أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

4- موسوعة رواد العمارة - محمد إسماعيل - مهندس الحرمين وشيخ المعماريين

ولد محمد كمال إسماعيل بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر في 15 من سبتمبر 1908 حيث درس في مدرسة المدينة الابتدائية مبدياً تفوقاً ونبوغاً لافتا للأنظار بعدها انتقلت أسرته إلي مدينة الإسكندرية ليضعوا ترحالهم بها وليزداد إحساسه بالجمال فيها عمقاً وهناك بجوار البحر المتوسط والثروة المعمارية ذات الملامح الأوروبية أنهي تعليمه الثانوي في مدرسة العباسية ليكون القرار بعدها بالتوجه للقاهرة للالتحاق بجامعة فؤاد الأول ودراسة الهندسة بها وكان واحداً من بين أفراد دفعته التي لم يتعد عددها سبعة دارسين وعلي الرغم من أنه تتلمذ علي يد أساتذة من إنجلترا وسويسرا درسوا له في الجامعة فنون العمارة العالمية إلا أنه تأثر بشدة بفن العمارة الإسلامية ليبدع فيها عقب التخرج ويكون ملهمه لعمل دراسة شاملة عن المساجد المصرية وكان أصغر من حصل على الثانوية في تاريخ مصر وأصغر من دخل مدرسة الهندسة الملكية الأولى وأصغر من تخرج فيها وأصغر من تم ابتعاثه إلى أوروبا للحصول على ثلاث شهادات للدكتوراه كما كان أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر وبعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة من جامعة فؤاد الأول في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي وسافر المهندس محمد كمال إسماعيل إلي فرنسا للحصول علي الدكتوراة في العمارة من مدرسة بوزال عام ١٩٣٣ ليكون بذلك أصغر من يحمل لقب دكتور في الهندسة تلاها بعدها بسنوات قليلة بدرجة دكتوراة أخرى في الإنشاءات وليعود إلي مصر ويلتحق بالعمل في مصلحة المباني الأميرية التي شغل منصب مديرها في 1948 وكانت المصلحة وقتها تشرف علي بناء وصيانة جميع المباني والمصالح الحكومية المصرية لتصمم يداه العديد من الهيئات والذي يشهد له بذكائه النادر جميع من تتلمذ علي أيديه من مصريين وأجانب وتوقعوا أن يكون أحد أهم أبناء جيله وقد كان التميز سابقاً أقرانه بأميال منذ التحاقه بالتعليم الابتدائي وحتي تخرجه في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول فحصوله علي درجة الدكتوراه من فرنسا ولقد انشغل محمد كمال إسماعيل بحياته العملية عن الخاصة لينسي حتى فكرة الزواج إلي أن اتخذ قرار الارتباط في 1952 وهو في الرابعة والأربعين من العمر ولينجب ابناً واحداً وكان له حفيدان ومع رحيل الزوجة في العام 2002 ورحيل غالبية أصدقائه أيضاً زادت حالة الانعزال التي عاشها محمد كمال إسماعيل وخاصة بعد أن كان قد بلغ الخامسة والتسعين من عمره ولقد وافته المنية قبل أن يتم العام المائة من عمره في أغسطس 2008 ورحل ولم يتم الإشاره إلى كثير من انجازاته المحلية التي من أشهرها مجمع التحرير ودار القضاء العالي .