أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

581-قرية التراث بأبوظبي الأمارات

قامت جمعية إحياء التراث الشعبي بإنشاء قرية التراث الشعبي في أبوظبي في العام 1991 أطلقت عليها قرية زايد للتراث الشعبي وتشمل هذه القرية التي تعيد زائرها إلى الماضي الذي يعتز به أبناء أبوظبي والإمارات حوشاً من السعف وخياماً من الشعر مع كل مستلزماتها من براجيل ومطابخ وخرائج الماء ومسجداً ومدرسة لتعليم القرآن ومجموعة من الدكاكين التي تحتوي على الأدوية الشعبية والحلوى والحدادة والأواني الفخارية والنحاسية إلى جانب دكاكين للسخام والحطب والقصابة والخناجر والسيوف وتصليح البنادق ويمكن لزائر القرية النموذحية مشاهدة العديد من الأنشطة التي كانت سائدة ويعتمد عليها الناس في الإمارات قديماً كالصيد والأدوات المستخدمة في هذا المجال والتي لايزال استخدامها شائعاً إلى الآن ومنها القراقير والألياخ إلى جانب الأدوات التي استخدمها البدو في حلهم وترحالهم مثل مواقد النار ودلال القهوة وفولات التمر وتتيح القرية للزائر تعلم الصيد بالصقور حيث يوجد مساحة مخصصة لذلك كما يمكن مشاهدة الميدان المحمي للرماية بالبنادق القديمة مثل أم سكبة وقسم المخطوطات والمسكوكات والصور والطوابع القديمة والحلى القيمة وصور تعبر عن الحياة في الماضي وتعتبر من أهم مرافق النادي وهي تحتل مساحة تزيد عن 16000 متر مربع في منطقة كاسر الأمواج المطل على ‏العاصمة أبوظبي وقد أنشئت لإبراز الجانب التراثي في الدولة أمام الزائرين إذ تضم نماذج حية لمبان تراثية تربط زائرها ‏بتفاصيل الحياة اليومية التي عاشها أبناء الدولة قبل ظهور النفط. وقد تم تشييدها بأسلوب هندسي يناسب عراقة الماضي ‏بحيث تعد مزاراً لكل مهتم وباحث عن التراث وتحتوي القرية على البيئة البرية‎ بيت العين وبيت الشعر وبيت اليواني والعريش والحظيرة نماذج مختلفة لنزل أهل البر باختلاف مناطق ‏سكناهم ‏واختلاف متطلبات الطقس وتنوع الاستخدامات للمنامة أو الجلوس أو الضيافة التي يظل عنوانها العربي ‏دلال القهوة ‏ومستلزماتها أما بيت البحر أهل البحر الذين كان البحر مصدر رزقهم فرضت عليهم حياتهم طرازاً من البيوت التي تقيهم لهيب الشمس ‏وتلتقط لهم ‏نسائم البحر التائهة فتجد البيت مغطى بـ (اليزايا) المصنوعة من سعف النخيل كما يعلو (البارجيل) ‏فوق مستوى البيت ‏ليأتي بالهواء البارد للداخل مهما كانت حرارة الطقس خارجاً أما البيئة الزراعية‎ الثور في الخبِّ المنحدر يجر الحبل من طرفه البعيد و(المنيور) و(الرشا) ومساند خشبية أخرى تتكالب فوق البئر ‏تسند ‏الحبل منتشلاً من طرفه الآخر دلو الماء ليصب في (الأفلاج) التي تشكل قنوات الري هكذا كان نظام الري ‏‏(اليازرة) و‎المشغل اليدوي النسائي‎ لنساء كن في الماضي يقمن بأدوار إضافية إلى جانب أدوارهن الاعتيادية اليومية فهن يصنعن مما توفره البيئة ‏من حولهن ‏من مواد أولية الكثير من أدوات البيت ومستلزماته وفي المشغل اليدوي تراهن يبدعن من الصوف ‏وسعف النخيل العديد ‏من القطع النسيجية والأدوات القشِّية التي تتوزع في مختلف أركان البيت أما ‎السوق الشعبي‎ بتجولك بين دكاكين السوق الشعبي فإنك تطوف على كل ما كان يشكل الصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية ‏ففي كل دكان ‏تقف على أدق التفاصيل وترى المنتج يخرج من بين يدي صانعه سلعة جلدية أو خشبية أو نحاسية ‏أو زجاجية أو فخارية ‏كما ترى كذلك دكاكين العطارة والحبوب أما ‎معرض السوق الشعبي‎ المعرض ييسِّر لك الإطلاع على كل المنتجات اليدوية التي مررت بصناعتها قبل قليل وهم يصوغون تفاصيلها ‏لكنه ‏يأخذك أيضاً في تأملات بعيدة تصل بك إلى استخدامات كل قطعة وميزاتها وسر الإبداع الذي بثته في ‏جزئياتها أنامل من ‏ذهب ويسهل عليك إمكانية اقتناء ما يعجبك منها أما المتحف‎ كما للقرية أركانها التي تطلعك على واقع وتفاصيل الحياة اليومية فإن للمتحف أركانه التي تعرض لك كل ما كان ‏يرتبط ‏بتلك الحياة من أدوات ومستلزمات ففي بناء على شكل قلعة أثرية تزيد مساحته عن 500 متر مربع ‏تأخذك الخطى لترى ‏الأدوات الزراعية والأسلحة وأدوات صيد اللؤلؤ ودلال القهوة العربية والأزياء الفلكلورية ‏والحلي وأدوات الزينة عند ‏المرأة وصوراً قديمة تجسد مراحل الحياة في الدولة كما ترى عدداً من نسخ المصحف ‏الشريف مكتوبة بخط اليد وكذلك ‏مجموعات من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والورقية‎ والمسجد‎ هو بيت العبادة الذي يتلازم مع الإماراتي في كل عهوده وأينما أقام ولا يغيب عنه كل مافي الطراز المعماري القديم من ‏لمسات إبداع وتميز تتوضح أكثر ما تتوضح في الزخرفة التي تحفر على الأبواب والنوافذ و‎في كوخ تراثي يفوح منه عبق التاريخ اتخذ مقهى القرية الشعبي مكانه على جانب إحد ممرات القرية ليستقبل ‏الضيوف ‏بمشروباته الساخنة وبمسلوقاته من الفول والحمص، وبمراسم ضيافته المفتقدة بغير هذا المكان والمنطقة الأثرية وتضم نماذج مصغرة للآثار المكتشفة في كل من أم النار وقبر الهيلي وجرن بنت سعود ومنطقة الألعاب والاستراحة‎ لابد لك بعد تطوافك برحلة تراثية في مختلف أركان القرية من أن تجلس متأملاً بهدوء في كل حيثيات الماضي في ‏‏الإمارات وأنت مطمئن للهو أطفالك إن اصطحبوك في منطقة الألعاب التي أعدت لهم وفي الاستراحة التي ‏أعدت لتوفر ‏لك هذا الهدوء ستحظى بفرصة خاصة لا تتوفر بغير هذا المكان حين تسند جسمك إلى كرسي ‏الاستراحة ودماغك ‏مزدحمة بالمعاني والصور التراثية وبصرك يمتد ليلتقي بالطرف الآخر من المياه بالمعالم ‏الحضارية والعصرية التي ‏انتصبت على امتداد الكورنيش.‏






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق