أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

34 - الكنيسه المعلقه بالقاهره

الكنيسه المعلقه بماري جرجس بالقاهره
تقع الكنيسة المعلقة بحى مصر القديمة تتوسط مجموعة من الآثار القبطية في منطقةأثرية هامة فهي على مقربة من جامع عمرو بن العاص و كنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون و كنيسة الشهيد مرقوريوس أبو سيفين و كنائس عديدة أخرى وتفتح بواجهتها الرئيسية على شارع مارجرجس عرفت هذه الكنيسة باسم الكنيسة المعلقة لأنها تقوم على أنقاض برجين كبيرين من أبراج الحصن الرومانى الذى بناه الإمبراطور تراجان في مستهل القرن الثانى للميلاد حصن بابليون والدخول إليها عن طريق درجات سلم مقامة على مقربة من البرج الأوسط وقد نالت تلك الكنيسة شهرة ذائعة الصيت لأنها تعتبر من أقدم الكنائس الباقية في مصر ويعتقد أنه كان أصل هذه الكنيسة المغارة التي إختبأت فيها العائلة المقدسة أثناء رحلتها الى مصر ورأى آخر يقول أنها بنيت في بداية العصر الإسلامي كمكان استخدم خلوة لراهب أقام في هذه المنطقة شأنها شأن عدد من السراديب المنحوتة في صخر جبل الفسطاط ولهذه الكنيسة أهمية خاصة عند أقباط مصر من الناحية الدينية اذ كان ينتخب فيها بطاركة الكرسي المرقسى حتى القرن الثاني عشر الميلادي و قد جددت الكنيسة عدة مرات خلال العصر الإسلامى مرة في خلافة هارون الرشيد كما ورد فى سيرة الأنبا نرقس في تاريخ البطاركة واعاد بناء جميع كنائس المنطقة في ذلك الوقت بناءً على طلب هذا البطريرك من الوالى كما جددت عمارة هذه الكنيسة أيضاً في خلافة العزيز بالله الفاطمى حين سمح للبطريرك أفرام السريانى بتجديد كافة كنائس مصر وما تهدم منها وأعيد تجديد الكنيسة مرة أخرى في خلافة الظاهر لاعزاز دين الله وكانت الكنيسة المعلقة مقراً للعديد من البطاركة منذ القرن الحادي عشر و كان البطريرك خريستودولوس هو أول من اتخذ الكنيسة المعلقة مقراً و قد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشرو لا تزال توجد لهم صور و أيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع و كانت تقام بها محاكمات الكهنة و الأساقفة و محاكمات المهرطقين فيها أيضا و تعتبر مزاراً هاماً للأقباط نظراً لقدمها التاريخي و ارتباط المكان بالعائلة المقدسة و وجودها بين كنائس و أديرة لـقديسين فتسهل زيارتهم أيضا وتقع واجهة الكنيسة بالناحية الغربية على شارع ماري جرجس وهي من طابقين وتوجد أمامها نافورة و قد بنيت بالطابع البازيليكي الشهير المكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء و هي مستطيلة الشكل و صغيرة نسبيا فأبعادها حوالي 23.5 متر طولا و185 مترا عرضا و95 مترا ارتفاعا وهي تتكون من صحن رئيسي وجناحين صغيرين و بينهما ثمانية أعمدة على كل جانب و ما بين الصحن والجناح الشمالي صف من ثلاثة أعمدة عليها عقود كبيرة ذات شكل مدبب و الأعمدة التي تفصل بين الأجنحة هي من الرخام فيما عدا واحدا من البازلت الأسود و الملاحظ أن بها عدد من تيجان الأعمدة كورنثية الطراز و في الجهة الشرقية من الكنيسة توجد ثلاثة هياكل الأوسط يحمل اسم القديسة العذراء مريم و الأيمن باسم القديس يوحنا المعمدان و الأيسر باسم القديس ماري جرجس أمام هذه الهياكل توجد الأحجبة الخشبية و أهمهم الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف ويرجع إلي القرن الثاني عشر أو الثالث عشر ونقش عليه بأشكال هندسية وصلبان جميلة وتعلوه أيقونات تصور السيد المسيح وعن يمينه مريم العذراء و الملاك جبريل و القديس بطرس وعلى يساره يوحنا المعمدان و الملاك ميخائيل و القديس بولس و بأعلى المذبح بداخل هذا الهيكل توجد مظلة خشبية مرتكزة على أربعة أعمدة و من خلفه منصة جلوس رجال الكهنوت في الجناح الأيمن من الكنيسة تم تعليق أجزاء من صحف قومية مصرية على أحد الحوائط راصدة أحداث و مشاهد من التاريخ الحديث للكنيسة و منها المتعلقة بالأقباط في مصر