أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

150 - باب النصر

باب النصر هو من العمائر الحربية الفاطمية ويتكون من كتلة ضخمة من البناء عرض واجهتها‏24.22‏ متر وعمقه‏20‏ مترا وارتفاعه‏25‏ مترا ويتكون الجزء البارز من برجين مربعين بينهما ممر مكشوف يؤدي الي باب المدخل‏‏ يرتفع كل برج من البرجين الي ثلثي الارتفاع الكلي في بناء مسمط أما الثلث العلوي فعبارة عن حجرة دفاع لها سقف يغطيه قبة ضحلة وبجدران الحجرة فتحات لرمي السهام وقد زخرفت نهاية ثلثي البرج بمجموعة من الصور والدروع المنحوتة البارزة‏‏ ويتوج فتحة الباب عقد مسطح يعلوه نص تأسيسي بالخط الكوفي من ثلاثة سطور نص‏(‏ بسم الله الرحمن الرحيم ـ لا اله الا الله وحده لاشريك له محمد رسول الله ـ علي ولي الله ـ صلي الله عليه وعلي الائمة من ذريتهم أجمعين‏)‏ وفي عهد الحملة الفرنسية أدخلت تعديلات جوهرية علي باب النصر لتوسيع فتحات مزاغل السهام في حجرتي الدفاع بحيث تصبح من الخارج أكثر اتساعا من الداخل لاستعمالها في الضرب بالمدافع بدلا من السهام‏ ويتميز باب النصر بوجود أقراص مستديرة علي ارتفاع ستة مداميك تشكل اطراف أعمدة رخامية رابطة وضعت افقيا بعرض الجدران حتي تزيد من متانة البناء ولقد قال المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 74 من 167 ) : " كان باب النصر أولًا دون موضعه اليوم وأدركت قطعة من أحد جانبيه كانت تجاه ركن المدرسة القاصدية الغربي بحيث تكون الرحبة التي فيما بين المدرسة القاصدية وبين بابي جامع الحاكم القبليين خارج القاهرة ولذلك تجد في أخبار الجامع الحاكمي أنه وضع خارج القاهرة فلما كان في أيام المستنصر وقدم عليه أمير الجيوش بدر الجمالي من عكا وتقلد وزارته وعمر سور القاهرة نقل باب النصر من حيث وضعه القائد جوهر إلى حيث هو الآن فصار قريبًا من مصلى العيد وجعل له باشورة أدركت بعضها إلى أن احتفرت أخت الملك الظاهر برقوق الصهريج السبيل تجاه باب النصر فهدمته وأقامت السبيل مكانه وعلى باب النصر مكتوب بالكوفي في أعلاه‏:‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله صلوات الله عليهما‏.‏باب النصر في القاهرة الإسلامية هي بوابة ضخمة محصنة مع الحجر باتوا يحيطون أبراج قوس نصف دائري من البوابة الشرقية. الباب بني في الجنوب من باب الفتوح التي شيدهاالقائد العسكري جوهر الصقلي . في الوزير بدر الجمالي اطلق عليها لاحقاً اسم باب العز ، وعلى الرغم من ذلك ، أظهرت فضل سكان القاهرة معنى الاسم الأصلي' بوابة النصر ' ، والتي ظلت مستخدمة حتى يومنا هذا. تمتاز البوابة بالزخرفة على الجناحين وجبهات الأبراج ، والتي ترمز إلى النصر في حماية المدينة ضد الغزاة.سما نابليون في وقت لاحق هذه الأبراج من الجدار الشمال علي اسم الضباط المسؤولين عن أمنها. أسماء هؤلاء الضباط الفرنسيين منحوتة قرب أعلى مستوى البوابات.