أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

604-مسجد ومركز رييكا الاسلامي بكرواتيا

أول مسجد ومجمع اسلامي بكراواتيا منذ استقلالها الآن وقد خارت قواه واحدودب ظهره وتثاقلت مشيته ها هو إسمائيتش بن حامد أخيرا يرى بأم عينيه صرحا أضخم وأجمل من كل ما تصوره عندما قدم قبل ثلاثين عاما هو وبعض مسلمي يوغسلافيا السابقة طلبا لبناء مسجد في بلدة رييكا الكرواتية لتأدية ثاني أركان الإسلام ولكن بعد حصولهم على الإذن عام 1989 وقبل أن يتمكنوا من مباشرة البناء عصفت بالمنطقة تقلبات جذرية زلزلت كل شيء إلا تصميم هؤلاء القوم على إنجاز مشروعهم فلم يثنهم تفكك الدولة التي منحتهم الإذن ولا معارضة ساكني المنطقة العنيفة أحيانا ولا حتى قلة ذات اليد عن الاستمرار في سعيهم لتحقيق حلمهم ويحدثك إسمائيتش بلغة عربية اختيرت ألفاظها بعناية رغم اللكنة التي تلفها عن تلك الحقبة السوداء من تاريخ المنطقة فيتذكر بمرارة كيف تقلص عدد المسلمين وأغلبيتهم من البوسنيين إلى النصف تقريبا في رييكا بعدما أصبحت جزءا من دولة كرواتيا التي خرجت من رحم يوغسلافيا السابقة وفي العام 1997 يضيف إسمائيتش بعد أن يخبرك أنه تعلم العربية في الأزهر الشريف بمصر أن سلطات الدولة الجديدة أعطت للمطالبين إذنا بإقامة المركز في منطقة بالبلدة المذكورة لكن سرعان ما أجهضت المشروع احتجاجات السكان المحليين المناهضين له ولم يفتّ كل ذلك في عضد القوم حسب قول إسمائيتش فاستمروا في مسعاهم إلى أن حصلوا على أرض جديدة عام 2003 وبدأت رحلة من نوع آخر إنها رحلة المائة ميل لتحصيل التمويل وهنا يؤكد إمام المسجد ورئيس المركز خير الدين ميكانوفيتش أن قومه طرقوا أبواب مسلمي الغرب لتحصيل المال اللازم فلم يبخلوا عليهم وتمكنوا من جمع أكثر من مليون يورو من سويسرا والبوسنة وغيرهما غير أن ذلك لم يكن يكفي إلا لإعداد الوثائق الرسمية فأعدت التصاميم ووافق المجلس البلدي عليها عام 2006 ولكن كيف السبيل الآن إلى تجسيد هذا التصميم ذي الأهلة والقباب التي تربطه رمزيا بمكان العبادة وبالإسلام والذي يراعي كذلك في تفاصيله خصوصية المدينة يمّم القوم هذه المرة وجوههم إلى المشرق العربي يقول ميكانوفيتش فكان أن حالفهم الحظ إذ وجدوا متبرعا تكفل بكل تكاليف هذا الصرح الكبير إنه أمير دولة قطر آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورغم تجاوز إسمائيتش الآن الستين من عمره وتقاعده من الإمامة فإنه لا يخفي فرحه وسروره برؤية هذا الصرح الذي يؤكد أنه لم يكن يتصور مثله أبدا عندما تقدّم مع آخرين لطلب رخصة مصلى عام 1984 كيف لا وهذا المبنى المهيب يضم فضلا عن مئذنته التي يبلغ طولها 23م مسجدا وروضة للأطفال ومطعما وقاعة محاضرات ناهيك عن الساحات الخارجية ومواقف السيارات ويرفض ميكانوفيتش المجادلة في كون هذا المركز هو الأجمل من بين كل المراكز الإسلامية في أوروبا فالمهم بالنسبة له ولإسمائيتش أنه اليوم صرح قائم وتحفة طال انتظارها تستقبل أول مسابقة للقرآن الكريم مخصصة للناطقين بغير اللغة العربية يشارك فيها مائة متسابق ومتسابقة وهي مسابقة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني للقرآن الكريم.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق