أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

25 - الكعبه المشرفه

الكعبة المشرفة - البناء الأعظم والذي لا يقارن
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الارض نحو مترين اركان الكعبة الاربعة هي الركن الاسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي اعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر اسماعيل تفيد الروايات التاريخية أن الكعبة المشرفة بنيت 12 مرة عبر التاريخ وأسماء البناة هم الملائكة وادم عليه السلام وشيت ابن ادم عليه السلام وابراهيم واسماعيل عليهما السلام والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهما في عام 65 هـ وحجاج بن يوسف في عام 74هـ والسلطان مراد العثماني في 1040هـ وخادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز في عام 1417هـ وقامت قريش ببناء الكعبة سنة 18 قبل الهجرة واتفقوا ان لايدخلوا في بنائها الاطيبا فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر 3 م ومن مميزات بنائهم انهم رفعوا الباب من مستوى المطاف ليدخل الكعبة من اردوه وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب في الحطيم ورفعوا بناء الكعبة 8.64 متر بعد ان كان 4.32 متر واكبر ميزة لهذا البناء مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم في البناء بنقل الحجارة ووضع الحجر الاسود والحجر الاسود يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة وهو يمين الله في الارض يصافح بها عباده المؤمنين وهو حجر ثقيل بيضاوي الشكل اسود اللون مائل الى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به اطار من الفضة ويطلب من الطائف تقبيل الحجر في كل شوط ان امكن او يشر اليه بيده ثم يقبلها وقد ورد في الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا ان طمس نورهما لا ضاء ما بين المشرق والمغرب وقد ورد في الحديث ايضا ان الحجر الاسود نزل من الجنة اشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني ادم والاطار الفضي معروف ان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما أول من ربط الحجر الاسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الاطواق من فضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 وضع الملك سعود بن عبدالعزيز طوقا جديدا من الفضة وقد تم ترميمه في عهد خادم الحرمين في 1422هـ ولملتزم وهو مابين الحجر الاسود وباب الكعبة المشرفة ومقداره نحو مترين وهو موضع اجابة الدعاء ويسن به الدعاء مع الصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين كما ورد ان عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما طاف وصلى ثم استلم الركن ثم قام بين الحجر والباب فالصق صدره ويديه وخده اليه ثم قال هكذا رايت رسوالله صلى الله عليه وسلم يفعل سنن ابن ماجة وقال ابو الزبير رايت عبدالله بن عمر وابن عباس وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهما يلتزمونه وقال ابن عباس رضي الله عنهما ان مابين الحجر والباب لا يقوم فيه انسان فيدعو الله تعالى بشىء الا راى في حاجته بعض الذي يحب أخبار مكة للفاكهي 230 باسناد حسن وباب الكعبة المشرفة يرتفع عن ارض المطاف بحوالي 2.5 وارتفاع الباب 3.06 متر وعرضه 1.68 متر والباب الموجود اليوم هدية الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله وقد تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و 420 الف ريال عدا كمية الذهب ولقد فتح ابراهيم عليه السلام بابين للكعبة المشرفة من الناحية الشرقية والغربيه وكان الطائفون يدخلون من الباب الشرقي الموجود اليوم ويخرجون من الباب الذي يقابله من ظهر الكعبة وكانت الابواب مجرد فتحات فقط واول من صنع للكعبة بابا يقفل بالمفتاح هو الملك تبع الثالث ويسمى اسعد وهو احد ملوك اليمن ولما بنت قريش الكعبة أغلقت الباب الغربي نهائيا ورفعت الباب الشرقي إلى مستوى عالي لا يسهل الدخول إليه وقال النبي صلي الله عليه وسلم ليمنعوا من شاءوا من الدخول إلى الكعبة وباب الكعبة اليوم مصنوع من خشب التيك ومغلف ب 280 كيلوغرام من الذهب الصافي ويبلغ طول الباب 310 سم وعرضه 190 سم وعلى ارتفاع 225 سم من ارض المطاف ومكتوب في الباب سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن و15 من اسماء الله الحسنى وللكعبة مفتاح طوله 40 سم موضوع في حقيبة حريرية مطرزة بالذهب ومكتوب عليها إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ومفتاح الكعبة عهدة حتى اليوم عند بني شيبة وقد كان مفتاح الكعبة عندهم في الجاهلية وعندما فتح النبي صلي الله عليه وسلم مكة ودخل الكعبة وصلى فيها وأرجع لهم المفتاح وقرأ قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)وقال لهم خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة فيكم لا ينزعها منكم إلا ظالم وحجابة الكعبة يتوارثها بني شيبة إلى اليوم وللكعبة اليوم سقفين سقف ادنى وسقف أعلى وسطح السقف الاعلى مفروش بالرخام الابيض ومحاط بافريز ارتفاعه 80 سم وفي سطح الكعبة فتحة تستعمل كمنور ودخول ضوء الشمس وطولها 127 سم وعرضها 104 سم وهذه الفتحة مسقوفه بالزجاج المقوى وتفتح عند غسيل الكعبة ويصعد الى هذا المنور بسلم دائري من الزجاج المقوى مكون من خمسين درجة وتطيب الكعبة من الداخل والخارج ويهدي اليها الملوك والرؤساء الطيب والروائح الباهظة الاثمان وكره العلماء أن يأخذ الناس من طيب الكعبة وقال عطاء كان أحدنا إذا أراد أن يستشفي به جاء بطيب من عنده فمسح به الحجر ثم أخذه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل سهم وفي سبيل الله من الزكاة في كسوة الكعبة وطيبها وما تحتاج إليه الكعبة وقد كان السلاطين يهدون لها الأبواب كل حين وتصنع من الأخشاب والفضة كسوة الكعبة وفي الاسلام كساها النبي صلي الله عليه وسلم الثياب والقماش اليمني وكساها عمر بن الخطاب الكتان المصري و قَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ بدلا عن الجلود ابْنُ الزُّبَيْر ومن بعده يزيد بن معاويه وعبد الملك بن مروانِ واول من كسا الكعبة مرتين في العام معاوية بن ابي سفيان في عاشوراء وخواتيم شهر رمضان وَكَانَ عبد الله بن الزبير يُطَيِّبُ الكعبة من الداخل والخارج حَتَّى يُوجَدَ رِيْحُهَا مِنْ طَرَفِ الحَرَمِ وكساها الخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين وحكام مصر والسلاطين العثمانيين والملوك السعوديين حتى أن كساوي الكعبة كانت تتعرض للنهب والسرقة وشكا حاجب الكعبة إلى الخليفة المهدي أنهم يخافون على الكعبة أن تنهدم من كثرة ما عليها من الكساوي وكانت الكساوي تردف على بعضها ولا تنزع فأمر بتجريدها فلما انتهوا إلى كساوي هشام بن عبد الملك وجدها من ديباج ثخين جداً فأمر بإزالتها وبقيت كساوي الخلفاء قبله وبعده فلما جردها طلاها بالطيب وكساها كسوة فاخرةً وعندما حج السلطان الملك الظاهر فتحت له الكعبة فغسلها بماء الورد وطيبها بيده وللكعبة اليوم مصنع خاص بمكة المكرمة لصناعة كسوتها الخارجيه وستائرها الداخليه وستارة للباب الخارجي تسمى البرقع وكسوة الكعبة تصنع من 658 متر من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الاسود وتكسى الكعبة كسوة جديده في التاسع من ذي الحجة من كل عام وتزين الكسوة بآيات قرآنيه مكتوبه بالاسلاك الفضيه ومطليه بالذهب ويزن الحرير المستخدم في الكسوة 670 كيلو غراما وكنوز الكعبة تعظيما لبيت الله سبحانه وتعالى كانت الكعبة وعلى مر العصور والازمان تأتيها الكنوز والهدايا والأموال والطيب والكساوي وغيرها ويقال أن النبي صلي الله عليه وسلم عندما فتح مكة ودخل الكعبة وجد في خزينتها سبعين ألف وقية من الذهب فلم يأخذها أو يتصرف فيها وكذلك فعل الخلفاء الراشدين وقد كان بعض خلفاء العباسيين يستدينون من الكعبة ويرجعون ما أخذوا وكان عبد الله بن عمر يكره أن يهدي عامة الناس الذهب للكعبة ويقول أن الفقراء أولى بذلك وأن الكعبة لا تحتاج للذهب وقد أوشك عمر بن الخطاب في خلافته على تقسيم كنوز وأموال الكعبة والتي يهديها لها الناس في سبيل الله إلا أن سادن البيت شيبه ذكره بأن النبي صلي الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق لم يفعلا ذلك كما خالفه في ذلك علي بن أبي طالب وكبار الصحابة فترك التصدق بأموال الكعبة وكره العلماء صرف أموال الكعبة في غيرها حجابة الكعبة وكانت حجابة وسدانة الكعبة أولا بيد سيدنا اسماعيل عليه السلام ثم ورثها ولده نابت وذريته ثم آلت إلى اخواله من قبيلة جرهم ثم إلى قبيلة خزاعة ثم حاربهم قصي الجد الرابع للنبي صلي الله عليه وسلم وبعد حرب ودماء وافقوا على التحكيم والذي ارجع الحق لأهله واصبح قصي راعيا للبيت الحرام ثم آلت الى بني شيبة خالدة تالدة فيهم لا ياخذها منهم إلا ظالم كما قال النبي صلي الله عليه وسلم دخول النبي صلي الله عليه وسلم الكعبة في العام الذي فتح فيه النبي صلي الله عليه وسلم مكة المكرمة دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة المشرفة وأمر بإزالة الأصنام والصور التي فيها وكبر في نواحي الكعبة وصلى فيها وروى أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة فرأى صورا لإبراهيم عليه السلام فدعا بدلو من ماء فأتيته به فضرب به الصور وكانت هنالك صورا للسيدة مريم وهي تحمل إبنها المسيح عليه السلام وعن عبد الله بن عمر أَنَّهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلال وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ فَلَقِيتُ بِلال فَسَأَلْتُهُ هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ وكان ذلك نهارا إذ ان الكعبة لا تفتح قط ليلا وقد اجاز النبي صلي الله عليه وسلم ذلك للحجبة وأقرهم عليه وقد رفض حاجب الكعبة أن يفتح للسيدة عائشة الكعبة في الليل لتصلي فيها تعظيم القسم برب الكعبة وتعظيما للبيت فقد أضيفت في القسم فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقسم برب الكعبة وأقسم برب الكعبة ميكائيل والملائكة وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وكعب الاحبار والحسن البصري وأبوملحان الأنصاري عندما طعن بالرمح واستشهد قال فزت ورب الكعبة وفي حديث صحيح الاسناد عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت إن حبرا جاء إلي النبي صلَّى الله عليه وسلم فقال إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قولوا ما شاء الله ثم شئت وقولوا ورب الكعبة تعظيم الجاهلية للكعبة وذكرنا أن من تعظيم العرب للكعبة أنهم كانوا يخالفونها في البنيان ولا يستطيلون عليها وكانوا يعقدون فيها الاتفاقيات ويتحالفون فيها وذكروا أن المعلقات السبع كانت معلقة بالكعبة وذلك أن العرب كانوا إذا عمل أحدهم قصيدة عرضها على قريش فإن أجازوها علقوها على الكعبة تعظيماً لشأنها فاجتمع من ذلك هذه المعلقات السبع فالأولى لامرئ القيس بن حجر الكندي ومن تبعه من الشعراء وعندما فشا امر الاسلام والنبوة قاطعت قريش بني هاشم وحاصرتهم في الشعب وضيقت عليهم كتبوا بذلك صحيفة ألا يبيعوا ولا يشتروا ولا يتزوجوا ولا يزوجوا لبني هاشم ما لم يترك النبي صلي الله عليه وسلم دعوته أو تسلمه بني هاشم لقريش لتقتله ووضعوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم وكان كاتب الصحيفة النضر بن الحارث فدعا عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم فأصابه شلل في أصابعه وقد أكلت الأرضة هذه الصحيفة الظالم سيول الكعبةوأخرج الأزرقي عن كثير بن أبي كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن أبيه عن جده قال كانت السيول تدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة الكبير قبل أن يردم عمر الردم الأعلى فكانت السيول ربما رفعت المقام عن موضعه وربما حركته إلى وجه الكعبة حتى جاء سيل أم نهشل في خلافة عمر بن الخطاب فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل مكة فأتي به فربط إلى أستار الكعبة وكتب في ذلك إلى عمر فأقبل فزعا في شهر رمضان وقد عفى موضعه وعفاه السيل فدعا عمر بالناس فقال أنشد الله عبدا علم في هذا المقام فقال المطلب بن أبي وداعة أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك قد كنت أخشى عليه هذا فأخذت قدره من موضعه إلى الركن ومن موضعه إلى باب الحجر ومن موضعه إلى زمزم بمقاط وهو عندي في البيت فقال له عمر فاجلس عندي وأرسل إليه فجلس عنده وأرسل فأتي بها فمدها فوجدها مستوية إلى موضعه هذا فسأل الناس وشاورهم فقالوا نعم هذا موضعه فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده أمر به فأعلم ببناء ربضه تحت المقام ثم حوله فهو في مكانه هذا إلى اليوم وقد بلغت السيول التي أحاطت بالكعبة المشرفة خمسة وثمانين سيلا مات فيها خلق كثير من الحجاج وأهل مكة ومن الطرائف أن الماء كان عندما يحاصر الكعبة كان بعض الحجاج يطوفون سباحة ومنهم كان الخليفة عبد الله بن الزبيراستجابة الدعاء في الكعبة وأخرج الأزرقي عن الحسن البصري قال ما أعلم بلدا يصلى فيه حيث أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم إلا بمكة قال الله {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}قال ويقال يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر عند الملتزم وتحت الميزاب وعند الركن اليماني وعلى الصفا وعلى المروة وبين الصفا والمروة وبين الركن والمقام وفي جوف الكعبة وبمنى وبجمع وبعرفات وعند الجمرات الثلاث خمسة من هذه الأماكن من الكعبة العدوان على الكعبة إن أكبر عدوان وقع على الكعبة كان إدخال عبادة الأصنام فيها وتحريف دين إبراهيم عليه السلام والذي أدخل الأصنام عمرو بن لحي وكان سيدا مطاعا جوادا كريما له مكانه كبيره في نفوس العرب وهو أول من أطعم الحجاج اللحم ووهب لهم الكساوي وقد جلب صنم هبل من الشام وأدخله في جوف الكعبة وجعل له السدنة وقال النبي صلي الله عليه وسلم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندق يجر قصبه في النار والقصب هي الأمعاء ومن العدوان الظلم الذي وقع من قبيلة جرهم الى الحد الذي جعل احدهم يزني في الكعبة فمسخهم الله تعالى إالى حجرين هما اساف ونائلة وقد عبدا من بعد وعندما تفشى ظلم جرهم نضبت ماء زمزم وعمد احد صالحيهم إلى كنوز الكعبة فدفنها في بئر زمزم حتى حفرها عبد المطلب ووجدها في القصة المشهورة ومن العدوان على الكعبة أن القرامطة من فرقة الإسماعيلية لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصاد وبقيادة أبو طاهر القرمطي هاجموا المسجد الحرام يوم التروية فقتلوا ألف وتسعمائة من الحجيج في وسط المسجد حول الكعبة وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه وذهبوا به إلى بلادهم هجر سنة سبع عشرة وثلاثمائة ثم لم يزل عندهم إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فمكث غائباً عن موضعه من البيت ثنتين وعشرين سنة وذلك نتج من ضعف الخلافة الاسلامية ومن العدوان السرقات المتكررة لبيت الله الحرام ويقال إن أول من قطعت قريش يده في الجاهلية رجلاً يقال له دويك مولى لبني عليج بن عمرو بن خزاعة لأنه سرق كنز الكعبة المشرفة فحكموا عليه بالقطع وقالوا إن جريمة السرقة أكبر منه ولا شك أن معه مشاركين من جهات أخرى هدم الكعبة وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ وأخرج ابن أبي شيبه عن علي ابن أبي طالب قال كأني أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أجمع حمش الساقين جالس عليها وهو يهدمها وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن عمرو قال كأني به أصيلع أفيدع قائم عليها يهدمها بمسحاته وأخرج ابن أبي شيبه والحاكم وصححه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يبايع رجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ثم تجيء الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال من آخر أمر الكعبة أن الحبشة يغزون البيت فيتوجه المسلمون نحوهم فيبعث الله عليهم ريحا شرقية فلا تدع لله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس حرق الكعبة بالمنجنيق وفي الصراع على الخلافة وملك الحجاز بين عبد الله بن الزبير والأمويين حاصر الحجاج بن يوسف مكة المكرمة ونصب المنجنيق على جبل أبي قبيس المطل على الكعبة وضرب الكعبة بالمنجنيق مما أدى لاحتراق أستار الكعبة ومات في ذلك عدد كبير من الناس من بينهم أحد الصحابة وقد وضع عبد الله بن الزبير حواجز لحماية الحجر الأسود من قصف المنجنيق فاشْتَعَلَتِ النّيرانُ في أَسْتارِ الكعبة حتى أَسرعت فيها فجاءت سَحابةٌ من نحو جُدّةِ فيها رَعْد وبَرْق مرتفعة كأَنها مُلاءة حتى استوت فوق البيت فَمَطَرَتْ فما جاوز مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطَّوافِ حتى أَطفَأَتِ النَّارَ وسالَ الميزابُ في الحِجْر ثمَّ عَدَلَتْ إِلى أَبي قُبَيْس فرمت بالصَّاعقة فأَحرقت المَنْجَنِيق وما فيه وأخرج الأزرقي عن أبي المرتفع قال كنا مع ابن الزبير في الحجر فأول حجر من المنجنيق وقع في الكعبة سمعنا لها أنينا كأنين المريض آه آه وأخرج الجندي عن مجاهد قال رأيت الكعبة في النوم وهي تكلم النبي صلى الله عليه وسلم وهي تقول لئن لم تنته أمتك يا محمد عن المعاصي لأنتفضن حتى يصير كل حجر مني في مكان وقد ثار عبد الله بن عمر وهاجم الحجاج بن يوسف لنصبه المنجنيق وحرقه للكعبة وقتله لعبد الله بن الزبير فأمر الحجاج بقتله، فضربه رجل من جيش الحجاج بسهم وادعى عدم القصد في ذلك فلما بلغ الحجاج الخبر زار عبد الله بن عمر فقال له ابن عمر أنت قتلتني والآن تجيئني عائدا كفى بالله حكما بيني وبينك وفي هذا الحادث المأساوي إحترقت قرنا الكبش الذي فدى به الله تعالى إسماعيل عليه السلام من الذبح وكانت قرناء الكبش معلقة في الكعبة أربعة آلاف عام أصحاب الفيل وتخريب الكعبة قال ابن إسحاق في سيرته أن رجلا من كنانة تبرز وتغوط في كنيسة أبرهة الحبشي والتي تسمى بالقليس وقالوا لأبرهة أن الذي فعل ذلك رجل من أهل هذا البيت الذي تحجه العرب بمكة فعزم على هدم الكعبة المشرفة وجهز جيشا وخرج قاصدا البيت الحرام وهزم في طريقه جيشا لأهل اليمن وجيشا آخر لقبيلة خثعم واستسلم له أهل الطائف وبعثوا معه دليلا لمكة المكرمة يسمى أبا رغال وكانت العرب ترجم قبره كلما مرت به لخيانته للبيت فلما وصل جيش أبرهة لمكة المكرمة أصاب مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم وقابل عبد المطلب أبرهة وطلب منه أن يرد المائتي بعير فقال له أبرهة كنت أنتظر منك أن تحدثني عن عدم هدم البيت الذي تطوفون حوله فقال له عبد المطلب أنا رب الابل وللبيت رب يحميه فارجع إليه أبرهة الابل التي أصابها جيشه فلما انصرفوا عنه انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في رؤوس الجبال خوفاً عليهم من معرة الجيش ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده وقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة اللهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك وقال ابن هشام هذا ما صح له منها وقال ابن إسحاق ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال يتحرزون فيها ينتظرون ما أبرهة فاعل فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وعبى جيشه وكان اسم الفيل محموداً فلما وجهوا الفيل إلى مكة أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذ بأذنه فقال ابرك محمود وارجع راشداً من حيث أتيت فإنك في بلد الله الحرام وأرسل أُذنه فبرك الفيل قال السهيلي أي سقط إلى الأرض وليس من شأن الفيلة أن تبرك وقد قيل إن منها ما يبرك كالبعير فالله أعلم وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل وضربوا الفيل ليقوم فأبى فضربوا رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى فادخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجوه إلى مكة فبرك وأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحداً إلا هلك وليس كلهم أصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي منها جاءوا قال ابن إسحاق فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك على كل منهل وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة كلما سقطت أنملة اتبعتها منه مدة تمت قيحاً ودماً حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون وكان ذلك في العام الذي ولد فيه النبي صلي الله عليه وسلم قال ابن إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة أنه حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام وأنه أول ما رؤى بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعشر ذلك العام سرقة الكعبة المشرفة المالكية قالوا من سرق شيئاً من داخل الكعبة المشرفة فإن كان في وقت أذن له بالدخول فيه لم يقطع لأنه لا حرز في حقه وإلا قطع أن أخرجه لمحل الطواف ومما فيه القطع ما عليها وما علق بالمقام ونحو الرصاص المسمر في الأطين الشافعية قالوا يقطع من سرق ستر الكعبة إن خيط عليها لآنه حينئذ محرز الحنابلة قالوا إن من سرق شيئاً من أستار الكعبة أو من داخلها وكان يساوي ثمنه نصاباً فإنه يجب عليه القطع لأنه انتهك حرمة بيت الله تعالى فدل ذلك على ضعف إيمانه وعدم معرفته بعظمة حرمة الكعبة المشرفة ونسبتها إلى الله تعالى فيجب أن يشدد عليه ويقطع بسرقته الحنفية قالوا من سرق من أستار الكعبة ما يبلغ ثمنه مقدار نصاب فلا يجب عليه القطع لأنه لا مالك له ولأنه ربما قصد بها التبرك وقيل إن القطع في سرقة ستارة الكعبة على الخواص الذين قوي إيمانهم وعرفوا عظمة حرمة بيت الله الحرام ونسبة الكعبة إلى رب العزة تبارك وتعالى لما ورد في الحديث من تغليظ العقوبة على السارق في الحرم أما رعاع الناس وعوامهم الذين غلظ حجابهم وجهلوا كونهم في حضرة اللّه تعالى وغابوا عن تتضيمها فإنهم يعزرون ولا يقطعون بسرقة بعض أستارها وقال عبد الله بن زرارة أن من يأكل أموال الكعبة يشدد عليه في النزع عند الموت وقد تعرضت الكعبة لسرقات كثيرة على مر تاريخها ومنذ ولاية قبيلة جرهم للبيت عندما حاول حارس الكعبة سرقة كنزها فأطبقت عليه بئر الكعبة التي فيها الكنوز حتى جاء الناس وافتضح أمره وسموا بئر الكعبة الأخسف ويقال أنه ومنذ ذلك الوقت أسكن الله ثعبان في بئر الكنز ولم يخرج هذا الثعبان إلا بعد 500 عام في ولاية قريش للكعبة ومعلومة بسيطة وددت ان اضيفها فبالحجارة التي نراها حاليا للكعبة هي كسوة للحجارة الاصلية فهذه الحجارة التي نراها سمكها 5 سم لتغلف الحجارة الاصلية المبني منها الكعبة لحمايتها وبالنسبة لاعمدة الاروقة في المسجد الحرام في الجزء الملاصق لصحن الطواف سنجد ان كل عمود له شكل مختلف عن الاخر وذلك دليل على ان هذه الاعمدة اخذت من مباني وقصور ومعابد قديمة كبقية المساجد التي بنيت في عهد العباسيين والامويين فمعظم المساجد القديمة نجد فيها مثل هذا الامر وعلى كل فالجهود مستمرة لتطوير المسجد الحرام