أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

372 - قصر الملك طمبل بالسودان

قصر الملك طمبل احتضن ملوك مملكه أرقم علي ضفاف مدينه أرقم بالولايه الشماليه ويناقض حاله الثراء والتطور العمراني الذي تشهده المنطقه بسبب توافد السواح لمشاهده الصرح التاريخي الصامد لأكثر من 600 عام وخضع هذا القصر الذي احتضن ملوك مملكه أرقم الي أخر عمليات ترميم في عهد الشاعر السوداني حمزه بن طمبل الذي توفي في عام 1960 بمدينه دنقلا والجدير بالذكر أن المنطقه تشهد عدم اهتمام السلطات بصيانه وتأهيل القصر علي الرغم من أن مدينه أرقم طلت علي الدوام تأخذ بريقها من هذا المد التاريخي الذي يقصده السياح من شتي بقاع العالم ما أثري الجانب السياحي في المنطقه والقصر بقي مهملا لفتره زمنيه طويله حتي أصبح في حاله يرثي لها وأخر عمليات الترميم كانت في عهد الملك والشاعر حمزه بن طمبل الذي عاش حياته متنقلا بين مصر والسودان وأنه عهد حينها لتغيير السقف واستيراد أخر من مصر بجانب الشبابيك والأبواب كما شهد بعدها ترميمات بسيطه والجدير بالذكر أن القصر ما زال مصدر دخل كبير لمنطقه أرقم التي تبعد عنه 45 كيلومتر عن دنقلا حاضره الولايه الشماليه ومايميز منطقه أرقم التاريخيه أنها تمزج تمزج بين المدينه والريف كما انها تجمع عددا من القبائل السودانيه دون تمييز عرقي ما أدي الي خلق نسيج اجتماعي متوازن يقوم علي التعايش والتسامح كما أنتج هذا الخليط ثقافات متباينه ومتعدده وسكان أرقم عرفوا علي مر التاريخ بالتجاره التي ورثوها من الاجداد ولها تاريخا خاصا وفريدا في العادات والتقاليد ما ساعد علي ذلك التركيبه السكانيه التي تتميز بها اذ أنها تجمع بين عدد كبير من القبائل لكنهم انصهروا في بوتقه واحده وأصبحوا يتشاركون في الأفراح والأتراح وعرف سكان أرقم علي مر التاريخ بالتجاره التي ورثوها من الأجداد منذ عام ألف وثمنمائه للميلاد كما أن لها الفضل في نقل أصول التجاره الي الأسواق السودانيه والحاكماب هم من ذريه حاكم بن سلمه بن سعد الفريد بن الأمير مسمار بن الأمبر سرار بن السلطان قضاعه بن الأمير عبد الله بن الأمير مسروق بن الأمير أحمد بن الأمير ابراهيم جعل جد قبائل الجعليين وكانت جزيره أرقم مقرا لحكم أسره الحاكماب بها قري عديده مثل مجرب والترعه والخلاصاب والحفيره والعباسيه بالاضافه لمدينه أرقم وأغلب سكانها من الدناقله والمحس وعدد من الأسر العربيه وانتقل حاكم بن سلمه الجعلي من جبال العرشطول بغرب النيل الأبيض الي مناطق النوبه السفلي وقيل فاتحا واستقر بجزيره أرقم وأنشأ سلاله الحاكماب وكان ذلك في حوالي الثلث الأخير من القرن الخامس عشر الميلادي " 1470 - 1500 م "  ومن أشهر ملوكهم الملك حمد بن الملك عبد الدائم ولد في سنه 1845 م وقد عينه الأتراك كاشفا علي أرقم في الفتره 1871 - 1873 م أيام حسين باشا خليفه وبعد اندلاع الثوره المهديه وسيطرتها علي السودان عينه خليفه المهدي عبد الله التعايشي أميرا وعند الاحتلال الانجليزي 1896 م عين عمده علي أرقم وخلفه ابنه محمد ثم حفيده حمد بن محمد بن حمد الملك الذي أصبح عمده علي أرقم وتوفي الملك حمد في سنه 1908 م.