أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

76 - دير سانت كاترين


يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر بالقرب من جبل موسى ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم يعد مزارا سياحيا كبيرا حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم وهو معتزل يديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء والذي لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدس لذلك فإن اسم بطريرك القدس يذكر في القداسات على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية ورهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيين من عهود طويلة وأسقف سيناء يدير إلى جانب الدير الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة في جنوب سيناء في منطقة الطور وواحة فيران وطرفة وبني الدير بناء على أمر الإمبراطورة هيلين أم الامبراطور قسطنطين ولكن الإمبراطور جستنيان هو من قام فعلياً بالبناء بين أعوام545 م ليحوي رفات القديسة كاترين التي كانت تعيش في الإسكندرية وتقول القصة أن القديسة كاترين من عائله ارستقراطيه وثنيه ولدت بالاسكندريه 194م وكانت تسمى زوروسياوكانت مثقفه وجميله رغبها الكل لجمالها ورفضت الجميع وامنت بالمسيحيه أثناء اضطهاد الامبراطور مكسيمينوس واتهمته علنا بقيامه بالتضحيات للاصنام اما هو فقد امر 50 خطيبا من جميع أنحاء امبراطوريته لكى يقنعوها ولكن على العكس ما كان ذلك فقد اعتنق هؤلاء المسيحيه وبعد مرور حوالى ثلاث قرون من وفاة كاترينا ظهرت رفاتها المقدسه قي حلم احد رهبان لدير الذي كان قد اقامه جستنيان فنقلت هذه الرفات ووضعت قي هيكل الكنيسة بصندوق رخمى بجانب الهيكل الرئيسي وما زال الطيب المنساب من رفات القديسه يشكل أعجوبة دائمه وأصبح الدير يعرف باسمها من القرن الحادى عشر وتوجد كنيسة بالاسكندريه باسمها ويحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه ويقولون عنها أنه جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير والدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره كما يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان ونزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس ويقوم على خدمة الدير بعض أفراد من البدو إضافة لرفات القديسة كاترين توجد بالدير معضمة تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير ومسموح بالزيارة من الصباح الباكر وحتى الظهر بعد ذلك يغلق أبوابه أمام الزوار ليتفرغ الرهبان لواجباتهم الدينية ويلتزم جميع السياح الغربيين وغيرهم بالاحتشام في الملبس عند دخول الدير وتتوفر هناك أثواب فضفاضة يرتديها من أراد من الناس قبل دخولهم الدير والمدخل الوحيد للدير كان باب صغير على ارتفاع 30 قدم وقد صمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء حيث كان الناس يرفعون ويدلون بصندوق يحركه نظام من الروافع والبكرات أما الآن فهناك باب صغير أسفل سور الدير والجدير بالذكر أن هناك مسجد صغير قام أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه داخل الدير حتى يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر على أن البعض وخاصة من المستشرقين يفسرون ذلك على أنه شكل من أشكال فرض السيطرة الإسلامية في ذاك الوقت كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور الذي يبلغ ارتفاعه من 40 الي200 قدم وتعليته وأقام دفاعات بعد شكاوى الرهبان من تعرض الدير لبعض الهجمات