أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

340 - قصر آيت بن حدو بالمغرب

قصر آيت بن حدو تقع على قمة هضبة جنوب سلسلة جبال الأطلس على بعد حوالي 30 كلم جنوب مدينة ورزازات جنوبي المغرب عبارة عن مجموعة بنايات شرقية مشيدة من الطين ومحاطة بسور دفاعي شاهق مقوى بالأبراج ويتميز بالبساطة والمتانة تحيط بها مطامر تعود للقرن الحادي عشر وتتكون القرية من بضعة مساكن وقصور صغيرة ومسجد واصطبلات ويعتبر هذا القصر بهندسته المتميزة نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب المغربي ولا زالت تحتفظ بخصائصها المعمارية المغربية الصرفة وهي قصبة ذات خصائص فريدة من نوعها حيث تتخذ من صخرة متكأ يحميها من عوادي الأعداء تعتبر نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب المغربي وعلى بابين لمراقبة الداخل والخارج وتشكل مجموعة سكنية مندمجة ومنغلقة في الوقت ذاته لأسباب أمنية دفاعية وأسباب اجتماعية واقتصادية وتتوفر حصون قلاعية مسننة لا زالت تحتفظ بالكثير من خصائصها المعمارية ولقد تم تحديث معالمها في عام 1977 خاصة لبعض المباني المتردية وخارجها خصيصا لتصوير فيلم المسيح ابن الناصرة للمخرج فرانكو زيفيريلي وفي عام 1987 صنفتها اليونيسكو موقع للثرات الحضاري العالمي وتبذل حاليا الجهود لإدخال مظاهر عصرية للقرية الماضية في التدهور مثل تزويدها بماء الشرب والكهرباء وستكون تلك مهمة عسيرة فكل خطوط التيار الكهربائي يجب أن تدفن في الأرض للحفاظ على مظهرها الطبيعي التاريخي وتفخر قلعة أيت بن جدو باحتوائها على مناظر طبيعية خلابة وهندسة معمارية فريدة جنوب المغرب والتي ظلت محفوظة جيدا بفضل شموخها المتألق ومن بين أكثر مظاهر المنطقة اجتذابا هو سكانها وتم اكتشاف مالأيت بن حدو من إمكانات كموقع لتصوير الأفلام على يد المخرج ديفيد لين صاحب فيلم لورنس العرب (1962) وتمثل القرية موقعا أصليا وإنارة جيدة واستعداد السكان المحليين للعب أدوار إضافية في الأفلام واستُخدمت المنطقة منذ ذلك الحين لتصوير عدة أفلام منها لورنس العرب عام 1962 - المسيح ابن الناصرة عام 1977 -جوهرة النيل عام 1985 -أنوار النهار الحية عام 1987 -آخر إغراءات المسيح عام 1988 -السماء الآوية عام 1990 -كوندون عام 1997 -المومياء عام 1999 -المحارب عام 2000 -الأسكندر عام 2004 ويعد أيت بن حدو متلقى شعبي للسياحة والتصوير السينمائي تستقطب منطقة أيت بن حدو السائحين الذين تحذوهم رغبة في الاطلاع على مواقع تصوير بعض أشهر الأفلام الغربية كفيلم لورانس العرب الذي استهوى آلاف السياح كل سنة لمشاهدة نفس المناظر التي احتوى عليها الفيلم على أرض الواقع لكن بالنسبة لسكان المنطقة المعدودين فإنها تلك القرية التاريخية التي تحكي عن قصص الأجيال السابقة والسياح يزوروا أيت بن حدو ليس فقط لمشاهدة موقع الأفلام الشهيرة على أرض الواقع فحسب وإنما للتمتمع بمناظر القرية الطبيعية الخلابة فقد حكى أحد السياح عن تجربته بالقول استقبلتني بالتحية حديقة جميلة في مدخل القرية ثم تجولت في سراديب ضيقة وفي كل ركن سنحت لي فرصة تصويرية جديرة بالانتهاز وكانت أيت بن حدو تشكل قطبا رئيسيا للتسوق بالنسبة للتجار وقوافل الجمال التي تحمل الملح والذهب والعاج وهي في طريقها عبر الصحراء وبداية القرن العشرين كان يقطن في القرية 450 شخصا و50 أسرة لكن معظم السكان الأصليين غادروها ويكسب من بقوا مصادر عيشهم من الرعي واليوم تستقبل المدينة قرابة 130 ألف سائح في السنة .