بوردوم في تركيا ببعض أجزاء منه