أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

232 - متحف المجوهرات الملكية

متحف المجوهرات الملكية الذى يقع بحى فلمنج بزيزينا الاسكندرية هو أكبر المتاحف المصرية إذ يحتل مساحة قدرها 4185 متراً مربعا وهو أغلاها وأثمنها لما فيه من نفائس المجوهرات والحلى التى ازدانت بها صدور أميرات الأسرة المصرية والتحف التى امتلأت بها قصورهم قرابة قرن ونصف القرن وهو فى الوقت ذاته أجمل المتاحف وأروعها إذ انه يوجد بقصر الأميرة فاطمة الزهراء الذى يعد قطعة معمارية نادرة تمثل الطراز الأوروبى فى القرن التاسع عشر ومحتويات هذا المتحف قديمة ويعود تاريخها الى عام 1805 عندما تولى محمد على باشا عرش مصر والذى أسس الأسرة العلوية الذى استمر حكمها 147 عاما وحلم بأن يجعل مصر مملكة مستقلة عن الامبراطورية العثمانية نفس الحلم داعب خيال حفيده اسماعيل الذى أراد لمصر أن تكون قطعة من أوروبا وتوالى حكام الأسرة الذين غلب عليهم حب الأبهة واقتناء التحف الثمينة فاستقطبوا ابداع الفنان المصرى لنسج مشغولاتهم الذهبية والقطع الفنية التى زينت قصورهم وشهدت صخب احتفالاتهم الملكية وحفلات التتويح والمناسبات الرسمية وبعد قيام ثورة يوليو 1952 تم مصادرة تلك المجوهرات التى طالما زينت صدور الأمراء والأميرات ووضعت بخزائن الادارة العامة للأموال المستردة وظلت هكذا حبيسة ولم يخرجها من عزلتها سوى تقرير المجالس القومية المتخصصة الذى أوصى بإنشاء هذا المتحف الذى تعد مقتنياته قيمة مادية وفنية وتاريخية بالغة السمو وتحفة معمارية واتجهت الأنظار الى قصر الأميرة فاطمة الزهراء ابنة الأمير حيدر فاضل نجل الامير مصطفى فاضل شقيق الخديوى اسماعيل وصهر القائد ابراهيم باشا العاهل الثانى بعد محمد على الكبير وبنى القصر والدتها زينب كريمة على باشا فهمى فى الفترة من 1919 ــ 1923 والذى يعد فى حد ذاته متحفا لفنون العمارة الأوروبية فقد قام بتصميمه وتنفيذه مهندسون وفنانون ايطاليون وفرنسيون وبلجيك على طراز اوروبى وتبنت المدرسة التى نفذت ديكورات القصر مبادئ مدرسة مايكل انجلو التى تستخدم الألوان الهادئة والقصر الذى بنى على مساحة 4185 مترا مربعا يتكون من جناحين الشرقي عبارة عن قاعتين وصالة يتصدرها تمثال صبى من البرونز عليه لوحة فنية من الزجاج الملون المعشق بالرصاص ومزين بصورة طبيعية أما العربى فيتكون من طابقين الأول به أربع قاعات والثانى أربع قاعات ملحق بها 3 حمامات كسيت جدرانها بترابيع القيشانى المزخرف ويربط بين جناحى القصر بهو فى غاية الرقة كما تزخر به لوحات فنية تمثل عشرة أبواب من الزجاج الملون والمعشق عليها رسوم قصص لمشاهد تاريخية أوروبية الطراز وقصص أسطورية مثل روميو وجولييت هذا بالاضافة الى رسوم جدارية تمثل زواج صاحبة القصر وقد زينت نوافذ القصر بلوحات فنية من الزجاج الملون وغطيت أرضيتها بأخشاب البلسندى والورد والجوز التركى وهكذا يأتى اختيار القصر متناسبا مع قيمة المعروض وجماله وبعد الثورة تمت مصادرة القصر وقدر ثمنه وقتذاك بمائة ألف جنيه ومنحت الأميرة فاطمة شقة فى عمارة بجوار شيراتون الجيزة لتعيش فيها بشرط أن تتنازل عن القصر والمجوهرات والمال الذى كانت تحتفظ به وقد تحول الى استراحة لرئاسة الجمهورية حتى تقرر تحويله الى متحف للمجوهرات أوائل التسعينيات ويضم المتحف 11 ألفاً و500 قطعة تخص ابناء الأسرة المالكة منها مجموعة الأمير محمد على توفيق التى تضم 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب وفيها 2753 فصا من الماس البرلنت والفلمنك وكيس نقود من الذهب المرصع بالماس بالاضافة الى ساعة جيب السلاطين العثمانيين وعلى المينا رسم جامع مكحلة من الذهب الخالص و6 كاسات من الذهب مرصعة بـ 977 فصا من الماس برامنت والفلمنك ووزنها 374 جراما ومن عصر الخديوى سعيد باشا نجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية هذا بالاضافة الى الأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية وهى مرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص وعملات أثرية قبطية ورومانية وفارسية وبيزنطية يبلغ عددها 4 آلاف قطعة ومن أجمل مقتنيات المتحف علبة النشوق الذهبية المرصعة بالماس والخاصة بـ محمد على مؤسس الأسرة والشطرنج الخاص به وسيف التشريفة الخاص به وهو مصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان به ستمئة ألماسة فى حين تشمل مجوهرات الأميرة سميحة حسن سواراً من الذهب مرصعاً بالماس والفلمنك كما تزين المتحف مجموعة من الصور الملونة بالمينا فى أطر من الذهب للخديوى اسماعيل وزوجاته وكريماته وأولاده أما مجموعة الملك فاروق فقد اتسمت بالبذخ وكثرة استخدام الماس فيها وتبدأ بالتخشيخة التى كان يستخدمها وهو طفل لاستدعاء أحد الخدم وقد صممت على هيئة تاج ملكى من البلاتين المرصع بالماس والزمرد والياقوت مع كرات صغيرة من الذهب كما تضم متعلقاته العصا المرشالية التى طالما استخدمها فى تنقلاته وهى مصنوعة من الأبنوس والذهب هذا بالاضافة الى أظرف الفناجين وهى مرصعة بالماس والياقوت حيث يحتوى الفنجان الواحد على 229 ياقوتة و29 قطعة من الماس ويوجد قسم مخصص للهدايا المقدمة للملك فاروق ومنه طاقم للشاى من الذهب أهدته مجموعة من باشوات مصر لفاروق وفريدة يوم زفافهما ووقعوا بأسمائهما خلف الصينية وكذلك طبق من العقيق الخاص أهداه له قيصر روسيا ولتميز مجموعة فاروق فقد خصص لها ثلاث قاعات فى المتحف مجوهرات الاميرات ولعل أول مايلفت النظر قاعة الأميرات تاج الأميرة شويكار وهو من أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد على وأجملها فى حين تأتى قاعة الملكة فريدة فى المرتبة الثانية بعد قاعة زوجها الملك فاروق ومن مقتنياتها التاج المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع بعدد 1506 قطع من الألماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع بعد 136 قطعة من الماس بالاضافة الى مجموعة رائعة من الأقراط المرصعة بالماس والياقوت والزبرجد والزمرد وطقم كامل من المرجان أما مجموعة الاميرة فوزية شقيقة الملك فاروق والزوجة الأولى لشاه ايران الراحل محمد رضا بهلوى فتضم محبساً من البلاتين عليه اسم الأميرة فوزية مرصع بالبرلنت وتوكة حزام مرصعة بأكثر من 240 قطعة من الماس تحف فنية هذا ويضم المتحف معروضات أخرى منها ساعة ملكية مرصعة بالماس وتحفة فنية على شكل فيل مصنوعة من العاج المطعم بالماس والياقوت ومجموعة من دبابيس الصدر الذهبية والبلاتينية وقصعة من الذهب الخالص كانت تستخدم معها الملكة ناريمان منذ افتتاحها احد المشروعات بالاضافة الى التحف المهداة من رؤساء بعض الدول الأوروبية منها صينية أوجينى الشهيرة التى أهديت للخديوى اسماعيل فى افتتاح قناة السويس يقدر ثمنها بأكثر من 15 مليون جنيه وهي من الذهب ومرصعة بالماس والياقوت والزمرد أما طبق العقيق الذى تتضمنه مجموعة الملك فاروق فهو تحفة تاريخية نادرة تحكى جزءا من تاريخ روسيا القيصرية ولا يعلم أحد كيف دخلت الى مصروكذلك طاقم قهوة زنته نحو 25 كيلو فضة من النوع الفرنسى أهدته شركة القناة العالمية للوالى محمد سعيد باشا عوامل الأمان هذا وقد روعى تحقيق كافة عوامل الأمان فى المتحف الذى يشمل نحو 100 فاترينة عرض صممت من خشب الأرو حتى تتناسب مع البيئة الجمالية للمتحف من الداخل وكذلك مع نوعية المجوهرات ويوجد بالقصر نظام انذار الكترونى مع علب العرض والمخازن والذى يعطى انذارا مباشرا فى المتحف كله وفى مديرية أمن الاسكندرية وقسم الشرطة التابع للمتحف وهذا فى أوقات العمل الرسمية كما يتم استخدام الأشعة تحت الحمراء بعد اغلاق المتحف وهذا يعنى أن وجود أى جسم غريب داخل المتحف بعد اغلاقه كفيل باطلاق النار بمعنى أن أى شئ درجة حرارته 37 درجة مئوية يجعل الأشعة تعطى الانذارهذا بالاضافة الى المراقبة التليفزيونية الملونة لجميع الحجرات والممرات بدءا من غرفة مدير المتحف حتى غرفة الامناء وغرفة قائد المتحف وهذا النظام ثالث أنظمة الامان فى المتاحف العالمية ومن خلاله يمكن تصوير أى حدث غير عادى بالدائرة التليفزيونية المغلقة ليلا ونهارا كما أن الأسوار الخارجية مصممة بحيث تعطي انذارا آليا.