أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

115 - قلعه الجاهلي بالعين




قلعه الجاهلي بالعين هي من أكبر قلاع مدينة العين وأشهرها وتعد من القلاع ذات الطراز الرائع والفريد في فن العمارة العسكرية الإسلامية المحلية لذا لم يكن من الغريب أن يستغرق بناؤها قرابة العشرة أعوام من عام 1891وحتى عام 1898 وقد بناها المغفور له الشيخ زايد بن خليفة زايد الأول 1855-1909م كما يشير التاريخ المنقوش على لوح الخشب الذي يعلو مدخل القلعة في منتصف جدارها الجنوبي حيث يعلو بوابتها بيتان من الشعر هما:فتح باب الخير في باب العلا حل فيه السعد بالعليـاء المنيفة - فتهاني العز قالـــت أرخوا دار جد شاد زايــد بن خليفة وتحاط القلعة بسور مرتفع يبلغ ارتفاعه 6.5 مترأ من جميع الجهات ويمتد هذا السور بطول 122متراً وعرض 88 متراً ويقل من جهة الغرب حيث يبلغ عرضه 75متراً وتقع البوابة الرئيسية في جهة الغرب بارتفاع ضخم ويضم السور من الداخل مبنى القلعة. ويذكر بأن المدخل الذي يقع في الجدار الغربي هو مدخل حديث أضيف في منتصف الثمانينيات وقد اقتضته أعمال الترميم وقلعة الجاهلي عبارة عن مبنيين أحدهما مربع الشكل وهو المبنى الرئيسي والآخر برج دائري منفصل أما المبنى الرئيسي فهو عبارة عن قاعة مربعة الشكل أبعادها من الخارج 37 × 35متراً واشتملت هذه القلعة على ثلاثة أبراج دائرية تقع في زواياها الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية ويبلغ قطر كل برج 5.6 متراً وارتفاع كل منها 12.5متراً وتتكون هذه الأبراج من دورين طابقين أما الزاوية الشمالية الشرقية فيشغلها مجلس صيفي بني في الدور العلوي وفيما عدا المجلس الصيفي الذي بني على سطح المبنى فإن القلعة تتكون من دور واحد يضم ثمان غرف أضيفت لها في السنوات الأخيرة ثلاث غرف أخرى من الجهة الغربية أما المدخل الرئيس لهذه القلعة فيقع في جدارها الجنوبي ويعلو بوابتها كما ذكرنا سابقا بيتا الشعر وتعد قلعة الجاهلي رمزاً للقوة والسيطرة فقد شيدت لأسباب سياسية من أجل لم شمل القبائل القاطنة في مدينة العين ولتكون مقراً للشيخ زايد بن الخليفة زايد الأول أثناء إقامته في فصل الصيف بالعين حيث اعتاد حكام أبوظبي القدوم والإقامة في العين لما تتمتع به من جو لطيف في فصل الصيف مقارنة بأبوظبي إما اختياره لموقع القلعة فربما لكون منطقه الجاهلي تتميز بأرض صالحة للزراعة وتتوافر فيها المياه وفي عام 1897م شهدت المنطقة هدوء سياسيا لذلك انصرف الشيخ زايد إلى تنفيذ خطط الأعمار ومن ثم استطاع في هذا العام الانتهاء من بناء قلعة الجاهلي التي كان قد بدأ فيها عام 1891م وفي عام 1909م توفى الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط بن عيسى بن نهيان بن فلاح زعيم بني ياس وقائد آل بوفلاح وحاكم إمارة ابوظبي وحل محله في الحكم ابنه طحنون وبعد وفاة الشيخ زايد عاش بعض أفراد عائلة الشيخ خليفة في القلعة وفي عام 1948م قدم الإنجليز لمنطقة العين وأقاموا في القلعة التي كانت قبل قدومهم مهجورة وربما يعود السبب في ذلك إلى جفاف قناة الماء وبدأوا في ترتيبها وتنظيمها وضبط دعائم أحد الأسقف الذي كان يبدو على وشك السقوط مما يدل على أن القلعة كانت تحتاج إلى ترميم بعد هجرها ويصف هندرسون القلعة في ذلك الوقت بأنها كانت عبارة عن فناءين واسعين ضمن جدران عالية وأبراج مصنوعة من الطين المجفف الصلب وكانت الغرف فارغة وغير مؤثثه وأرضيتها من الرمل وأما النوافذ فكانت مفتوحة ليس لها درف خشبية ولا زجاج إلا أن قدوم الإنجليزأعاد الحياة مرة أخرى للقلعة حيث أعادوا تنظيمها وفرش أرضية غرفها بالبسط كما أضافوا مبنى كمطبخ لهم وفي مبنى أخر في الحصن ثبتوا جهاز الاتصال ووضعوا أعمدته خارج الحصن وتشهد برنامج إعادة تأهيل وتطوير طموحاً يرمي إلى الحفاظ على بنية هذا المبنى التاريخي وقيمته الثقافية وجعله مقصداً سياحياً جاذباً ومميزاً وينتظر بعد اكتمال المشروع الضخم أن تضم قلعة الجاهلي التي يعود تاريخها إلى عام 1898 وتعتبر أحد أهم المعالم التاريخية في مدينة العين وأكبر قلاعها مركز معلومات جديداً للسياح وصالة عرض للفعاليات الفنية والثقافية ومعرضا دائما عن الرحالة مبارك بن لندن ويلفريد ثيسنجر وبرنامج عرض سمعي بصري يستعرض تاريخ مدينة العين وتطورها وكشف الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن مشروع تطوير قلعة الجاهلي يأتي في إطار جملة من المشروعات الثقافية المهمة التي باشرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنفيذها في مدينة العين مؤكدا أن النقلة النوعية التي ستشهدها الحركة الثقافية في مدينة العين تشمل تأسيس وإطلاق العديد من المشروعات التراثية الثقافية المتميزة مشيرا إلى أن دور المجتمع المحلي بكل فئاته سيكون فاعلا ومؤثراً في المشهد الثقافي للمدينة حيث تعمل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على توفير الأماكن المناسبة لاستضافة الأنشطة الثقافية وتقديم مختلف أشكال الدعم اللوجستي وذلك من خلال تنظيم أنشطة فنية وثقافية تعمل على تفعيل وتطوير السياحة الثقافية وبشكل خاص من خلال إعادة تأهيل قلعة الجاهلي وذلك بالتوازي مع تسجيل جميع الشواهد الأثرية للقلعة بهدف توثيق تاريخ القلعة والحفاظ عليه وتفسيره بالكامل ولقد تم إعادة تأهيل قلعة الجاهلي بعناية فائقة باستخدام مزيج من المواد التقليدية والتقنيات الحديثة وسينتج عن هذا المزيج مبنى يتميز بانسجامه البيئي والتاريخي مع المكان المحيط به خصوصا مع حديقة الجاهلي القريبة منه مؤكدا أن قلعة الجاهلي سوف تصبح الوجهة الثقافية الجديدة في مدينة العين التي يجد فيها كل زائر ما يبحث عنه وسوف تتضمن مركزا للزوار مزودا بمكتبة ومجلس ويقدم المعلومات عن كل ما يمكن زيارته والقيام به في مدينة العين مع وجود فريق مطلع ومدرب يقدم النصح والإرشاد للزوار كما سيتم تخصيص برنامج عرض سمعي بصري في برج القلعة الأثري حيث سيتم عرض قصة العين التي ستكشف عن تراث المدينة وثقافتها بأسلوب مميز وجذاب إذ سيمر الزوار على مجموعة من الغرف لاكتشاف قصة مختلفة في كل غرفة وسيتم استخدام مؤثرات عديدة من الموسيقى والشعر وخرير الماء ونسمات الهواء المنعشة لإعادة تاريخ مدينة العين إلى الحياة وتجسيدها في الحاضر واستغلال قلعة الجاهلي كمركز للمعارض في قلب مدينة العين حيث ستنطوي عملية إعادة تأهيل قلعة الجاهلي على إنشاء مساحتين للعرض الأولى ستكون صالة عرض فنية داخلية تمتد إلى فناء القلعة ما يجعلها مناسبة للمعارض المؤقتة ويمكن لهذا المكان أن يستقبل نحو عشرين معرضاً في العام أما صالة بن لندن وحرية الصحراء فستكون معرضاً دائماً جديداً مخصصاً لويلفريد ثيسنجر الذي عبر صحراء الربع الخالي مرتين في الأربعينات من القرن الماضي حيث كان ويلفريد ثيسنجر صديقا للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه كما كان يعرف مدينة العين جيداً ويستمتع بالاستكشاف والصيد بالقرب من منطقة جبل حفيت وسيكشف هذا المعرض عشق ثيسنجر للصحراء وتقديره للبدو الذين قدموا له العون خلال رحلاته الاستكشافية وحول التفاصيل الفنية والهندسية والتاريخية لمشروع إعادة تأهيل قلعة الجاهلي كشف مدير التخطيط الاستراتيجي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث د.سامي المصري، أن نموذج التصميم الهندسي يتبع النمط التاريخي لأرضيات القلعة ويعمل على إظهار كوّات الإضاءة وفتحات التهوية المنتشرة في المبنى التاريخي أما الأروقة التي تعود إلى ثمانينات القرن الماضي فستتم إحاطتها بالزجاج فيما ستتحول المساحات الداخلية الجديدة إلى مساحات خاصة بمعرض مبارك بن لندن ومركز المعلومات للزوار بينما سيعتمد أسلوب البناء على استخدام قوالب الطين والجبس وخشب النخيل مع احترام الحفاظ على مواد البناء التاريخية الموجودة في القلعة بالكامل لافتا إلى ان من شأن استخدام التقنيات الحديثة إلى جانب استخدام الطين مادة للبناء أن يحافظ على المناخ الداخلي للقلعة في درجة حرارة معتدلة بدرجة 22 مئوية كما ستضمن أنابيب المياه الباردة الموجودة داخل طبقة الطين تبريد المبنى في فصل الصيف بينما يتم التحكم في تيار الهواء البارد بأسلوب ذكي عن طريق مجسات تحد من اندفاع التيار وتقلل من استهلاك الطاقة وذكر د. المصري أنه تمّ العمل على عدد من المتغيرات التي طرأت على المبنى منها معالجة وإعادة تركيب جذوع النخيل في الأسقف إعادة بناء طبقة اللبن الداخلية كجزء من نظام تبريد المبنى وتوفير مساحات أكبر للاستخدام عبر توسيع الغرف بغية إنشاء مركز المعلومات والمجلس والمكتبة يعود تاريخ قلعة الجاهلي إلى عام 1898 وقد قام الشيخ زايد بن خليفة زايد الأول حاكم إمارة أبوظبي في الفترة الممتدة من 1855 إلى 1909 ببناء هذه القلعة بالقرب من إحدى المستوطنات حول واحة الجاهلي وجعل منها محل إقامته الصيفية وباشر منها بالعديد من المشروعات التطويرية بدءاً بالأفلاج وانتهاءً بالمباني الدفاعية ويدل أحد النقوش المكتوبة على البوابة الجنوبية للقلعة على أن القلعة المربعة الداخلية تعود إلى تسعينات القرن التاسع عشر ميلادي وكانت القلعة تستخدم استراحة صيفية للعائلة الحاكمة كما كانت تمثل رمز الاستقرار السياسي الذي حققه الشيخ زايد بن خليفة خلال فترة حكمه الطويلة وتعتبر القلعة المربعة الداخلية والبرج الدائري المنفرد من أقدم أجزاء هذا الموقع التاريخي ومن المرجح أن يكون قد تم بناء هذا البرج لمراقبة وحماية الواحة من المغيرين والغزاة وبحلول عام 1955 أصبحت مباني القلعة في أمس الحاجة إلى الترميم والإصلاح بعد أن استخدمها الجيش ثكنات عسكرية ومخازن وقواعد للضباط وفي فترة الثمانينات تغير استخدام القلعة مرة أخرى ليصبح فناؤها الواسع مسرحاً لتنظيم مختلف الفعاليات والمناسبات حيث تم حينها إضافة المدخل الحالي المحاط بالأبراج الكبيرة ولقد نالت قلعة الجاهلي التراثية في مدينة العين جائزة العمارة الدولية ضمن أفضل الإنجازات المعمارية الحديثة للعام الحالي وأعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن متحف شيكاغو للعمارة والتصميم والمركز الأوروبي لفنون التصاميم المعمارية والدراسات الحضرية منحا قلعة الجاهلي في مدينة العين بإمارة أبوظبي جائزة العمارة الدولية ضمن أفضل الإنجازات المعمارية الحديثة لعام 2010 وذكرت الهيئة في بيان صحفي أن المتحف الأميركي والمركز الأوروبي أعلنا أن اختيار قلعة الجاهلي جاء من ضمن 95 مبنى ومشروع حضري حول العالم تعد معالم معمارية متميزة تم إنجازها مؤخرا واشارت الهيئة الاماراتية الى أن المسابقة استقطبت المئات من التصاميم من أكثر من 45 بلداً ونقلت عن منظمي المسابقة قولهم انهم اعتمدوا أسلوب استفتاء آراء كبار المعماريين وشملت المسابقة تقييم ناطحات سحاب ومبان لكبريات الشركات والمكاتب والمتاحف والمؤسسات والمنشآت الثقافية كما شملت المسابقة المعارض الفنية والملاعب والمستشفيات ومحطات القطار الكبرى والجسور وأبنية المصارف والتصاميم الحضرية والأسواق ودخل المنافسة العديد من الكنائس ودور العبادة ومبانٍ حكومية وصروح ومنشآت ترفيه