أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

114 - معابد أنغكور


أنغكور هي مدينة تقع في أعماق غابات شمال كمبوديا يعود تاريخ بنائها إلى آلاف السنين خلال حكم الخمير وهم شعب قديم في منطقة جنوب شرق آسيا كان حكامه من الهندوس الذين يعبدون كآلهة استطاعوا في القرن السادس الميلادي الإستيلاء على مملكتي فونان وشتلا الهندوسيتين ثم قاموا بتأسيس امبراطورية هندوسية واسعة شملت مساحات واسعة من الأراضي التايلندية إلى جانب جميع أنحاء كمبوديا وازدهرت امبراطورية الخمير لمدة 600 عام من القرن التاسع وحتى القرن الخامس عشر أنتجوا حضارة مميزة تطورت بوضوح في مدينة أنغكور التي اتخذوا منها عاصمة ومقرا لأمبراطوريتهم الواسعة التي تعد من أشهر المواقع التاريخية في العالم لما تتميز به من معابد غاية في الإبداع والتصميم المعماري وتماثيلها وبحيراتها الشاسعة ومساحتها الكبيرة التي تمتد إلى أكثر من 400 كيلومتر مربع لذا تعد أكبر موقع أثري في العالم ومعبد أنغكور واتشيد حكام الخمير في مدينة أنغكور خلال تعاقب فترات حكمهم أكثر من ألف معبد ونظام معقد للري من أشهر تلك المعابد معبد أنغكور وات الشهير الذي شيده الملك سيرفان الثاني على شكل مستطيل طوله أكثر من 850 متر وعرضه 100 متر تقريبا يتميز بفناءه الشاسع الذي تتوسطه خمسة أبراج على شكل زهرات اللوتس كما تزين أروقته وساحاته تماثيل وتصاميم منحوتة تحكي أساطير ومعتقدات الخمير ومن المعابد المتميز بالمدينة معبد بايون في أنغكور ثوم الذي شيده الملك جيا فارمان السابع لما يوجد به من أحجار صخرية ضخمة منحوتة على شكل رؤوس بشرية تمثل في الأصل شكل وجه الملك جيا فارمان وفي عام 1369 بدأت تايلاند البلد المجاور لكمبوديا في شن هجمات متتالية على المدينة إلى أن نجحوا عام 1444 في القضاء على حكم الخمير كما نهبوا الكثير من ثروات المدينة ثم تركوها فهجر السكان المدينة وظلت مهجورة مغمورة بين أشجار الغابات معرضة للخطر جراء عمليات سلب ونهب الكنوز الموجودة بها إلى أن اكتشف وجودها عالم التاريخ الفرنسي هنري ماهوت عام 1860 ووجه أنظار العالم إلى ما بها من كنوز تاريخية يجب المحافظة عليها فأسندت السلطات الكمبودية عام 1908 مهمة حماية المنطقة إلى هيئة رسمية تتولى الدولة الإشراف الكامل عليها وفي ظل ظروف عدم الإستقرار والحروب الاهلية والثورات التي اندلعت في المنطقة منذ عام 1970 وتعذر على الهيئة ممارسة عملها فتعرضت المدينة مجددا للإإهمال والنهب وراح اللصوص ينقلون ما بها من تماثيل لبيعها خارج الأراضي الكمبودية وفي عام 1992 أدرجت منظمة اليونسكو المدينة في قائمة التراث العالمي كما تم وضعها على قائمة أكثر الأماكن التاريخية المعرضة للخطر جراء عمليات سرقة كنوزها تقدمت العديد من الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها اليابان بمشاريع ومبادرات تهدف إلى المحافظة على تراث هذه المدينة الأثرية