أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

370 - كورنثيا الخرطوم أو برج الفاتح بالسودان

كورنثيا الخرطوم فندق من فئة خمسة نجوم يقع في وسط العاصمة السودانية الخرطوم عند التقاء فرعي النيل الأبيض والنيل الأزرق والفندق مملوك للحكومة الليبية وتديره شركة كورنثيا ولقد افتتح الفندق في 17 أغسطس 2008 تحت اسم برج الفاتح ثم غير الاسم لاحقا إلى كورنثيا الخرطوم يتألف الفندق من 18 طابقا وبه 173 غرفة 57 جناحا جميعها تطل على النيل وبه ستة مطاعم ومقاهي إضافة إلى ناد رياضي وناد صحي وملاعب للتنس والاسكواش تم بنائه وتجهيزه بتمويل من قبل الحكومة الليبية بقيمة اجمالية بلغت 130 مليون يورو وفي العاصمة السودانية وعلى ضفاف نهر النيل بمناظره الخلابة يقف مجمع برج الفاتح الذي يجسد حلما ليبيا تحول الى معلم معماري يتميز بفخامته وبلغت كلفة البرج المؤلف من 18 طابقا من الفولاذ والزجاج والمصمم على شكل بيضة او حلزونة 130 مليون يورو 190 مليون دولار وهو حلم راود الليبيين على مدى تسع سنوات وتم تشييد البرج بتمويل من الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية وتصميم معماريين ايطاليين ويحتوي على فندق مؤلف من 230 غرفة وقاعة مؤتمرات وسوق تجاري ومطاعم ومركز للرياضة ومنتجع حديث ليرسي معايير جديدة للفخامة في السودان حسب ما يقول العاملون في البرج وخلال السنوات الخمس التي تبلور فيها الحلم الليبي باقامة هذا المشروع في جارته الغنية بالنفط طرأت تطورات كبيرة على العلاقات بين نظام القذافي وواشنطن ترغب العديد من الدول مثل الخرطوم في ان تحقق مثلها ووسعت ليبيا من استثماراتها الخارجية. وتصف ادارة الفندق مجمع البرج بانه هدية من حكومة ليبيا الى حكومة السودان لتعزيز العلاقات بينهما ويقع البرج بالقرب من قصر الصداقة الذي بناه الصينيون في الخرطوم وهي هدية اخرى من حكومة اخرى بالتأكيد هناك مخاطر بشان الاستقرار السياسي الا ان هذه المخاطر محسوبة ويصدر السودان النفط منذ عام 1999 ولا توجد اية مؤشرات على تباطؤ الحركة العمرانية التي يقف وراءها مستثمرون عرب وصينيون وهنود وماليزيون وقد اصبح مبنى البرج من معالم العاصمة المعمارية ويمكن اعتباره معلما من معالم الخرطوم وتكلف الاقامة في الجناح الرئاسي في فندق البرج 4000 دولار في الليلة بينما تبلغ كلفة الاقامة في الغرفة العادية 250 دولارا في الليلة ورغم الصعوبات الا انه تم استيراد الاثاث والديكورات الداخلية من اوروبا وبشكل خاص من ايطاليا كما يضم البرج عددا من المطاعم الفاخرة وسوق سيفتتح في كانون الاول/ديسمبر سيضم عدد المتاجر الفخمة وتشير التقديرات الرسميةالى ان 40 بالمئة من السودانيين يعيشون في حالة فقر ولا تستطيع سوى القلة القليلة دفع قيمة فنجان قهوة ناهيك عن الاشتراك في عضوية النادي الرياضي التي تكلف 2250 دولار سنويا ولقد وصلت رياح التغيير التي يقودها الثوار بليبيا إلى قلب العاصمة السودانية الخرطوم من خلال تغيير اسم برج الفاتح التابع للشركة الليبية للاستثمارات الخارجية لاسم برج كورينثيا وتم إنزال العلم الليبي من على البرج وإبداله بعلم الثوار ويمثل برج الفاتح المكون من 18 طابقاً أحد الاستثمارات الناجحة بالخرطوم  التي تملكها الحكومة الليبية بزعامة العقيد معمر القذافي وبلغت تكلفة إنشاء البرج 190 مليون دولار وأجمع خبراء سودانيون على ضبابية الرؤية في الوقت الراهن حول مستقبل العلاقات السودانية الليبية وشكل دعم القذافي للحركات المسلحة بدارفور بجانب خدمة الثوار الليبيين لأجندة غربية ووصف القذافي مع الخرطوم بأنه صديق للسودان من الظاهر بينما أفعاله عكس ذلك أن القذافي كان متناقضاً جداً وغامضاً في علاقاته مع السودان حيث له علاقات وطيدة مع الحركات المسلحة بدارفور ويعمل على زعزعة الاستقرار بالإقليم من خلال مساندته للحركات بجانب دعمه أيضاً للتمرد بالجنوب وأكد أن دعم القذافي للحركات المسلحة مختلف وستحدده الثورة بليبيا لكنه عاد وقال إن أي تطورات جديدة في ليبيا تصب في مصلحة الخرطوم باعتبار أن القذافي كان صديقاً للسودان من الظاهر لكن أفعاله عكس ذلك وأضاف أن القذافي ظل طوال السنوات الماضية يمثل كل النظام بليبيا ويعمل لأن يكون قائداً أفريقياً كبقية القادة التاريخيين في أفريقيا أبرزهم نيلسون مانديلا وجمال عبدالناصر ومع هذا الوضع ظل القذافي يثير المشاكل مع العديد من دول الجوار وخاصة مصر والجزائر والسودان وتشاد دون مبررات.