أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

156 - متحف قلعه صحار

تعتبر قلعة صحار أحد المعالم التاريخية البارزة في سلطنة عمان وهي من أهم القلاع والحصون في منطقة الباطنة كافة نظرا لموقعها المتميز ودورها الكبير الذي لعبته طوال القرون الماضية ويرجع تاريخ بنائها إلى نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادي، حيث توضح الحفريات الأثرية المكتشفة حول القلعة في عام "1980" بأن بناءها يرجع إلى القرن الرابع عشر الميلادى في الطرف الجنوبى من المدينة وأن "أمراء هرمز" هم الذين قاموا ببنائها في عهد ملوك بنى نبهان ولقد تم تحويل القلعه الي متحف ولقد أفتتح المتحف في 17 نوفمبر 1993م بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد الوطني الثالث والعشرون المجيد وذلك لإبراز تاريخ مدينة صحار ومعالمها التاريخية وعلاقتها الحضارية بالعالم وما اشتهرت به في مجال التجارة بالإضافة إلى تاريخها الإسلامي وما أسهم به العمانيون في مجال الريادة البحرية ودورهم في نشر الإسلام في بقاع عديدة من العالم بالإضافة إلى العهود اللاحقة التي عاشتها هذه المدينة وما ساهمت به من دور حضاري وبطولي رائد في العهد القديم وما تعيشه من تقدم وازدهار في العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم يشتمل المتحف على ثلاث قاعات عرض وكل قاعة تنقسم إلى عدة غرف القاعة الاولى الغرفة الأولى تعرف بغرفة الاستحمام وتعرض بها الأدوات التراثية القديمة التي كانت تستخدم في الحمام كالقبقاب وأواني حفظ الماء كما توجد بها بئر يصل عمقها إلى 40 قدم والتي كانت في الماضي مصدر مياه الشرب لأهل القلعة أثناء الحصار والغرفة الثانية تعرض تاريخ تجارة النحاس والعلاقات التجارية التي نشأت بين مجان والمدن التجارية الواقعة على ضفاف نهر الفرات وكذلك على نهر الاندس والغرفة الثالثة بها قبر السيد ثويني بن سعيد بن سلطان بن احمد البوسعيدي الذي حكم عمان فيما بين 1856ـ1866م كما يوجد بالقلعة ممر سري تحت الأرض يمتد طوله إلى 25 كم يربط القلعة بمنطقة حورة برغة والذي كان يستخدم لأغراض عسكرية أيام الحروب وأما القاعة الثانية الغرفة الأولى تعرض بها خارطة توضح طرق التجارة القديمةطريق الحرير والأسطورة المتعلقة بتجارة وإنتاج الحرير كما تعرض بعض المسكوكات والعملات النقدية القديمة التي يعود أقدمها إلى القرن السادس الميلادي وبعضها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي وقد نقش عليها أسماء الأماكن التي سكت فيها وتعتبر هذه المسكوكات بمثابة دليل على الوضع التجاري المزدهر في عمان وخاصة مدينة صحار كما يعرض في هذه الغرفة نموذج لخندق حفر عام 1986م لمعرفة تاريخ نشأت مدينة صحار حيث أمكن قراءة تاريخ المدينة منذ الوقت الحاضر وحتى بداية تأسيسها على شكل طبقات متعاقبة فاللون الأصفر يوضح الطبقات الإسلامية الحديثة من القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي وحتى الوقت الحاضر اللون الأخضر يوضح طبقات العصر الإسلامي المبكر من القرن الأول الهجري/السابع الميلادي وحتى السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي اللون الأرجواني يوضح طبقات عصر ما قبل الإسلام من القرن الأول الميلادي وحتى السادس الميلادي أما اللون الرمادي فيوضح طبقة الأرض البكركذلك تعرض في هذه الغرفة بعض المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها أثناء الحفر داخل فناء القلعة والغرفة الثانية تعرض نسخة من نص رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل عمان يدعوهم فيها للإسلام وقد حمل الرسالة اثنان من الصحابة هما عمرو بن العاص السهمي وابوزيد الأنصاري حيث قدما إلى عمان والتقيا بأبني الجلندى عبد وجيفر في صحار كما تعرض وصف المقدسي لمدينة صحار في القرن العاشر الميلادي وقصة وصول البرتغاليين الى صحار بتاريخ 16 سبتمبر1507م بقيادة البوكيرك وحدود الدولة العمانية أثناء حكم اليعاربة والبوسعيد والغرفة الثالثة تعرض جانب من احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثاني والعشرون المجيد  عام الصناعة الذي أقيم بمدينة صحار كما تعرض الوضع الذي كانت عليه القلعة عام 1960م و1980م ونماذج القنابل التقليدية القديمة التي استخدمها العمانيون في الحروب وبعض الأسلحة البرتغالية والترميم الذي جرى للقلعة عام 1992م وأما القاعة الثالثة هي عبارة عن قاعة المحكمة القديمة يطلــــق عليها البرزة وكان محدد للقاضي والوالي الاجتماع في هذه القاعة للقضاء في أول يوم سبت من كل شهر.