أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

136 - المتحف الاسلامي بالقاهره

متحف الفن الإسلامي بالقاهرة الأكبر من نوعه في العالم يعد متحف الفن الإسلامي بالقاهرة أقدم وأكبر وأضخم متحف في العالم الإسلامي إذ يحتوي على 96 ألف تحفة نادرة لامثيل لها تؤكد عظمة الحضارة الإسلامية وازدهارها والتحف الموجودة بالمتحف تم جلبها من معظم دول العالم الإسلامي أو من شخصيات غربية وعربية اقتنتها سنوات طويلة وقامت ببيعها للمتحف أو إهدائها له ويضم المتحف تحفا ترجع إلى العام 31 هـ وهناك تحف معدنية وخشبية وخزفية ومشكاوات وسجاجيد ومصاحف نادرة تثبت عظمة ومهارة الفنان المسلم وقد عُرضت بعض تحف المتحف في معارض دولية في إنكلترا وأميركا وفرنسا والصين فبهرت من شاهدها وضمن تصوره لمخطط القاهرة الجديدة أوروبية الهوى أوكل الخديوي اسماعيل لعلي مبارك مهمة جمع الكتب والمخطوطات بينما عهد إلى الفرنسي فرانس مفتش الأوقاف مهمة جمع الكنوز الأثرية والمخطوطات العلمية والعملات الإسلامية واللوحات التي تحكي التاريخ الإسلامي عبر حقبه المتفاوتة وأصبح إيوان مسجد الحاكم بأمر الله الشرقي مقراً ثم عرضت تلك التحف في متحف صغير تم بناؤه خصيصا في صحن جامع الحاكم وأطلق عليه اسم دار الآثار العربية وبقيت التحف موجودة في ذلك المتحف الصغير إلى أن تم تشييد المبنى الحالي للمتحف في ميدان باب الخلق في وسط القاهرة بجوار منطقة الأزهر وافتتح في 28 ديسمبر 1903م وفي العام 1952م تغير اسم المتحف من دار الآثار العربية إلى متحف الفن الإسلامي يعد أكبر متحف إسلامي فني في العالم حيث يضم بين جنباته مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس وافتتح المتحف لأول مرة في 9 شوال 1320هـ=28 ديسمبر 1903م في ميدان باب الخلق أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية وبجوار أهم نماذج العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة الدالة على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية من ازدهار كجامع ابن طولون ومسجد محمد علي بالقلعة وقلعة صلاح الدين وقد سُمي بهذا الاسم منذ عام 1952م وذلك لأنه يحتوي على تحف وقطع فنية صنعت في عدد من البلاد الإسلامية مثل إيران وتركيا والأندلس والجزيرة العربية... إلخ وكان قبل ذلك يسمى بـ دار الآثار العربية امتدادًا للنهضة المتحفية والاهتمام بالآثار المصرية التي شهدها عصر محمد علي باشا صدرت مجموعة من القوانين لحماية الآثار المصرية واعتبارها تراثا إنسانيا هاما يجب المحافظة عليه مما دعا أمراء وحكام أسرة محمد علي للتفكير في إنشاء متاحف كبرى متخصصة ترقى إلى مستوى متاحف أوروبا وأمريكا بتميز واضح تمثل في أنها أنشئت خصيصا لتكون متاحف للتراث والفنون الإسلامية وكان المتحف المصري من أوائل المتاحف الكبرى التي أنشئت في القاهرة وذلك في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني حيث افتتح في عام 1901 ليكون أول مبنى في مصر شيد بالخرسانة المسلحة ثم تلاه مبنى متحف الفن الإسلامي الذي أمر بإنشائه الخديوي عباس حلمي الثاني وافتتح عام 1903م ليكون ثاني مبنى شيد بالخرسانة المسلحة وترجع أهمية هذا المتحف إلى كونه أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الإسلامية وما يعرف بالفن الإسلامي ككل فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث أنواع الفنون المختلفة كالمعادن والأخشاب والنسيج وغيرها أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وغيرهما ويأتي متحف طوب قبو سراي بإستانبول في المرتبة الثانية بعد متحف الفن الإسلامي من حيث إن 90% من مقتنياته من الفنون والتحف التركية و10% يمثل الفنون الإسلامية التي تنتمي إلى بقية العالم الإسلامي ومن الجدير بالذكر أن الفن الإسلامي بدأ في القرن1 هـ = 7 م وبلغ أوج عظمته في القرنين 7،8هـ=13،14م واعتمد في نشأته على مصدرين رئيسيين هما الفن البيزنطي والفن الساساني ولكنه تميز عن باقي الفنون بكونه فنا زخرفيا اعتمد على مجموعة من الزخارف لتكون عناصره الأساسية كالزخارف الكتابية والهندسية والنباتية ورسوم الكائنات الحية من آدمية وحيوانية تلك العناصر التي وجدت على العمائر والأعمال الفنية والتحف والفنون التطبيقية الإسلامية جمعت النواة الأولى المكونة للمتحف الإسلامي عام 1880م في عهد الخديوي توفيق وهي عبارة عن مجموعات صغيرة من الآثار الإسلامية في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله وفي عام 1881م صدر أمر بإنشاء مكان خاص بصحن جامع الحاكم لحفظ هذه الآثار وقد كانت مقتنيات اللجنة عبارة عن هدايا ومجموعات أثرية كانت في حوزة بعض الباشوات والأمراء من هواة ومحبي الفنون الإسلامية وقد زود المتحف بعد ذلك بعدد كبير من محتوياته عن طريق الهبات التي تبرع بها أبناء الأسرة العلوية مثل الملك فؤاد الذي قدم مجموعة ثمينة من المنسوجات والأختام والأمير محمد علي والأمير يوسف كمال والأمير كمال الدين حسين ويعقوب آرتين باشا وعلى إبراهيم باشا الذين زودوا المتحف بمجموعات كاملة من السجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني ويؤكد الدكتور محمد عباس مدير المتحف على المكانة التي يتقلدها المتحف بين متاحف العالم كالمتحف البريطاني ومتحف فكتوريا وألبرت بلندن ومتحف اللوفر في احتوائه على مجموعة مميزة من أشكال الفن والآثار الإسلامية إضافة إلى تميزه بمجموعات فنية ضخمة تقترب من الشمول والكمال كما يضم المتحف مجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التي كانت تستخدم في العصور الإسلامية المزدهرة بالإضافة إلى أساليب قياس المسافات كالذراع والقصبة وأدوات قياس الزمن مثل الساعات الرملية ومجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا ومجموعة الخزف المصري والفخار من حفائر الفسطاط والخزف ذو البريق المعدني الفاطمي ومجموعة من أعظم ما أنتج الفنان المسلم من أخشاب من العصر الأموي 41 – 132 هـ 661 - 750 م ويحتفظ متحف الفن الإسلامي بمجموعات متميزة من الخشب الأموي الذي زخرفه المصريون بطرق التطعيم والتلوين والزخرفة بأشرطة من الجلد والحفر ومنها أفاريز خشبية من جامع عمرو بن العاص ترجع إلى عام 212 هـ وبالمتحف أيضا مجموعة مهمة من الخشب الذي أنتج في العصر العباسي بمصر وخاصة في العصر الطولوني الذي يتميز بزخارفه التي تسمى طراز سامراء وهو الذي انتشر وتطور في العراق فهو يستخدم الحفر المائل أو المشطوف لتنفيذ العناصر الزخرفية على الخشب أو الجص وغيرها وتأتي أهمية التحف الخشبية التي يضمها المتحف لكونها تمثل تطور زخارف سامراء وهي تحف نادرة لم يعثر على مثيلها في سامراء العراق نفسها ومن أندر ما يضمه المتحف من التحف المعدنية ما يعرف بإبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين ويمثل هذا الإبريق آخر ما وصل إليه فن صناعة الزخارف المعدنية في بداية العصر الإسلامي وهو مصنوع من البرونز ويبلغ ارتفاعه 41 سم وقطره 28سم كما يضم المتحف أقدم شاهد قبر مؤرخ بعام 31هـ ومن المخطوطات النادرة التي يضمها المتحف كتاب فوائد الأعشاب للغافقي ومصحف نادر من العصر المملوكي وآخر من العصر الأموي مكتوب على رَقّ الغزال ومن المعادن يوجد في المتحف مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان ودينار من الذهب مؤرخ بعام 77 هجرية وترجع أهميته إلى كونه أقدم دينار إسلامي تم العثور عليه إلى الآن بالإضافة إلى مجموعة متميزة من المكاحل والأختام والأوزان تمثل بداية العصر الإسلامي الأموي والعباسي ونياشين وأنواط وقلائد من العصر العثماني وأسرة محمد علي كما يضم مجموعات قيمة من السجاجيد التركية والإيرانية من الصوف والحرير ترجع إلى الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية في فترة القرون الوسطى الميلادية وهي من صنع أصفهان وتبريز بإيران وأخرى من صناعة آسيا الصغرى أكبر عملية تطويرمحمد عباس مدير متحف الفن الإسلامي تبعا لقانون الآثار 117 لسنة 83 يعتبر مبنى المتحف الإسلامي بالقاهرة من المباني الأثرية وذات القيمة الفنية والتاريخية ويقضي القانون بتحويل المباني التاريخية التي يمر على إنشائها مائة عام إلى مبانٍ أثرية وتسجل كأثر وهذا ما حدث مع المتحف ويشهد المتحف منذ سنوات أكبر عملية تطوير وترميم وإعادة عرض القطع الأثرية وفقا لسيناريو عرض عالمي استعين في تخطيطه بمؤسسة أغاخان كما تتم عمليات الترميم بمساعدة خبراء من فرنسا متخصصون بترميم قطع الفسيفساء والنافورات الرخامية وهي أكبر عملية تطوير يشهدها المتحف خلال مئة عام فقد بدأت أعمال الترميم في عام 2001م وما زالت مستمرة ومن المتوقع أن يتم الانتهاء في أوائل عام 2006م وقد قامت الجهة المنفذة لأعمال التطوير بعمل مجسات للتربة لتدعيم أرضيات المتحف وحوائطه وتم استحداث ما يعرف بـالأدوار المسروقة للاستفادة من ارتفاع الأسقف واستخدامها كمخازن للقطع الفنية وتشمل أعمال التطوير أيضا إنشاء مدرسة متحفية للأطفال وأخرى للكبار وإنشاء مبنى إداري بجوار المتحف على قطعة أرض بمساحة 270 مترا ويشغل الطابق الأول من المبنى الذي يقع في ميدان باب الخلق بينما يشغل الطابق الثاني من المتحف دار الكتب المصرية وشيد المبنى على طراز العمارة المملوكي الذي عرف فيما بعد بالطراز المصري الإسلامي ويوضح مدير المتحف محمد عباس أن عدد القطع والتحف الفنية التي يضمه المتحف يبلغ أكثر من مائة ألف وثلاثة آلاف قطعة سيعرض منها 2500 قطعة وذلك لمنح القطع الفنية فرصة ومساحة أكبر كي يتسنى للزائر رؤيتها بشكل مناسب وينتهي مبنى التحف من أعلى بمجموعة من الشرفات التي تزين سطحه والتي كانت تستخدم في العمارة الإسلامية ويزين واجهاته أيضا مجموعة من الأعمدة ذات الطراز الإسلامي وأخرى بتيجان من ورق الأكانتس ومجموعة من الزخارف الجصية أقسام المتحف يقسم المتحف الإسلامي تبعا للعصور والعناصر الفنية والطرز من الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني ويقسم إلى 10 أقسام تبعا للعناصر الفنية وهي المعادن والعملات والأخشاب والنسيج والسجاد والزجاج والزخرف والحلي والسلاح والأحجار والرخام وبحسب المخططات الجديدة سيتم تقسيم العرض داخل المتحف إلى قسمين الأول يمثل الفن الإسلامي في مصر ويأخذ الجناح الشمالي والثاني سيخصص للتحف التي تمثل تاريخ الفن الإسلامي في الأناضول وأسبانيا والأندلس وتبعا لأعمال التطوير فقد أنجزت قاعات لبيع الهدايا وقاعة لكبار الزوار مصممة وفق طراز إسلامي كما ستستخدام وسائل تكنولوجية حديثة في الحفاظ على مقتنياته كما يضم المتحف عشرة أقسام معبرة عن عناصر الفنون الإسلامية بداية من العصر الإسلامي المبكر وانتهاء بأسرة محمد على منها قسم الخزف والفخارويضم أنواع الخزف والفخار في مصر منذ العصر الأموي ونتائج حفائر الفسطاط والخزف ذو البريق المعدني الذي اشتهر في العصر الفاطمي والمملوكي في مصر والخزف الإيراني والخزف والفخار العثماني المنسوب إلى رودس وكوتاهية وخزف إيران طراز سلطان آباد والبورسلين الصيني الأخشاب ويضم أنواع التحف الخشبية الأموية وطراز سامراء العباسي في حفائر العصر الطولوني في مصر وجميع المنابر الأثرية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي والأحجبة الخشبية وكراسي المقرئين الموجودة بالمساجد والجوامع الأثرية ومجموعات الصناديق الخشبية التي تخص السلاطين والأمراء المسلمين وجميعها منفذة بطرق الحشوات المجمعة والتجليد والتذهيب والحفر والتجسيم المعادن ولعل أهم مقتنيات المتحف من المعادن الإسلامية هي الشمعدانات المملوكية وإسطرلاب وهو من أدوات الفلك والطسوت والثريات والكراسي وكلها منسوبة إلى السلاطين والأمراء وهي محلاه بالذهب والفضة ومزينة بالكتابات والزخارف الإسلامية الزجاج يحتوي المتحف على نماذج من الزجاج الإسلامي الذي انتشر في مصر والشام وخاصة في العصرين المملوكي والأيوبي ومنها كؤوس ومشكاوات مموه بالمينا وتعد المشكاوات أهم نماذج فن الزجاج النسيج ومن أشهر النسيج الذي يحتويه المتحف نسيج القباطي المصري ونسيج الفيوم والطراز الطولوني من العصرين الأموي والعباسي ونسيج الحرير والديباج ونسيج الإضافة من العصر المملوكي يُذكر أن المتحف الإسلامي يُفتتح قبل القسم الإسلامي في متحف اللوفر بعد تطويره وقبل متحفي الإمارات وقطر اللذين يفتحان أبوابهما العام المقبل