أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

191- متحف الآثار القديمة اسطنبول

يعتبر متحف الآثار القديمة في اسطنبول أول متحف في تركيا فقد تم افتتاحه في الثالث عشر من حزيران عام 1891 وكان حينها واحداً من أول متاحف العالم التي شغلت مباني بنيت أصلاً لتكون متاحف وإذ يتميز المتحف بموقع فريد في حديقة قصر توبكابي أحد أقدم القصور العثمانية الأثرية ويشتمل على عدد كبير من المعروضات القيمة التي تعود بتاريخها إلى أقدم حضارات المنطقة وتتنوع بتنوعها فإنه لا يزال حتى يومنا هذا يحتل بأقسامه الثلاثة (متحف الآثار القديمة ومتحف الآثار الشرقية القديمة ومتحف قصر الخزف) ويحتل مكانة هامة بين أهم وأكبر متاحف العالم .
متحف الآثار القديمة 
ويعتبر قسمه الرئيسي الذي يشغل البناء القديم المبني من قبل المعماري ألكسندر والاوري من أجمل النماذج العمرانية المبنية على الطراز الكلاسيكي الحديث ويتألف من طابقين ويضم العلوي منهما مكتبة بسبعين ألف كتاب ويعرض ثماني مئة ألف قطعة نقدية تركية وأختام وميداليات بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الحجرية وتماثيل التراكوتا الصغيرة والقدور وتعتبر معروضات الطابق الأرضي من القبور الحجرية المكتشفة في سيدون سوريا سابقاً
من الأسباب الأساسية لشهرة المتحف وتعود بتاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد وتتميز بزخارف متقنة وطرز عمرانية متأثرة بالثقافات المحيطة كالمصرية والفينيقية والليسيانية ومن أشهرها قبر ألكسندر المكتشف في عام 1887 والمغطى بنقوش فائقة الإتقان تصور بعض معاركه ومراحل من حياته بالإضافة إلى القبور الحجرية المذهلة المكتشفة في المقبرة نفسها مزينة بثماني عشر لوحة تظهر النساء في حالة قصوى من الحزن والحداد وشكلت هذه الألواح مصدر الوحي والإلهام في زخرفة واجهة البناء الخارجية كذلك فإن المتحف يبدو موفقاً في مجموعة معرض العصور القديمة من تماثيل ونحوت مكتشفة محلياً ومرتبة زمنياً وهي توضح تطور فن النحت من العصور القديمة وحتى الفترة البيزنطية يلحق بالقسم الرئيسي من الجنوب الشرقي مبنى إضافي مؤلف من ستة طوابق اثنين منها يقعان تحت الطابق الأرضي ويشكلان مستودعين بينما تم تنظيم الأربعة المتبقية كصالات عرض تحمل أسماء تختلف باختلاف الحضارات التي تعود إليها الآثار التي تعرضها الطابق الأول يحمل اسم "اسطنبول على مر العصور" ومن أهم معروضاته رأس الحية المأخوذ من العمود الأفعواني وجرس برج غالاتا والثاني الأناضول وطروادة على مر العصور بينما نقشت عبارة "الثقافات المحيطة بالأناضول قبرص وسوريا وفلسطين"على مدخل الطابق الأخير كذلك فإن البناء الحديث يشتمل على متحف للأطفال وصالة للأعمال العمرانية في طابقه الأول وصالة تحمل اسم The Thrakia-Bithynia and Byzantiumفي طابقه الأخير.
متحف الآثار الشرقية القديمة
يشغل هذا المتحف مبنى كلية الفنون الجميلة المؤسس من قبل عثمان بيه حمدي في عام 1883 وقد أغلقت صالاته أمام الزيارة عام 1963 وأعيد فتحها عام 1974 بعد أن تم تغيير الأجزاء الداخلية منه ويعرض مجموعة غنية من المعروضات العائدة إلى أقدم حضارات الأناضول ومنطقة ما بين النهرين ومصر والقارة العربية كتماثيل الآلهة ومقدسات ما قبل الإسلام المأخوذة من معبد العلا وتحف تحمل نقوشاً أرمنية قديمة وآثار أخرى تعود إلى الحضارة المصرية القديمة كما تعرض من منطقة ما بين النهرين إحدى مسلات أداد-نيراري الثالث وعليها نقوش بالخط المسماري القديم وتعتبر مجموعة ألواح الموزاييك الملونة المأخوذة من نصب بوابة عشتار المبني من قبل نبوخذ نصر بما تحمله من نقوش لثيران وحيوانات التنين ذات الرؤوس الأفوانية من أهم كنوز المتحف ويلامس التمثيل التصويري لفتيات يحملن أباريق من الماء على حوض العبادة السومري تملأ محتوياتها مورداً باطنياً إحدى المعتقدات القديمة التي سادت منطقة ما بين النهرين ويظهر العالم وفقاً لها محاطاً بالمياه ومن أكثر معروضات المتحف شهرة أبو الهول العائدة بتاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد والمأخوذة من بوابة ياركابي في هاتوشاش وإحدى ألواح معاهدة قادش الشهيرة المسجلة على أنها أقدم معاهدة سلام بين رمسيس الثاني والحثيين في القرن الثالث عشر ق.م.
متحف قصر الخزف
بني هذا المتحف بناء على أمر من السلطان محمد الفاتح عام 1472 وهو من أقدم نماذج العمارة العثمانية المدنية في اسطنبول فقد بنيت واجهته الأمامية على ارتفاع طابق واحد والخلفية على ارتفاع طابقين ويتألف المدخل من رواق يرتفع على أربعة عشر عموداً رخامياً وصالة مزينة بزخرفات الموزاييك وقد تم استخدامه بين عامي 1875-1891 كمتحف إمبراطوري ثم بدأ في عام 1953 باستقبال زواره حاملاً اسم متحف محمد الفاتح ليلحق فيما بعد بسبب موقعه بمتحف اسطنبول للآثار وتشمل معروضات المتحف حوالي ألفي قطعة تضم مجموعة من أواني السيراميك والأواني الخزفية العائدة إلى الفترة السلجوقية.