أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

109 - معبد حتشبسوت


الدير البحرى أو معبد حتشبسوت الجنائزى فى طيبة الغربيه فى جنوب مصر اللى كرسته الملكه حتشبسوت للاله امون صممه المهندس المصرى سنموت والدير البحرى موقع اثرى مهم اتنقشت على حيطانه مناظر سجلت اخبار البعثه التجاريه المصريه اللى بعتتها الملكه لبلاد بونت و مناظر بتصور ولادتها الالاهيه بعد ما حملت فيها امها من الاله امون نفسه ومناظر من حفلة تتويجها والدير البحري هو مجموعة من المعابد والمقابر الفرعونية الموجودة في الضفة الغربية من النيل المقابلة لمدينة الأقصر بمصر شيدت الدير الملكة حتشبسوت لتؤدي فيه الطقوس التي تفيدها في العالم الآخر أما اسم الدير البحري فهو اسم عربي حديث أطلق على هذه المنطقة في القرن السابع الميلادي بعد أن استخدم الأقباط هذا المعبد ديرًا لهم ويتكون المعبد من ثلاثة مدرجات متصاعدة يقسمها طريق صاعد ولقد أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت الصومال حاليا فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل عندالأقصر ولا تزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير وأيضا صورت على جدران معبد الدير البحري وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانتهما في معبد الكرنك بالأقصر وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا وهي تزين حتي الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس ويعجب المؤرخون والمهندسون حتي يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتسبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التي اتبعها المهندس المصري القديم للقيام بهذا العمل الجبار ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك إلا أن المهندسون المصريون القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة الغير كاملة التجهيز في محجر أسوان ويسألون أنفسهم كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان