أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

163 - قصر فرساي بفرنسا

قصر فيرساي هو أهم القصور الملكية في فرنسا ويقع في فيرساي التي تبعد 25 كيلومترا غرب وسط مدينة باريس ولقد أمر لويس الثالث عشر العام 1624 ببناء منزل صغير للصيد على تل قريب من قرية فيرساي الصغيرة كون الأدغال القريبة وافرة الصيد وفي العام 1632 أمر بتوسيع المنزل وفي فترة حكم لويس الرابع عشر شيد القصر محل المنزل في فيرساي من 1682وانتقل الملك لويس الرابع عشر في هذا العام من باريس إلى القصر، وظل القصر مقر الإقامة الملكية حتى اضطرت الأسرة الحاكمة إلى العودة إلى العاصمة في العام 1789 رغم هذا ظل قصر فيرساي مركزا للسلطة في العهد القديم بفرنسا كما صار رمزا للحكم الملكي المطلق من قبل لويس الرابع عشر المسمى بملك الشمس وبعد 100 عام سكنه ملك أخر وهو الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت اللذان أجبرتهما الثورة الفرنسية في العام 1789 على مغادرة القصر ومن ثم تم إعدامهما بالمقصلة أو سكين الجيلاتين وأقدم ذكر لقرية فرساي وجد في وثيقة مؤرخة في 1142الميثاق من كنيسة سانت  بيتر دي شارتر من الموقعين على الميثاق كان هوغو دي فيرساي ومن ثم اسم القرية وخلال هذه الفترة تركزت قرية فيرساي على قلعة صغيرة وكنيسة والمنطقة كانت تحت سيطرة لورد أو إقطاعي محلي أضاف موقع قرية على الطريق من باريس إلى دريوكس ونورماندي بعض الازدهار إلى القرية ولكن بعد الطاعون الأسود وحرب المائة سنة كانت القرية قد دمرت إلى حد كبير وتعداد سكانها تقلص بشكل كبير وفي 1575 قام ألبير دي جندي وهو فلورنسي نسبة إلى فلورنسا بشراء سيغنيوري فيرساي وصل دي جندي إلى فرنسا مع كاترين دي ميديسي وأسرته وأصبح ذو نفوذ في البرلمان الفرنسي وفي العقود الأولى من القرن السابع عشر قام دي جندي بدعوة لويس الثالث عشر على عدة رحلات قنص في غابات فيرساي ولقد أمر لويس الثالث عشر بتشييد منزل صغير للصيد في العام 1624 صممه فليبير روى جنيه وكان هيكل مبني من الحجر والطوب الاحمر مع لائحة السقف وبعد ثماني سنوات في 1632 واستخلص لويس الثالث عشر السيغنيوري فرساي من أسرة دي جندي وبدأ بعمليات التوسيع للقصر وتأسس الرايخ الألماني الثاني في قاعة المرايا في قصر فيرساي بعد أن أُعلن الملك البروسي فيلهلم الأول قيصراً للإمبراطورية الألمانية في 18 كانون الثاني 1871 بعد الانتصار السريع للقوات الألمانية في الحرب مع فرنسا ويعد قصر فيرساي أشهر بناء في الفن الكلاسيكي الفرنسي ومن أشهر القصور الفرنسية التي تشهد على روعة المعمار الفرنسي وقطع الأثاث والديكور وتنسيق الحدائق تمتد واجهة القصر الرئيسية نحو 80 مترا ويتكون من عدة مباني متقابلة ومطلة على ساحة في الوسط والقصر نفسه يتكون من ثلاث طوابق وكثير من قطع الأثاث والأسقف فيه مصنوعة من الذهب وفي الماضي كان يسكنه ما يقارب 20 ألف شخص من الملك والأسرو الحاكمة والحاشية والخدم والحرس الملكي وقصر فيرساي قصر مُذهل كان محل إقامة لـ ملوك فرنسا كـالملك لويس الرابع عشر والملك لويس الخامس عشر والملك لويس السادس عشر وللقصر حديقة رائعة تملئها النوافير ولها عمال كثيرين مخصصين فقط للإعتناء بالمسطحات الخضراء والأزهار ودائماً أو على الأغلب في القصور تكون الحديقة الخاصة بالقصر خلف مبنى القصر وفي فرساي تمتد الحديقة على مساحة شاسعة ما يقارب 80 هكتار وفي العام 1837 قرر لويس فيليب القيام بصيانته وتخصيصه متحفا للتاريخ الفرنسي وقد شهد قصر فرساي العديد من الأحداث التاريخية فمنه انطلقت شرارة الثورة الفرنسية في العام 1789 واتخذت القوات الفرنسية مدينة فرساي مقرا لها أثناء الحرب البروسية الفرنسية عام 1871 وفي نفس العام تم تتويج وليم الأول إمبراطورا لألمانيا في القصر كما كان القصر مقر مجلس النواب أثناء حقبة الجمهورية الثالثة حتى العام 1879 وفيه وقعت معاهدة فرساي الشهيرة بعد الحرب العالمية الأولى عام 1919 واتخذت قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية مدينة فرساي مقرا لها ما بين 1944- 1945ويحتوى القصر على 11 قاعة مخصصة للويس الثاني عشر ولويس الرابع عشر بالإضافة إلى الأوبرا التي بنيت خصيصا بمناسبة زواج لويس السادس عشر من ماري إنطوانيت وفيه أيضا ممر المرايا الذي تم تنفيذه عام 1678 ويبلغ طول الممر 75 مترا وعرضه 10 أمتار وتزين سقفه لوحات تمثل الانتصارات الفرنسية ويضم 17 نافذة مطلة على الحديقة (كل نافذة في مواجهة مرآة أما حديقة القصر فتعتبر أفضل مثال لتصميم الحدائق الفرنسية وهى تشغل مساحة 100 هكتار وتضم كثير من النافورات أشهرها نافورة ديان وحوض أبوللو المواجه للقصر وتزين ممرات الحديقة مجموعة تماثيل لمشاهير فرنسا بالإضافة إلى بحيرتها التي يتجاوز عرضها الستين مترا وطولها الكيلومترين ويوجد في الحديقة قصر تريانو الكبير 1687 الذي صمم على نمط القصور الإيطالية أما قصر تريانو الصغير فقد شيد عام 1762 بناء على تعليمات لويس الخامس عشر وظل يعتبر كقصر عشيقة الملك مدام دو بومبادور التي توفيت هناك في عام 1764 وقد منح نابليون بونابرت القصر لأخته بولين ويوجد في الحديقة الصغيرة المحيطة معبد الحب ذو القبة المرتكزة على 12 عمودا يوجد تحتها مباشرة تمثال يرمز للحب.