أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

98 - كوبري قصر النيل


كوبري قصر النيل بالقاهره عندما قرر الخديو اسماعيل بناء كوبري قصر النيل ليكون بذلك أول معبر بين ضفتي النيل لم يكن يدرك أن معبره هذا سيتحول فيما بعد ليصبح معلم سياحي من أهم معالم القاهره ولقد كان حلم الخديو اسماعيل أن يجعل مصر قطعة من أوروبا ولهذا جاء تفكيره في إنشاء معبر من ميدان الاسماعيلية الذي حمل اسمه وهو ما يعرف الآن بميدان التحريرالى الضفة الأخرى من النيل كان ذلك عام 1869 وافتتح الكوبري للمرور في العاشر من فبراير عام 1872 بطول 406 أمتار وعرض 10 أمتار ونصف من بينها متران ونصف للرصيفين الجانبين وقد كلف الخديو اسماعيل شركة فرنسية ببناء الكوبري ليربط بين القاهرة والجزيرة الواقعة على الضفة الأخرى من النيل وتكلف انشاؤه 108 آلاف جنيه مصري وكان مزودا بفتحتين ملاحيتين يتم المناورة بهما يدويا كان طول كل منهما 32 مترا وقد أسست دعائمه بالدبش المحاط بطبقة من الحجر الجيري الصلب وتم تنفيذ أساساته بطريقة الهواء المضغوط وصممت فتحاته لتحمل 40 طنا فقد تم تصميمه لحمل عربات متتابعة وزن كل منها 6 أطنان أو أن يحمل حملا موزعا مقداره 400 كيلو متر مربع وكان المنشأ العلوي للكوبري عبارة عن جمالونين تربطهما كمرات عرضية ترتكز عليها أرضية الطريق وكانت الفتحات الملاحية تدار يدويا بواسطة تروس بسيطة أما أول تجربة تحميل للكوبري فقد تمت من خلال تمرير طوبجية مدفعية راكبة مكونة من 6 مدافع مع ذخيرتها مرت أولا بالخطوة المعتادة ثم مرت مرة أخرى بخطوة سريعة ثم قسمت قسمين مرا سويا من دون أن يحدث للكوبري أي اهتزاز وفي 4 فبراير عام 1931 وبعد 60 عاما من انشائه قام الملك فؤاد الأول بتجديد كوبري قصر النيل وأطلق عليه اسم كوبري الخديو اسماعيل إحياء لذكرى والده وراعى في تجديده الناحية الفنية والجمالية ليناسب أهمية موقعه فأصبحت عند كل من مدخليه منارتان من حجر الجرانيت على رأس كل منها مصباح وأمامها واحد من الأسود الأربعة التي كانت قائمة على مدخلي الكوبري القديمة احتفظ بها لتكون أثرا يدل على صاحب المشروع الخديو اسماعيل وعند نهاية الكوبري شرفتان جميلتان تطلان على شاطئ النيل وقد اشترطت مواصفات دهانات الكوبري أن تدهن جميع الأجزاء المعدنية بأربع طبقات الطبقة الأولى من السلاقون وتدهن بالمصنع والثانية تدهن في موقع العمل قبل التركيب والثالثة والرابعة من بوية تقرها المصلحة والمعمل الكيماوي على أن تكون الطبقتان من لونين مختلفين ليتمكن المهندس المشرف على صيانة الكوبري مستقبلا من معرفة حالة الدهان ودرجة تأثره بالمتغيرات الجوية والزمن وخلافه وقد سمي الكوبري بهذا الاسم لمجاورته لقصر نازلي هانم الذي بناه محمد علي لابنته على ساحل النيل وقد هدمه سعيد باشا فيما بعد ليبني محله قشلاق قصر النيل لاقامة العساكر به ويشير بعض المؤرخين الى رسوم كان يدفعها كل من يعبر الكوبري القديم من البشر أو الدواب كانت تستخدم في صيانة الكوبري فضلا عن رد بعض تكاليف الانشاء فقد فرض على الجمل المحمل قرشين رسم عبور والفارغ قرشا واحدا والخيول والبغال المحملة قرشا و15 بارة لكل واحدة وعربات الكارو المحملة 3 قروش والفارغة قرشا وكل واحدة من الغنم والماعز 10 بارات أما الرجال والنساء فيدفع كل فرد 100 بارة وعربات الركوب قرشين محملة والفارغة قرشا واحدا مع إعفاء الأطفال حتى سن 6 سنوات وتضمن المرسوم الملكي أيضا فرض رسوم عبور على النعام الصغير والكبير والغزال والكلاب والخنزير والحلوف والضبع والدب ويسدد كل منها 10 فضة