المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية تعرف أيضاً المملكة المتحدة أو بريطانيا هي دولة ذات سيادة تقع قبالة الساحل الشمالي الغربي لقارة أوروبا تتكون المملكة المتحدة من أرخبيل بريطانيا العظمى والجزء الشمالي من جزيرة ايرلندا والعديد من الجزر الصغيرة تعد ايرلندا الشمالية القسم الوحيد من المملكة ذا الحدود البرية التي تفصلها عن جمهورية ايرلندا عدا ذلك تحد المملكة المتحدة بالمحيط الأطلسي وبحر الشمال والقنال الإنكليزي وما يسمى بالبحر الأيرلندي يربط نفق بحر المانش بريطانيا العظمى بفرنسا والمملكة المتحدة نظام ملكي دستوري تعتبر دولة إتحادية بموجب قرار سنة 1800 تتكون من أربع دول إنجلترا وأيرلندا الشمالية واسكتلندا وويل يحكمها نظام برلماني وتتمركز الحكومة في العاصمة لندن لكن هناك حكومات محلية في كل من بلفاست وكارديف وادنبره وهي عواصم ايرلندا الشمالية وويلز واسكتلندا ذات الحكم الذاتي الداخلي تعد كل من بيليفية جيرزي وجزيرة جيرنزي وجزيرة مان وجزر أخرى تابعة لسيادة المملكة المتحدة هو ما يعني أنها مرتبطة دستوريا بالمملكة ولكنها ليست جزءاً منها يخضع للمملكة المتحدة أربعة عشر إقليماً تسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية والتي ليست جزءاً دستورياً من المملكة المتحدة ولديها حكم ذاتي وتسيير شؤونها بنفسها لكن شؤونها الدفاعية ترجع للمملكة المتحدة هذه الأراضي من مخلفات الإمبراطورية البريطانية والتي كانت في أوجها في عام 1922 وشملت ما يقرب من ربع مساحة اليابسة في العالم وأكبر امبراطورية في التاريخ لا يزال يلاحظ النفوذ البريطاني في اللغة والثقافة والنظم القانونية في العديد من مستعمراتها السابقة والمملكة المتحدة من الدول متقدمة اقتصادها السادس عالمياً من حيث الناتج المحلي الإجمالي والسادس من حيث تعادل القدرة الشرائية كما أنها كانت أولى دول العالم تحولاً للمجال الصناعي وكانت تعتبر القوة العظمى الأكبر في العالم خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لكن مع التكلفة الاقتصادية والاجتماعية لحربين عالميتين تراجعت الإمبراطورية في النصف الأخير من القرن العشرين مما أدى إلى تقلص دورها القيادي في الشؤون العالمية لا تزال المملكة المتحدة مع ذلك قوة عظمى ذات نفوذ اقتصادي وثقافي وعسكري وعلمي وسياسي قوي هي أيضاً من الدول النووية وتمتلك ثالث أو رابع أعلى إنفاق عسكري في العالم وفقاً لطريقة حساب النفقات والمملكة المتحدة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي كما أنها عضو دائم في مجلس الأمن وكذلك عضو في الكومنويلث وعضو في مجموعة الثماني ومجموعة العشرين ومنظمة حلف شمال الأطلسي وعضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة التجارة العالمية ولقد تم إنشاء المملكة المتحدة من الممالك التاريخية القائمة حينها مملكة إنجلترا بما فيها ويلز وأيرلندا واسكتلندا بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر جلبت سلسلة من الأحداث السياسية هذه الدول إلى اتحاد سياسي وثيق توحدت انكلترا وايرلندا واسكتلندا في اتحاد شخصي في اتحاد التيجان وفي 1603 عندما ورث جيمس السادس ملك اسكتلندا عرشي مملكتي إنجلترا وايرلندا ونقل بلاطه من ادنبرة إلى لندن على الرغم من الممالك الثلاث حافظت على بنى سياسية مستقلة وفي 1 أيار 1707 تم إنشاء مملكة بريطانيا العظمى من خلال اتحاد سياسي بين مملكة إنجلترا التي تشمل ويلز ومملكة اسكتلندا ويعود هذا الحدث لمعاهدة الاتحاد التي تم الاتفاق عليها في 22 تموز 1706 ومن ثم التصديق عليها من قبل برلمان انكلترا وبرلمان اسكتلندا وتمرير قوانين الاتحاد في عام 1707 لاحقاً وبعد مرور قرن من الزمان تم دمج مملكة أيرلندا خاضعة للسيطرة الإنكليزية منذ عام 1691 مع مملكة بريطانيا العظمى لتشكيل المملكة المتحدة من بريطانيا العظمى وإيرلندا مع تمرير قوانين الاتحاد في عام 1800 أدى النزاع في أيرلندا بشأن شروط الحكم الذاتي الإيرلندي في نهاية المطاف إلى تقسيم الجزيرة وفي 1921 حصلت الدولة الأيرلندية الحرة في عام 1922 على سيادة كاملة بينما بقيت أيرلندا الشمالية جزءا من المملكة المتحدة نتيجة لذلك وفي عام 1927 تغير اللقب الرسمي للمملكة المتحدة إلى شكله الحالي المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية ولعبت المملكة المتحدة في قرنها الأول دورا مهما في تطوير الأفكار الغربية حول النظام البرلماني وكذلك في تقديم مساهمات كبيرة في العلوم والأدب والفنون وغيرت الثورة الصناعية التي قادتها المملكة المتحدة وجه البلاد وغذت طموح الإمبراطورية البريطانية خلال هذا الوقت كانت المملكة المتحدة وعلى غرار القوى العظمى الأخرى ضالعة في الاستغلال الاستعماري بما في ذلك تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي رغم أن المملكة المتحدة لعبت دورا قيادياً في مكافحة الاتجار في الرقيق عندما مررت قانون تجارة الرقيق في عام 1807 وبعد هزيمة فرنسا في الحروب النابليونية برزت المملكة المتحدة باعتبارها القوة الرئيسية بحرياً واقتصادياً في القرن التاسع عشر عرفت لندن كأكبر مدينة في العالم 1830-1930 وبقيت قوة بارزة حتى منتصف القرن العشرين إلى جانب روسيا وفرنسا وبعد 1917 الولايات المتحدة الأمريكية وكانت بريطانيا واحدة من القوى الكبرى المعارضة لألمانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) لعبت قواتها العسكرية دوراً رئيسياً في كافة أنحاء الإمبراطورية وعدة مناطق في أوروبا وعلى نحو متزايد على الجبهة الغربية وبالتالي نمت القوات المسلحة لأكثر من خمسة ملايين عسكري وعانت الأمة مما يقدر بمليونين ونصف المليون إصابة وانتهت الحرب بديون وطنية كبيرة بعد انتهاء الحرب تولت المملكة المتحدة من عصبة الأمم الولاية على المستعمرات الألمانية السابقة والدولة العثمانية حيث وصلت الإمبراطورية البريطانية إلى أقصاها والتي غطت حينها خمس مساحة اليابسة في العالم وربع سكانه وحصل الكساد الكبير (1929-1932) في وقت كانت فيه المملكة المتحدة بعيدة كل البعد عن بعد عن التعافي من آثار الحرب مما أدى إلى معاناة واصطرابات سياسية واجتماعية وكانت المملكة المتحدة واحدة من الحلفاء الثلاثة الرئيسيين في الحرب العالمية الثانية بعد هزيمة حلفائها الأوروبيين في السنة الأولى من الحرب واصلت المملكة المتحدة الحرب ضد ألمانيا النازية في الحملة الجوية المعروفة باسم معركة بريطانيا وبعد الانتصار كانت المملكة المتحدة واحدة من القوى الثلاث الكبرى التي اجتمعت لرسم عالم ما بعد الحرب بأي حال انتهت الحرب العالمية الثانية مخلفة ضرراً اقتصادياً في اقتصاد المملكة ومع ذلك ساهم مشروع مارشال والقروض المكلفة من كل من الولايات المتحدة وكندا في مساعدة المملكة المتحدة على التعافي وشهدت السنوات التالية للحرب تأسيس دولة الرعاية الاجتماعية بما في ذلك نظام الرعاية الصحية الأول من نوعه في العالم أدت التغييرات في سياسة الحكومة أيضاً إلى جلب الكثير من الناس من جميع أنحاء الكومنولث لإنشاء بريطانيا متعددة الأعراق وعلى الرغم من تحجيم دور المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية على الساحة السياسية العالمية الأمر الذي تم تأكيده خلال حرب السويس في العام 1956 فإن الانتشار الدولي للغة الإنجليزية عنى استمرار تأثير الأدب والثقافة في حين أن ثقافتها الشعبية في ستينات القرن الماضي وجدت أيضاً نفوذاً في الخارج وبعد فترة من التباطؤ الاقتصادي العالمي والنزاع الصناعي في السبعينيات شهدت الثمانينيات تدفقاً كبيراً في عائدات نفط بحر الشمال والنمو الاقتصادي مثلت حقبة رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر تغيراً كبيراً في سياسات المملكة المتحدة عن فترة ما بعد الحرب سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية المملكة المتحدة واحدة من الاعضاء ال 12 المؤسسين للاتحاد الأوروبي عند إطلاقه في عام 1992 مع التوقيع على معاهدة ماستريخت قبل ذلك كانت عضواً في حلف الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية المشتركة منذ عام 1973 شهدت نهاية القرن العشرين تغييرات مهمة في نظام حكم المملكة المتحدة مع إنشاء الإدارات المحلية في كل من ايرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز بعد إجراء استفتاءات شعبية.
الرمز الرسمي
الخريطه
العمله