أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

322 - مركز مانتس لاجولي الرياضي بفرنسا

أكمل معماريو شركة Agence Search الفرنسية مركز الرياضات المائية الكائن قرب السين في فرنسا حيث السقف عبارة عن سطح متماوج فبوحيٍّ من حركة وشكل الأمواج يتألف سقف المركز من ألواحٍ موجية الشكل تظلل واجهة المبنى الجنوبية ما يخلق ظلالاً مرقّطة على جدران الردهة في الخلف ومن هنا تؤدي ممراتٌ إلى برك السباحة الثلاثة التي تتضمن بركةً ملتفةً وأخرى خاصة باللعب وأخيراً بركة للأطفال وما بين هذه البرك تنتصب أعمدة ضخمة داعمة للسقف المتماوج في الوقت الذي يقدم فيه جدار من النوافذ المطلة على الشمال إطلالات خلابة على النهر في الخارج بينما يغطي دثار من العشب سطح السقف عاكساً أصداء التلال البعيدة ومركز Mantes-la-Jolie بين المشاهد الطبيعية والعمرانية في حيٍّ يشتهر ببيئته الاجتماعية والعمرانية الجدلية يقبع كرمزٍ للتجديد العمراني الذي تشهد المنطقة فعدا عن كونه مرفقاً رياضياً ضخماً يمثل هذا المركز المائي مساحة خاصة للالتقاء والتجمع بالإضافة لكونه مقصداً صُمم خصيصاً ليفتح المشاريع على المجتمعات في الخارج إذ يهدف هذا المجمع الجديد لجمع المشاهد الطبيعية مع المشاهد المدنية وعلى الرغم من كافة المخاطر المحدقة بمثل هذا العمل انتهز معماريو Agence Search الفرصة لخلق عمارةٍ ذات نوعية عالية وابتكار جميلٍ عادي رمزٍ يومي في حيٍّ ذي هويةٍ خاصة فعلى هذا المبنى أن يكون سهل الوصول وعادياً وأن يحمل رسالة تفاؤل وفرصاً كثيرة والمشاهد الطبيعية العامة يقدم الموقع الاستثنائي إطلالات مبهرة على التلال المجاورة كما تستجيب الأسقف الخضراء في الأبنية ذات الطبيعة المتماوجة للتلة الموجودة على الضفة الأخرى لنهر السين لذا تم تصور العمارة هنا كمشهد طبيعي بنيّة تقوية الارتباط بين المستخدمين والبيئة الطبيعية المحيطة وعبر المساحات الداخلية والهيئة الخارجية للمبنى وكفلتر يعني هذا تصميم المبنى كقوة توحد المدينة والطبيعة حيث تم تشكيل كتلة المركز كتقاطع لعدة مستويات من الشفافية ابتداءً من المشربية الموجودة على الواجهة المطلة على المدينة والتي تمد وتوسع المساحات الداخلية عبر سلسلة من المساحات المسامية فمسامية وتعاقب وامتداد الحدود بين الداخل والخارج هو ما يفتح المرفق على الحي محوّلاً إياه إلى فلتر قادر على خلق أجواء يخيم عليه الهدوء والسكينة والماء إنه العنصر الموحّد للمشروع فإعادة إنتاج الشكل المتماوج على عدة مستويات وباستخدام عناصر مختلفة ما هو إلا إشارة واضحة وصريحة للعنصر المائي ومن هنا يعبّر التصميم عن جوهر النشاط الذي يحتضنه المركز ويحدد هويته بكل وضوح إن الماء هو سر الحياة وهو العنصر الموحّد للمشروع بأكمله فأعلى برك السباحة يتبع السقف انحناءات كتلة المبنى كما يوحد السقف كافة العناصر بطريقةٍ متناغمة في الوقت الذي يميز فيه تلاعب الكتل المناطق الثلاثة البركة الملتفة وبركة اللعب وبركة الأطفال وهنا يمكننا القول أن العنصر المائي يظهر باستمرار في تصميم المركز تارةً كمرآة وتارةً أخرى في حركةٍ مستمرة فهو في حوارٍ مع الضوء المتسلل للداخل وهذا ما يغني تجربة المستخدمين الفراغية في المركز وعلى المستوى المجازي يبدو أن تصميم المشربية بخطوطها المتماوجة هو بحد ذاته استعارة أخرى عن العنصر المائي فهو يعبّر هنا عن جوهر النشاط الجاري في الداخل تبقى أخيراً الأشكال المنحنية ببساطتها الظاهرية وفكرتها المتكررة لتشكل عاملاً محدداً قوياً لمركز الرياضات المائية هذا ومن وجهة النظر هذه تجسد جميعها الهوية الصورية للمبنى.