أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

69- جزيره القيامه

جزيرة العيد أو جزيرة الفصح أو جزيرة إيستر هي جزيرة تقع في المحيط الهادي الجنوبي وهي جزء من تشيلي موقعها يبعد بحوالي 3600 كيلومتر عن غرب تشيلي القارية وبحوالي 2075 كيلومتر شرق جزر بيتكيرن تعتبر إحدى أكثر الجزر المعزولة المسكونة في العالم إن الجزيرة مثلثية تقريباً في الشكل ومساحتها 163.6 كيلومتر مربع عدد سكانها 3791و 3304 منهم يعيشون في عاصمة هانجا روا إن الجزيرة مشهورة بالمواي العديدة وهي التماثيل الصخرية الموجودة الآن على طول الأشرطة الساحلية وإدارياً تعتبر محافظة تحتوي على بلدية واحدة من منطقة فالباريسو التشيلية وتحتوى جزيرة القيامة المنعزلة على المئات من التماثيل الغريبة المتشابهة والتماثيل عبارة عن نموذجا بشريا محددا بعضهم له غطاء مستدير حول الرأس يزن وحده 10 طن وكل تمثال منها يمثل الرأس والجذع فقط وأحيانا الأذرع وبلا أرجل ولقد تم صنع هذه التماثيل من الرماد البركانى بعد كبسه وضغطه ثم صقله وتسويته ويبلغ وزن كل تمثال 50 طن وطول كل منهم 32 مترا بالضبط ولم يستطع العلماء حتى الآن تفسير لغز هذه التماثيل المتماثلة المنتشرة في كل مكان بالجزيرة خصوصا على سواحلها ولقد تم اكتشاف الجزيرة بالصدفة عام 1722م حينما عثر عليها المستكشف الهولندى ياكوب روجينفين وجزيرة القيامة تقع في المحيط الهادئ الجنوبى وتقع على بعد 3700كم غرب تشيلي وقد حكمت تشيلي الجزيرة منذ عام 1888م وعندما عثر عليها المستكشف الهولندى ياكوب روغيفين كان ذلك في يوم يوافق عيد الفصح أو القيامة لذلك فقد أطلق عليها اسم العيد نفسه ولهذا يطلق عليها اسم جزيرة عيد الفصح أو جزيرة القيامة وفى عام 1914م زار الجزيرة فريق بحث بريطاني ثم تبعه فريق بحث فرنسي عام 1934م ولقد أظهرت نتائج الأبحاث أن الجزيرة كانت مأهولة بالسكان من شعب غير محدد من العصر الحجرى الأخير أى منذ حوالي 4500 عام قبل الميلاد وأنهم قاموا في القرن الأول الميلادى بصنع التماثيل الصغيرة التي في حجم الإنسان ثم بعد ذلك بقرون أمكنهم صنع هذه التماثيل الضخمة ويدل التاريخ بالكربون المشع أن كارثة رهيبة أصابت الجزيرة عام 1680م فتوقف العمل في التماثيل فجأة ورحل الجميع عن الجزيرة أو إختفوا تماما ثم جاء بعدهم شعوب أخرى من جزر ماركيز الفرنسية والتي على بعد 5 آلاف كيلومتر ليستقروا في الشمال الغربي من جزيرة القيامة وهم الآن سكانها الحاليون كما كانوا يطلقون على تلك التماثيل اسم مواى والجدير بالذكر أنها تدعى من قِبل المحليين رابانوي تي بيتو او تي هِنوا او بما معناه سُرة العالم بٍلُغة الرابانوي لغة شرقي بولينيسيا وبالرغم من صغرها الا انها غنية بتُراثها وجمالها الطبيعي وتعتبر جزيرة القيامة من أكثر الجزر عُزلة على الكرة الأرضية قبل اكثر من 1200 سنة وصل اليها مجموعة من البحارين الذين بدأوا بنحت أصنام حجرية عملاقة تدعى موآي بهيئة رجال من الصخور البركانية التي حيرَت علماء الآثار حول كيفية نقلها من المحاجر الى منصات خاصة مُشيدة لها على سواحل الجزيرة موآي بقبعات من الحجر البركاني الأحمر ويبلغ طول هذه الاصنام عشرات الاقدام كل منها منحوت من قطعة حجرية واحدة وبالرغم من انها تُطل على السواحل الا ان مُعظمها يُواجه الجزيرة أما أكبر موآي والذي لم يتم اكمال نحته فلا زال مُلقاً على أرض محجر رانو راراكو ويبلغ طوله واحد وعشرون متر أما وزنه فيُقدر بأكثر من 200 طن ولا زال هناك مئات الموآي في مختلف مراحل النحت مُوزعة على مُنحدر بُركان رانو راراكو ومطمورة في التراب بعمق من 20 الي40 قدم عدا الجزء البارز منها أما أغرب موآي على الجزيرة فهو الصنم الراكع الوحيد بيدين ورجلين تم العثور عليه عام 1955 م وبالقرب من الساحل تمكث صخرة ملساء كروية مُقدسة غير بركانية تُدعى تي بيتو تي كورا أو بما معناه سُرة الضياء يُعتقد بأنها تُمثل سُرة الأرض كما يُعتقد بأنه تم جلبُها من قِبل أول قائد يستعمر الجزيرة ويُقال بأن لهذه الصخرة طاقة مغناطيسية يُمكن الاحساس بها بالأيدي البعض يقترح بأن أصنامها منحوتة من قِبل اُناس من بيرو أمريكا الجنوبية والآخر يقول بأنهم ربما قدموا من بولينيسيا شرقي استراليا كما هنالك الكثير من النظريات حول كيفية نقلهم للأصنام العملاقة على امتداد سواحل الجزيرة وسُميت بجزيرة القيامة من قِبل الأميرال الهولندي جيكب روجيفين الذي قدِمَ اليها في يوم القيامة عام 1722 م وصلت اليها المسيحية من خلال المُبشرين الفرنسيين عام 1866 وفي عام 1996 أعلنت منظمة اليونسكو جزيرة القيامة لتكون موقع تراثي عالمي