أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

402 - قصر أو مسرح الجم بتونس

قصر الجم أو مسرح الجم رابع أكبر المسارح الرومانية في العالم وأسمه الروماني كولوسيوم تيسدروس وأسمه في بعض الكتابات العربيه القديمه قصر الكاهنة وهو مسرح أثري يقع بمدينه الجم في ولاية المهديه في تونس ولقد أردج سنه 1979 علي لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو ويرجع إنشاؤه إلى العهد الروماني حيث بنى سكان مدينة تِيسْدْرُوسْ الجم حاليا الأثرياء منتجو زيت الزيتون مسرحا لهم إذ كان لرومانيّي المدينة مسرح آخر يتسع لـ 2000 شخص لم يبق من آثاره إلا القليل قرب مدينة الجم حاليا سنة 238 م في عهد حاكم مقاطعة أفريكا غورديان الأول حوالي 159 م - 238 م وهو الذي صار إمبراطورا رومانيًّا في منتصف نفس السنة وحكم لمدة 36 يوما قبل أن ينتحر في منزله بقرطاج إثر هجوم جيش نوميديا وهي المقاطعة الرومانية المجاورة على مقاطعة أفريكا لاسترجاع الحكم وأثناء الفتح الإسلامي لإفريقيا في أوائل القرن الثامن ميلادي احتمت به الملكة البربرية ضَمْيَا الملقبة بالكاهنة مع جيشها لمدة أربع سنوات إثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام حسان بن النعمان الغساني وهو الذي طلب الإمداد من عبد العزيز بن مروان إثر هزيمته في المعركة الأولى لذلك سمي قصر الجم في بعض الكتابات العربية القديمة قصر الكاهنة وفي عام 1695 م ثار السكان على محمد الثاني باي تونس المرادي آنذاك وتحصنوا بقصر الجم فبعد أن أخمد ثورتهم أمر الباي بهدم الجانب الغربي للقصر حتى لا يتحصن فيه غيرهم مستقبَلاً في ذلك العصر ويمثل قصر الجم رابع أكبر مسرح روماني في العالم بعد كولوسيوم روما ومسرح كابوا ومسرح بُوتِسْوُولِي وهو على حالة جيدة مقارنة بكولوسيوم روما تبلغ أبعاده الخارجية 148 م في 122 م وأبعاد حلبته 65 م في 39 م وهو كان يتسع لـ 35.000 متفرج ويقع تحت حلبته رِوَاقَان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى في الحلبة كما كانت هناك فتحتان من جانبي الحلبة لرفع الوحوش من أُسُود ونحوها والمصارعين من أسرى الحرب والمتجالدين حيث كان الوحوش والمصارعون يُأسَرُون في غُرَف تحت الحلبة وأقيمت في مسرح الجم في العهد الروماني مصارعات الوحوش ومعارك المصارعين وسباقات العربات حيث كان الشعب والنبلاء الرومانيون يجلسون لمشاهدة تلك الاستعراضات ولقد صار قصر الجم حاليا ركحا لأشهر الفنانين والموسيقيين العالميين إذ تقام فيه سنويا مهرجانات وحفلات لأهم الفرق العالمية خاصة منها السمفونيات وفرق موسيقى الجاز.