أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

313 - مقبره توت عنخ أمون بمصر

مقبرة توت عنخ أمون و هوارد كارتر وتقع مقبرة توت عنخ أمون بوادي الملوك في عام 1907 بعد عدة سنوات قاحلة تعرف كارتر على اللورد كارنارفون أحد الهواة المتحمسين والذي كان على استعداد لتمويل بعثات كارتر الاستكشافية لاحقا أصبح كارتر المسئول عن كل أعمال التنقيب لكارنافون ولقد قام كارنافون بتمويل بحث كارتر عن الفرعون المجهول مسبقا توت عنخ أمون والذي اكتشف من قبل كارتر وبعد عدة أشهر من التنقيب والبحث الغير مثمر أصبح اللورد كارنارفون غير راضي عن النتائج وفشل استثماراته وفي عام 1922 أعط كارتر موسم واحد أخير لإكمال أعمال التنقيب وفي الرابع من نوفمبر عام 1922 بعد 15 عاما من البحث وجد كارتر مقبرة توت عنخ أمون "ك.ف62" حيث تعتبر أفضل مقبرة وجدت على مر التاريخ لم تمس من قبل بوادي الملوك وأرسل برقية للورد كارنارفون للمجيء وفي السادس والعشرون من نوفمبر لعام 1922 مع كارنارفون وأبنتة وحضور أخرىن قام كارتر بعمل الكسر الصغير الشهير في الزاوية الشمال لمدخل المقبرة وأصبحت بادية للعين بواسطة ضوء شمعة حيث شوهدت الأثار الذهبية الخاصة بالمقبرة بالإضافة إلى الكنوز الأثرية من خشب الأبنوس التي بقيت في مكانها منذ ذلك الوقت وحتى ذلك الحين لم يكن كارتر يعلم بعد هل هي مقبرة أم مجرد مخبأ ولكنه تأكد عندما شاهد ختم واضح بأحد الأبواب المحروسة بين تمثالين عندما سـأله كارنارفون هل وجدت شيء قال نعم أشياء مذهله وللاسف لم يكن كارتر امينا عند تعامله مع المرقد الملكى حيث تعامل معه كانه ملكية خاصة بالإضافة إلى الهمجية في التعامل مع مومياء الملك حيث قام بايقاد نار اسفل التابوت الذهبى الحاوى للمومياء لفصلها عنه حيث كانت ملتصقة به بواسطة الزيوت والراتنجيات وقام بفصل الراس عن الجسد فأصبحت المومياء سيئة الحفظ ومفككة وقام كذلك باقتحام المرقد الملكى هو ومموله كارنارفون وابنته واختلاس الكثير من اللقايا الأثرية بدون اخبار الحكومة المصرية وقد صدر كتاب عن دار الشروق بعنوان سرقة ملك مصر  للكاتب محسن محمد كتاب رائع جدا يحكى خلفية كارتر وكارنارفون وسبب مجيئهم لمصر وتفاصيل اكتشاف المرقد الملكى وعدد اللقايا الأثرية التي تم نهبها وقصة تهريب راس نفرتيتى ومحاولة سرقة المتحف المصري مدعمة بالوثائق الإنجليزية والامريكية وكان في 16 فبراير 1923 كان هوارد كارتر 1874-1939 أول انسان منذ أكثر من 3000 سنة يطأ قدمه ارض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون ولقد لاحظ كارتر وجود صندوق خشبي ذات نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ ان الصندوق كان يغطي صندوقا ثانيا مزخرفا بنقوش مطعمة بالذهب وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ ان الصندوق الثاني كان يغطي صندوقا ثالثا مطعما بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل كارتر إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب ولاقى هاورد صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطى مومياء توت عنخ أمون عن المومياء ففكر كارتر ان تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر اللاهبة ستكون كفيلة بفصل الكفن الذهبي عن المومياء ولكن محاولاته فشلت واضطر في الأخير إلى قطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفا بطبقات من الحرير وبعد ازالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد و خواتم و التاج والعصى وكانت كلها من الذهب الخالص  ولإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد ازالة الحلي اعاد الفريق تركيب الهيكل العظمي للمومياء ووضعوه في تابوت خشبي.