أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

45 - باب زويله بالقاهره

باب زويلة أو بوابة المتولي هو أحد أبواب القاهرة القديمة في العاصمة المصرية القاهرة و يشتهر هذا الباب أو البوابة بكونه الذي تم تعليق رؤوس رسل هولاكو قائد التتار عليه حينما أتوا مهددين للمصريين وأعدم عليه أيضاً السلطان طومان باي عندما فتح سليم الاول مصر وضمها للدولة العثمانية وباب زويلة تم انشاء الباب في العام 485‏ هجرية ‏1092‏ ميلادي‏ ويتكون من كتلة بنائية ضخمة عمقها‏25‏ مترا وعرضها‏25.72‏ متر وارتفاعها ‏24‏ مترا عن مستوى الشارع ويتكون الباب من برجين مستديرين يبرز ثلث الكتلة النباتية خارج السور ويتوسط البرجين ممر مكشوف يؤدي الي باب المدخل ويرتفع البرجان الي ثلثي الارتفاع في بناء مصمت ويأتي في الثلث العلوي من كل منهما حجرة دفاع يغطيها قبو طولي يتقاطع مع قبو عرضي وباب زويلة من أبواب القاهرة القديمة وهو إحدى بوابات سور القاهرة التي لم يتبق منها الا باب النصر والفتوح شمالا وقام بتشييدها القائد الفاطمي بدر الدين الجمالي في القرن الحادي عشر اثر تهالك الاسوار المبنية من الطين اللبن حول العاصمة المصرية التي بناها القائد الفاطمي جوهر الصقلي بعد ان ضم مصر الى الدولة الفاطمية قبل 1044 عاما وقال المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار كان باب زويلة عندما وضع القائد جوهر القاهرة بابين متلاصقين بجوار المسجد المعروف اليوم‏‏ بسام ابن نوح فلما قدم المعز إلى القاهرة دخل من أحدهما وهو الملاصق للمسجد الذي بقي منه إلى اليوم عقد ويعرف بباب القوس فتيامن الناس به وصاروا يكثرون الدخول والخروج منه وهجروا الباب المجاور له حتى جرى على الألسنة أن من مر به لا تقضى له حاجة وقد زال هذا الباب ولم يبق له أثر اليوم إلا أنه يفضي إلى الموضع الذي يعرف اليوم‏‏ بالحجارين حيث تباع آلات الطرب من الطنابير والعيدان ونحوهما وإلى الآن مشهور بين الناس أن من يسلك من هناك لا تقضى له حاجة ويقول بعضهم‏ من أجل أن هنالك آلات المنكر وأهل البطالة من المغنين والمغنيات وليس الأمر كما زعم فإن هذا القول جار على ألسنة أهل القاهرة من حين دخل المعز إليها قبل أن يكون هذا الموضع سوقًا للمعازف وموضعًا لجلوس أهل المعاصي‏ فلما كان في سنة خمس وثمانين وأربعمائة بنى أمير الجيوش بدر الجمالي‏‏ وزير الخليفة المستنصر بالله باب زويلة الكبير الذي هو باق إلى الآن وعلى أبراجه ولم يعمل له باشورة كما هي عادة أبواب الحصون من أن يكون في كل باب عطف حتى لا تهجم عليه العساكر في وقت الحصار ويتعذر سوق الخيل ودخولها جملة لكنه عمل في بابه زلاقة كبيرة من حجارة صوان عظيمة بحيث إذا هجم عسكر على القاهرة لا تثبت قوائم الخيل على الصوان فلم تزل هذه الزلاقة باقية إلى أيام السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب فاتفق مروره من هنالك فاختل فرسه وزلق به وأحسبه سقط عنه فأمر بنفضها فنقضت وبقي منها شيء يسير ظاهر فلما ابتنى الأمير جمال الدين يوسف الإستادار المسجد المقابل لباب زويلة وجعله باسم الملك الناصر فرج ابن الملك الظاهر برقوق ظهر عند حفرة الصهريج الذي به بعض هذه الزلاقة وأخرج منها حجارة من صوان لا تعمل فيها العدة الماضية وأشكالها في غاية من الكبر لا يستطيع جرها إلا أربعة أرؤس بقر فأخذ الأمير جمال الدين منها شيئًا وإلى الآن حجر منها ملقى تجاه قبو الخرنشف من القاهرة‏ ويذكر أن ثلاثة إخوة قدموا من الرها بنائين بنوا‏ باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح وكل واحد بنى بابًا وأن باب زويلة هذا بني في سنة أربع وثمانين وأربعمائة وأن باب الفتوح بني في سنة ثمانين وأربعمائة‏ وقد ذكر ابن عبد الظاهر في كتاب خطط القاهرة‏‏ أن باب زويلة هذا بناه العزيز بالله نزار بن المعز وتممه أمير الجيوش وأنشد لعلي بن محمد النيلي‏‏ يا صاح لو أبصرت باب زويلة لعلمت قدر محله بنيانا باب تأزر بالمجرة وارتدى الشعرى ولاث برأسه كيوانا لو أن فرعونًا بناه لم يرد صرحًا ولا أوصى به هامانا اه‏ وسمعت غير واحد يذكر أن فردتيه يدوران في سكرجتين من زجاج‏ ومن الطرائف التى أطلقها العامة على باب زويلة وهناك اعتقاد السائد بين العامة فى المنطقة بأن روح المتولي الذي تحمل البوابة ايضا اسمه تسكن المصراع الشرقي للباب حيث عرف عنه انه يظهر فى عدة صور مختلفة وهو من الاولياء الذين كان الناس يطلبون مساعدتهم ويقولون أيضاً أن باب المتولي نسب إلى شيخ تناولت كراماته الحكايات مثل الأساطير حيث قالوا أنه كان يطير من القاهرة إلى مكة ويعود دون أن يراه أحد وكان الناس يقصدونه من أجل التبرك وتلبية الحاجات حيث كانوا يقومون بكتابة العرائض والشكاوى ويدسون أوراقها بين خشب الباب ومساميره وعندما كانوا يريدون استعطاف الوالي يلفون قطعا من القماش حول تلك المسامير ومن أهم القطع الاثرية التى مازالت موجودة في االبوابة القارب الخشبي الملون المعلق فوق باب زويلة وكان يعتقد بأنه قارب الخير والبركة الذى ينطلق منه المتولي بلا انقطاع ويفيض بخيره على كل من يعبر البوابة الخشبية الضخمة