أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

344 - الهرم الأحمر بدهشور بمصر

الهرم الأحمر شيده الفرعون سنفرو والد الملك خوفو فى دهشور بالقرب من القاهره ويسمى ايضا الهرم الشمالى وهو الاكبر بين الاهرامات الثلاث الرئيسيه التى بناها الملك سنفرو فى جبانة دهشور وسمى بالهرم الاحمر نظرا للون حجارته المائل للحمره ويسميه السكان المحليين بالهرم الوطواط ولم يكن الهرم احمر فى بادئ الامراذ انه كان مغطى بطبقه بيضاء من الحجر الجيرى وعندما ازيلت هذه الطبقه ظهرت الاحجار ذات اللون الاحمر من تحتها تاركه الغطاء الابيض فقط على الاركان السفليه للهرم وهو الهرم الثالث من حيث الحجم بعد هرمى خوفو و خفرع بالجيزه عندما اكتمل بناؤه كان اعلى بنيان اقامه الانسان فى العالم فى ذلك الوقت و يعتقد انه المحاوله الناجحه الاولى لتشييد هرم حقيقى املس الجوانب  وكان الهرم الثالث الذى بناه الفرعون سنفرو من المملكه القديمه فالهرم الاول الذى بناه الفرعون سنفرو فكان هرم ميدوم الذى انهار من قديم الزمان اما الهرم الثانى فكان الهرم الملتوى او المنحنى لان زاويه انحداره تغيرت بشكل كبير و فجائى من 54 الى 43 درجه ميل اثناء تشييده وقد كان الهرم الثالث هو الهرم الاحمر ويعتقد يعض علماء الآثار ان هرم ميدوم هو اول محاوله لبناء هرم املس مستور الجوانب ويتكون الهرم من الداخل من ثلاث حجرات تربطها ممرات وتقع دهشور علي بعد 40 كيلو متر عن ميدوم حدثت مشاكل كثيرة أثناء بنائه أدى الي هذا الشكل المنكسر لذلك لجا الملك لبناء هرم اخر مجموعته الجنائزية مكتملة بينما مجموعة الهرم الاحمر في حالة سيئة فراى اشتاد لمان ان الهرم الاحمر هو مكان دفن سنفرو ومجموعة الهرم الاحمر لم تكتمل ينقصها الطريق الصاعد سبب القصور المعمارى الذي أدى الي شكل الهرم المنكسر الاضلاع لا بد ان نضع نصب اعيننا ان زاوية الميل الممتازة 50 51 وبصفة عامة الاهرامات الحديثة ما بين 52 الي 54 زاوية الميل لها والاهرامات المدرجة زاوية ميلها من 72 الي 78 الأرضية التي بنى عليها الهرم ارضية رملية صحراوية غير ثابتة وتكثر فيها الاحجار الصغيرة والزلط مما يزيد عدم الثبات بنى المهندس بنفس أسلوب الهرم المدرج فكانوا يصنعون الاحجار بزاوية ميل للداخل أدى ذلك إلى انه أصبح هناك ضغط علي قلب الهرم مما أدى الي حدوث تصدعات في قلب الهرم بدا المهندسين في مرحلة معينة حتى وصلوا الي 49 متر من اصل 101 متر لاحظوا انهم إذا استمروا في هذه الزاوية سوف سحدث تصدع للهرم ويكون ضاغط علي حجرة الدفن فاحدثوا تعديل وهو انه يجب أن يغيروا زاوية الميل حيث كانت 60 درجة فعملوا كساء سميك للهرم من الخارج باحجار موضوعة بشكل افقي وعملوا أيضا علي اكمال الهرم بزاوية ميل اقل وهى 44 الي 45 وهنا يحدث انكسار نتيجة للتحول في زاوية الميل من 60 الي 45 وكانت هناك مشكلة أخرى وهى انه هنالك فراغات كبيرة بين الاحجار وتم ملئها بالرمال والملاط وكان سيئا ومن جهة أخرى ان الأرضية كانت غير ثابتة مما أدى الي حدوث هبوط في أماكن متفرقة واكملوا المجموعة علي هذا النمط وما يميز هذا الهرم ان كل الاهرامات مدخلها من ناحية الشمال الا هذا كان له مدخلان واحد في الشمال والاخر في الغرب وكانت هناك حجرات اسفل سطح الأرض بينما حجرة الدفن الثانية بداخل الهرم والسقف كان هنا مكربل لجميع الحجرات وفي منتصف الهرم هناك بئر حتى الآن الهدف منه غير معروف المدخل الغربي يؤدى الي ممر افقي وهنا نجد لاول مرة وسائل تامين تمنع اللصوص من الوصول لحجرة الدفن ووجود غرفة صغيرة بأعلى الممر موضوع فيها كتلة حجرية ضخمة كان يسندها أحد البراطيم الخشبية السميكة وعند الخروج من المقبرة يتم سحب البراطيم وينزل الحجر الكبير لاغلاق الممر لماذا يوجد حجرتى دفن في هذا الهرم لم نعثر علي أي بقايا مومياء يمكن ان نقول انها لسنفرو والحجرتين اسفل وأعلى ومن المرجح ان العليا هي حجرة الدفن الاساسية وأصبح هناك سعى هندسي لوضع جثمان الملك في قلب الهرم بصفته بنبن وهناك راى اخر يقول ان المدخل الغربي والحجرة الغربية تمثل في الواقع المقبرة الجنوبية وذلك الراى ضعيفا حجرة الدفن السفلى كان لها وسائل تامين وكان سقفها مكربل المجموعة الجنائزية هرم جنوبى ومعبد جنائزى له يشبه المعبد الجنائزى لهرم ميدوم فله نفس اللوحتان وبينهما مائدة قرابين والطريق الصاعد ينزل من الركن الشمالى الشرقى وليست هناك صلة مباشرة ما بين المعبد الجنائزى ومعبد الوادى وكان هناك مشكلة أخرى ان معبد الوادى كان لا يقع في الوادى بل يقع في منتصف الطريق ما بين الأرض الزراعية والهرم ولعل السبب في ذلك ان مياه الفيضان كانت تغمر الأرض في هذا الارتفاع لذلك بنى المعبد في المجموعة الجنائزية للهرم في منطقة امنة لا تصل إليها مياه الفيضان والمجموعة الجنائزية للهرم سور محيط  وهرم جنوبى والمعبد الجنائزى والطريق الصاعد في الركن الشمالى الشرقي ومعبد الوادى أكبر من المعبد الجنائزى واكثر تعقيدا من الناحية المعمارية ونجد انه بدا يوجد اعمدة وفي النيشات الستة الموجودة في جدار المعبد كان يوجد 6 تماثيل أكبر من الحجم الطبيعى ومن العجيب انه امام هذه المقاصير كانت توجد لوحات كبيرة عليها اسم الملك سنفرو وتحجب النظر عن التماثيل الخوف من تصدع الهرم المنكسر الاضلاع كان السبب الرئيسى في بناء الهرم الاحمر ومجموعته الجنائزية بهذا الشكل والهرم الاحمر بنى بزاوية 44 درجة وبنى بحجارة موضوعة افقية وبنيت حجرة الدفن تقع علي مستوى الأرض وسقف الحجرة مكربل وقاعدة الهرم اعرض من قاعدة الهرم المنكسر الاضلاع وكان المعبد الجنائزى أكبر من معبد الهرم المنكسر وكانت الجدران من الطوب اللبن التخطيط الدقيق للمعبد الجنائزى واضح وهو بالتاكيد أكبر من الهرم المنكسر وبنى علي عجالة من الطوب اللبن وهناك معبد وادى عثر له علي بقايا بسيطة ولم يعثر له علي طريق صاعد .