149 - المتحف الفن الاسلامي بماليزيا

تضم ماليزيا العديد من المتاحف المتنوعة كماً وكيفاً ومن أبرزها وأحدثها متحف الفن الإسلامي الواقع مقابل المسجد الوطني وهو على الطريق المؤدى لحديقة بردانة وبقية الحدائق حيث يضم بالمتحف عدة معارض من ضمنها متحف فن العمارة الإسلامية والذي يضم نماذج مصغرة لبعض المباني مثل مبنى تاج محل وبناية مسجد إسماعيل البخاري وضريح الأمير تيمور كما يوجد جزء مخصص لعرض المأثورات العثمانية كما يحتضن المعرض عدد كبير من القطع الأثرية من الدولة العثمانية من سوريا وتركيا تم جلبها إلى ماليزيا كما يوجد جناح معرض القرآن الكريم ويضم أكثر من 200 مخطوطة إسلامية نادرة تحتوى على 30 نسخة من القرآن الكريم يعود تاريخها إلى سلالة حكم منك ومنذ عدة قرون ومن إسبانيا إلى الصين إلى قلب روسيا وإلى إندونيسيا عندما تسبب نبض الإسلام العظيم بأن يصل الفن إلى أعلى أوجه فقد سجلت تعابير جميلة عن الطاقة الفنية على كوكب الأرض وكمثال عن هذا قصر الحمراء في إسبانيا وتاج محل في الهند والجامع الأزرق في تركيا والسجاد العجمي الخلاب والكتابات الرائعة في جوامع أوزبكستان ويصل عدد زوار المتحف يوميا أكثر من 200 زائر فيما يرتفع الرقم إلى 500 شخص خلال عطلات نهاية الأسبوع وموسم السياحة حيث الزور العرب والمسلمين والأجانب أيضاً وذلك من كافة أنحاء العالم يصلون ماليزياويحتل الطلبة ما نسبته 70% من العدد الإجمالي للزوار وذلك على اعتبار المتحف مركز تعليمي وتثقيفي ديني وبما يرتبط مع تطورات الحضارة الإسلامية ويحتل متحف ماليزيا للفنون الإسلامية دوراً كبيراً في إظهار التراث والحضارة الإسلامي حيث يحتوي على عدة قطع فنية عمرانية بعدة أشكال وتطبيقات وإذا مررنا عبر المتحف لوجدنا بأنه على الرغم من التعدد الإقليمي للدول الإسلامية فالفنون الإسلامية محافظة على نفس المبدأ من تصاميم ذات أشكال هندسية ونوافير المياه بالإضافة إلى الأرابيسك وللماء والضوء أهمية كبيرة في الديكورات العمرانية إذ يشكلون طبقات ويجملون المكان فالشعور بالفراغات المستمرة من خلال تنويع النماذج والعناصر الهندسية يعتبر مهماً في الهندسة المعمارية الإسلامية وتخدم الأقواس لهدف الديكور والتركيب وتقريباً فإن كل المباني الإسلامية تحوي على كتابات في الحجر وأنواع الموزاييك والرسومات وهذه الكتابات تكون إما آيات قرآنية أو أبيات شعر أو أسماء وتواريخ ويستخدمونها كإطار على طول وحول العناصر الرئيسية للمبنى ويضم المتحف 12 صالة عرض وهو مكون من 4 طوابق حيث يحتضن الطابق الثالث صالة عرض لفن البناء حيث يعرض في هذا القسم نموذج لـ 18 مسجدا في العالم وأحدثها مسجد السليمانية الذي أهداه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان إلى الحكومة الماليزية كما يضم المتحف أقساماً أخرى مثل معرض القرآن الكريم وصالة عرض عالم الملايو وأخرى للصيني والهندي وقد بلغت التكلفة المادية لبناء المتحف نحو 100 مليون رنجيت ماليزي ويقع مبنى المتحف الإسلامي الماليزي على بعد خطوات من موقع المسجد الوطني بالعاصمة كوالالمبور وأصبح معلم بارز من معالم المدينة التي يزورها الزوار والسياح الأجانب فيما يتضمن المتحف أنواعاً من المجسمات ومجموعات كبيرة من كنوز الفنون الإسلامية المختلفة وخاصة ان محتوياته من الآثار الحقيقية الأصلية حيث يعود تاريخ العديد منها إلى عهد القرن الثامن عشر الميلادي مثل المصاحف المكتوبة بخط اليد على جلود الحيوان وكل قطعة فيه مصنوعة يدويا باستعمال المواد الطبيعية الأصلية ويشكل الفنانون الإسلاميون نماذج هندسية والتي تعتبر مثالاً للاهتمام الإسلامي بالتكرار والدوائر والأجيال المتعاقبة في النماذج وتستخدم الأزهار في ديكور الأقمشة والأشياء والأبنية والتي ممكن رؤيتها في الهندسة المعمارية الإسلامية فلم يعط متحف الفنون الإسلامية الماليزي أي أهمية لحجم الشكل أو وظيفته وفيما عدا الإيوان يعد شكل المبنى الأبيض الهندسة الخفية التي يمر بها من الداخل والخارج ومزين الإيوان بالبلاط المزين من قبل النحاتين الإيرانيين والمزود بالآية القرآنية ويعتبر المسجد المؤلف من أربع مستويات ويغطي مساحة 22 ألف كم مربع الوحيد من نوعه في المنطقة ويعتبر ثمرة جهود مشتركة للتأسيس البخاري والحكومة الماليزية والتي طورت مجتمعة الفنون والعمارة الإسلامية وعمل كل من النحات المحلى والنحاتين الرئيسيين في أوزبكستان وإيران يداً بيد على إنشاء هذا المتحف الذي يتمتع بوجود خمس قبب واحد منها مقلوب وفي قلب المتحف يوصلك المدخل إلى المستوى الأول حيث توجد ردهة أساسية واستقبال وتوصلك المصاعد إلى المستوى الثاني حيث توجد القبب المقاومة والمتحف الخاص ومحل المتحف بالإضافة إلى مكتبة الأطفال إن المستوى الثاني مفتوحاً على حديقة النافورة وهي مساحة تتخللها المياه والمسابح والسيراميك الأزرق والأشكال الهندسية على شكل ساحة إسلامية تقليدية وعلى هذه المساحة أيضاً يوجد مطعم القبة المعروف بقهوته وطعامه الرائع أما المستوى الثالث فيعطي جمالية إسلامية أكبر متضمناً جمال الجامع والجمال العمراني وغرفة الميثاق الرئيسي العثماني الفنون الإسلامية للعالم الإسلامي والماليزي وعلى جانب المدرج في المستوى الثالث توجد شرفة الرحال والتي تستخدم مزيجاً من الرموز الإسلامية كالجرة التي تستخدم لحفظ المياه والرحال الذي يستخدم كحامل للكتب وتصاميم الزهور الإسلامية التي تصور استمرارية الحياة وفي المستوى الرابع يستطيع الزوار رؤية الرسومات والزخارف والعتاد والدروع والأقمشة والنقود والسيراميك والزجاج والمكتبة وهو مفتوح على الشرفة ويستطيع المرء معاينة القبة عن كثب والتي هي قطعة فنية في الديكور والكتابات الحائطية وتستطيع أن تحصل على منظر رائع من الشرفة للأماكن المحيطة وقد استخدم الإيرانيون الذين فوضوا لإنهاء التصاميم الخارجية للقبة طريقة البلاط المقطع حيث تخلط المواد بالماء وتشوى بالفرن لتأخذ ألوان مثل الرمادي والكحلي والأزرق وكانت النماذج عن القبب تشكل على الأوراق ومن ثم تحول إلى قطع البلاط الملونة المختلفة وتستخدم النماذج الهندسية لترمز إلى تعقيدات العالم وتحمل القبة الرئيسية الآية 35 من سورة النور «الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم» وتحتوي القبة المقلوبة والتي تعتبر قطعة فنية للحرفة الأوزبكية على الحفر الذهبي لسورة الفاتحة والتصاميم المزركشة وللحصول على فهم أوسع للفن الإسلامي والجمال العمراني ينصح برحلة موجهة ومدعومة من قبل متحف الفنون الإسلامية الماليزي.