أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

العماره في ميانمار (بورما)


بورما والاسم الرسمي للدولة جمهورية اتحاد ميانمار هي احدي دول جنوب شرق آسيا وفي 1 أبريل 1937 انفصلت عن حكومة الهند البريطانية نتيجة اقتراع بشأن بقائها تحت سيطرة مستعمرة الهند البريطانية أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة حيث كانت إحدي ولايات الهند البريطانية تتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما وكارن وكابا وشان وكاشين وشن وفي 1940 كونت ميليشيا الرفاق الثلاثون جيش الاستقلال البورمي وهو قوة مسلحة معنية بطرد الاحتلال البريطاني وقد نال قادته الرفاق الثلاثون التدريب العسكري في اليابان وقد عادوا مع الغزو الياباني في 1941 مما جعل ميانمار بؤرة خطوط المواجهة في الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا واليابان وفي يوليو 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء أعادت بريطانيا ضمها كمستعمرة حتى أن الصراع الداخلي بين البورميين أنفسهم كان ينقسم بين موال لبريطانيا وموال لليابان ومعارض لكلا التدخلين وقد نالت استقلالها أخيراً سنة1948 م وانفصلت عن الاستعمار البريطاني ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء البورمان وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة ومن بين الجماعات المتعددة جماعات الأركان ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات أركان بوما وجماعات الكاشين وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات وميانمار هي إحدى دول شرق آسيا وتقع على امتداد خليج البنغال تحد بورما من الشمال الشرقي الصين وتحدها الهند وبنغلاديش من الشمال الغربي وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس وتايلاند أما حدودها الجنوبية فسواحلها تطل على خليج البنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو وتنحصر أرضها بين دائرتي عشرة شمال الاستواء وثمانية وعشرين شمالأ ولقد احتلت بريطانيا بورما في نهاية القرن التاسع عشر وحتي استقلالها في 1948 وتعد يانغون حاليا رانغون أكبر مدنها كما كانت العاصمة السابقة للبلاد واسم بورما يأتي من الكلمة البورمية بامار بالاعتماد على ضعف النطق لدى البورمانيون تلفظ كلمة بورما كـ"باما" أو "ميانما" وفي سنة 1989 غيرت الحكومة البورمية العسكرية رسميًا الترجمات الإنجليزية للكثير من المناطق شاملةً اسم الدولة من بورما إلى ميانمار إعادة التسمية ما زالت مسألة مختلف عليها واعترفت الأمم المتحدة بالاسم ميانمار بعد خمسة أيام من إعلانه والكثير من الدول لا تزال تعترف باسم الدولة كـ"بورما" منها أستراليا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة كما تعترف العديد من الدول باسم ميانمار منها ألمانيا والهند واليابان وروسيا وجمهورية الصين الشعبية بالإضافة إلى اتحاد دول جنوب شرق آسيا ولقد وجد علماء الآثار أدلة تدل على أن الحضارة التي وجدت في المنطقة التي تشكل بورما حالياً قديمة نوعاً ما وأقدم الآثار التي وجدت هي عبارة عن رسومات كهفية وتجمعات هولوسينية تمثل أسلوب حياة الصيد والقطف المنتشر في ذلك الوقت بكهف في موقع بادلين الأثري بولاية شان ويعتقد أن السكان المون هم أقدم الجماعات التي اندمجت في الأجزاء السفلية من وادي إيراوادي وبحلول منتصف القرن العاشر أصبحوا القوة المسيطرة على جنوب بورما ووصل التيبيتو-بورمان الذين يتحدثون بلغة بيو لاحقاً في القرن الأول قبل الميلاد إلى بورما واسسوا فيها عدة مدن وولايات من مثل سريكسترا في وسط وادي إيراوادي حيث كانت تتشارك مملكتي المون والبيو بشكل نشط في طريق التجارة بين الهند والصين ودخلت مملكة بيو لاحقاً في موجة من التدهور السريع في بداية القرن التاسع الميلادي عندما قامت جيوش مملكة نانجاو تقع في يونان حالياً بغزو وادي إيراوادي عدة مرات والتيبتو بورمان الذين يتحدثون اللغة البورمية أو كما أصبحو يعرفون بالبرماويون اخذوا بالزحف نحو وادي إيراوادي والاستقرار فيه منذ عهد مملكة نينجاو وذلك في مرحلة مبكرة من القرن السابع الميلادي حيث حلوا مكان البيو كالقوة المسيطرة هناك واسسوا مملكة لهم في وسط باغان في 849 لكنهم لم يتوسعوا فيها الا بحلول عهد الملك انيراتا 1044 الي 1077 حيث اخذت باغان في عهده بالتوسع والتأثير على باقي أجزاء بورما الحالية وبعد أن احكم انيراتا سيطرته على عاصمة المون ذاتون في 1057 اخذ البورماويون باعتناق مذهب التيرافادا البوذي حيث اخذوه عن طريق المون وتمت كتابة الصحف البورمية المقدسة استناداً إلى صحف المون المقدسة المتوفرة آنذاك وذلك في عهد الملك كيانزيتا 1084الي1112 وبازدهار الزراعة في ذلك الوقت اخذ ملوك باغان ببناء العديد من المعابد والباغوديات في أنحاء البلاد والتي ما زال بعضها قائماً إلى اليوم واخذت قوة باغان تتضائل وتقل بحلول القرن الثالث عشر وذلك عندما امت قوات القائد المغولي قوبلاي خان بغزو المناطق الشمالية لبورما في بداية 1277 ونجحت في إسقاط واحتلال مدينة باغان نفسها في 1287 منهية بذلك قرنين من الزمان من سيطرة مملكة باغان على المناطق والأجزاء المحيطة بوادي إيراوادي ولم تستمر اقامة المغول في وادي إيراوادي لفترة طويلة لكن التاي شان الذين قدموا مع المغول من يونان استقروا في الوادي هناك وانتشروا فيه واسسولهم عدة ولايات فيما بعد مثل لاوس وسيام وأسام مصبحين بذلك أحد اللاعبين الكبار في منطقة جنوب شرق آسيا آنذاك حيث تفككت وقسمت مملكة بيجان إلى عدة ممالك ومناطق صغيرة من مثل مملكة آفا (1364–1555) التي اسسها البورمان الدولة الخلف لثلاث مماليك أصغر أنشأها الملوك البورمانيون الشان واستطاعوا من خلالها السيطرة على الأجزاء العلوية من بورما من غير الولايات الشانية الأخرى ومملكة باجو (1287–1540) التي اسسها المون بقيادة الملك المون-شاوي وريرو (1287–1306) والتي كانت تسيطر على الأجزاء السفلية من بورما من غير ولاية تاننثريي واتسمت هذه الحقبة بفترة صراع حربي مستمر بين مملكتي آفا وباجو وامتد قليلاً إلى صراع أقل حدة بين آفا وشان حيث استطاعت مملكة آفا في زمن قصير من احكام سيطرتها على مملكة راكيني (1379–1430) واقتربت استطاعة الحاق الهزيمة ببملكة باجو لعدة مرات لكنهم لم سيتطيعوا اعادة توحيدة امبراطوريتهم الضائعة (مملكة بيجان) ومع ذلك دخل المجتمع البورماني والثقافة البرومية عصرها الذهبي في ذلك الوقت حيث ازدهرت مملكة باجو واكملت ملكة باجو شين سا بو بناء باجودية شويداجون المطلية بالذهب واوصلتها إلى ارتفاعها الحالي و بحلول نهاية القرن الخامس عشر اسهمت حالة الصراع والحروب الدائمة باضعاف مملكة آفا بشكل كبير بحيث أصبحت أطراف المناطق التي تسيطر عليها أما مستقلة أو محكومة ذاتياً وفي 1486 قام ملك تونجو منكين انيو (1486–1531) بالأنفصال عن مملكة آفا واسس مملكة منفصلة صغيرة عنها وفي 1527 تمكن القائد مونين أخيراً من الاستيلاء على مملكة آفا واحكام سيطرته عليها منهياً بذلك حالة التوازن الحساسة للقوى التي كانت تسيطر على المنطقة لقرنين من الزمان تقريباً حيث ظل الشان يحكمون الأجزاء العليا من بورما حتى عام 1555 مدعومين بالبورماويين الذين فروا بعد سقوط مملكة آفا تمكنت مملكة تونجو بقيادة ملكها تابينشويتي (1531–1551) من هزيمة مملكة المون التي كانت تتمركز في باجو موحدة بذلك جميع الأجزاء السفلية من بروما تحت سيطرتها في 1540 واستمر خليفة تابينشويتي من بعده في الحكم الملك باينينغ (1551–1581) في غزو واحتلال المزيد من المناطق فاحتل مانيبور (1556) ولايات شان (1557) وتشينج ماي (1557) ومملكة أثوياها (1564 إلى 1569) بالإضافة إلى لين زانغ (1574) محكماً بذلك سيطرته على معظم غرب جنوب شرق آسيا واستعد لغزو مملكة راكيني بقوة بحرية تسيطر على جميع أراضي الساحل الموالي لغرب راكيني إلى ميناء شيتاغونغ في إقليم البنغال واخذت امبراطورية باينينغ العملاقة بالتداعي والتفكك مباشرة بعد موته في 1581 حيث انفصل التايلانديون الذين كانوا يقطنون مملكة أثوياها عن بورما خلال عام 1593 واستقروا في تانينثاري وفي 1599 قامت قوات مملكة راكيني مؤيدة بالمرتزقة البرتغاليين بإسقاط عاصمة المملكة باجو وقام فيما بعد قائد البرتغاليين فيلب دي بريتو بالثورة على اسياده الراكينيين انفسهم مؤسساً بذلك حكماً برتغالي في ثانلين واليت كانت تعد أهم ميناء بحري في بورما ولقد اتحد البورماويين تحت قيادة الملك الونغبويا (1605–1628) وهزموا البرتغاليين في 1611 وقام الونغبويا بعدها باعادة بناء مملكة صغيرة اتخذت من آفا مركزاً لها وغطت على الأجزاء العلوية من بورما الأجزاء السفلية من بورما والولايات الشانية من دون مملكة راكيني ومملكة أثوياها وبعد فترة حكم الملك تولان (1629–1648) الذي ساهم في اعادة بناء البلاد بعد الحرب دخلت البلاد في مرحلة انخفاض بطيء وثابت للأوضاع لمئة سنة قادمة حيث نجح المون في اقامة ثورة ناجحة في 1740 بمساعدة من الفرنسيين وتشجيع من التايلانديين مقتحمين بذلك الأجزاء السفلية من بورما في 1747 ونجحوا أخيراً في وضع حد لحكم التونجو في 1752 عندما قاموا باحتلال آفا عاصمة المملكة ووضع الملك الونغبويا حجر الأساس لبداية حكم سلالة كونبانغ عندما قام بتأسيسها في 1752 بولاية شويبو كما قام بتأسيس مدينة رانغون في 1755 وبموته في 1760 تمكن الونغبويا من توحيد البلاد مرة أخرى وفي 1767 تمكن الملك شين بوشين(1763–1777) من الأطاحة بمملكة أثوياها وقامت سلالة تشينغ التي كانت تحكم الصين بغزو بورما أربع مرات في الفترة الزمنية من 1765 إلى 1769 لكن من دون نجاح يذكر لكن الغزو الصيني اعطى فرصة فرصة لمملكة سيام السياميين التي كانت تتخذ من بانكوك مركزاً لها بأن تثور البورماويين وتخرجهم من سيام في أواخر 1770 فشل الملك باداوبيا(1782–1819) في اعادة احتلال سيام مرتين في 1780 و 1790 لكنه نجح في الأستيلاء على الجزء الغربي من مملكة راكيني والذي كان مستقلاً عن المملكة لمدة طويلة منذ سقوط باجان كما قام باجيدا بضم ولاية مانيبور رسمياً إلى مملكته بحمايته لحملة تمرد كانت تسود المنطقة في 1813 وتمكن قائد الجيش التابع للملك باجيدا (1819–1837) الجنرال ماها باندولا من أسقاط ثورة شعبية بولاية مانيبور في 1819 والأستيلاء على مملكة أسام المستقلة في 1819 اعاد احتلالها مرة أخرى في 1821 لكن هذه الفتوحات الجديدة اسهمت في زيادة حدة التقارب بين البورماويين والهند البريطانية حيث تمكن البريطانيين من هزيمة البورمانيين في الحرب الانجلو-بورمية الأولى (1824–1826) مما اضطر البورمانيين إلى الأنسحاب من أسام ومانيبور وراكيني وتانينثاري وفي 1852 هاجم البريطانيين بورما التي اصابها الضعف بشدة نتيجة الصراع البروماني الداخلي على السلطة فبعد الحرب الانجلو-بورمية الثانية والتي استمرت لثلاث شهور تمكن البريطانيين من الأستيلاء على المحافظات الساحلية الأخرى منطقة أيياروادي ورانغون وباجو وأطلقوا ليها اسم بورما السفلية وقام الملك مايندين (1853–1878) بتأسيس ماندالاي في 1859 واتخذها عاصمة له واستطاع تجنيب بلاده من الأخطار المترامية للمصالح الأستعمارية المشتركة من قبل فرنسا وبريطانيا وفي فترة تقدمه اضطر مايندين إلى التخلي عن ولايات كاياه في 1875 ولم يقم خليفته من بعده ثيباو (1878–1885) بحركات تذكر في فترة حكمه وفي 1885 قام البريطانيون وبعد أن تنبهوا إلى قيام الفرنسيين باحتلال لاوس المجاورة لبورما إلى احتلال الأجزاء العليا من بورما حيث اسفرت الحرب الانجلو-بورمية الثالثة إلى انتصار البريطانيين وسقوط العاصمة ماندلاي ونفيت العائلة الحاكمة البورمية إلى ولاية راتنجيري بالهند اخذت بعدها القوات البريطانية اربع سنوات في تهدئة الأوضاع الداخلية ليس فقط في بورما لكن أيضاً في شان بالصين والمناطق المجاورة لمرتفعات كاشين وتذكر بعض المصادر أن طفيفة التمرد لم تنتهي حتى 1896 .
الرمز الرسمي
الخريطه








العمله